«إفريقيا وأنا».. فيلم وثائقي يكشف خبايا رحلة للرحالة عثمان زولاتي، دامت أربع سنوات كاملة

حاول الرحالة العالمي الجديدي، عثمان زولاتي من خلال فيلمه الوثائقي» إفريقيا وأنا»، الذي تم عرضه نهاية الأسبوع الماضي بالجديدة، كشف النقاب عن جانب من رحلته التي استغرقت أربع سنوات كاملة، انطلاقا من مسقط رأسه (الجديدة) وصولا إلى جنوب إفريقيا.
وتضمن هذا الشريط الفني، الحاصل على جائزة» film festival Pan african «بلوس أنجلوس الأمريكية، في ثناياه وعلى امتداد 90 دقيقة، تفاصيل مغامرة جاب عبرها أكثر من 24 بلدا إفريقيا مشيا على الأقدام تارة، وركوبا على الدراجة الهوائية تارة أخرى، مع قطعه أحيانا لمسافات طويلة على لوحة التزلج.
وعن الدوافع والملابسات الكامنة وراء هذه الرحلة، أسر عثمان زولاتي ، أن فكرة القيام بهذه الرحلة الاستكشافية راودته منذ نعومة أظافره، حيث تعكس شغفه بركوب المغامرات لتأثره بالعديد من الأفلام الوثائقية خاصة المتعلقة بالأسفار والرحلات في أدغال إفريقيا، مما ولد لديه الحلم بالقيام برحلة من هذا النوع من أجل الوقوف ميدانيا عما اعتادت عيناه التقاطه من صور متداولة في هذه الأفلام الوثائقية.
وفي السياق ذاته، أشار الرحالة المغربي إلى أن أحداث هذه الرحلة لم تخل من وقائع طريفة وصعوبات اعترضت مسيرته الطويلة، موضحا أن من أكبر العوائق غياب الإمكانيات المادية واللوجستيكية، حيث خرج من الجديدة وفي جيبه فقط 800 درهم وآلة تصوير متواضعة، وعلى إثر ذلك اضطر للعمل في مناسبات كثيرة لكسب بعض المال يكفيه بالكاد لسد رمقه، كما اضطر في طريقه إلى صنع دراجة هوائية بمساعدة بعض الأصدقاء الذين تعرف عليهم بالكوت ديفوار.
وتابع قائلا إنه أصيب ثلاث مرات بالمالاريا، الذي كاد أن يزهق روحه، فضلا عن معاناة الحصول على تأشيرات الدخول للعديد من دول القارة السمراء، المشهود لها بجمالها الطبيعي وتنوعها المجالي وكذا بكرم وإنسانية قاطنيها.
واستطرد زولاتي قائلا، إنه بمجرد العودة إلى أرض الوطن شرع في عرض الصور والفيديوهات التي التقطها أثناء رحلته، حيث فكر في تحويلها إلى فيلم وثائقي بمساعدة منتج مغربي.. وعندما باءت كل المحاولات بالفشل، اتجه صوب أحد الأشخاص ممن أبدوا إعجابهم واندهاشهم بجمال هذه المشاهد والصور في معرض أقيم بجنوب إفريقيا والذي اقترح عليه توقيع عقد من أجل جعل حلمه حقيقة بإنجاز هذا الفيلم الوثائقي.
وفي تصريح مماثل، أكد حسن فاتح (صديق الرحالة)، أنه كان يتابع بشغف أطوار رحلة زولاتي، وعند عودته إلى مدينة الجديدة جالسه واطلع على تفاصيل الرحلة من خلال صور وأفلام قصيرة، إذ اقترح عليه بإلحاح تحويلها إلى فيلم وثائقي إلى أن اقتنع بالفكرة.
وانطلاقا مما كشفت عنه أحداث هذه الرحلة، تتبين المعاناة والصعوبات التي واجهت زولاي في رحلته، كما تسلط الرحلة الضوء على حرصه على التعريف بمدينته وبلده بالرغم من ضعف الإمكانيات المادية. كما ظل متشبثا بمواقفه الراسخة وفرض شروطه على المنتج وإرغامه على عرض خريطة المملكة كاملة بصحرائها.
وسيرا على هذا المنوال، جدد زولاتي عزمه على السير قدما في إنجاز فيلم وثائقي جديد بعنوان «تركيا وأنا» والذي سيرصد من خلاله تجربته الفريدة التي قادته للتعرف، عن قرب، على جغرافية تركيا بجبالها وثلوجها ومدنها. وموازاة مع ذلك، يعتزم الرحالة الجديدي أيضا القيام برحلة جديدة يجوب عبرها العالم على متن قارب شراعي.
يشار إلى أن الفيلم الوثائقي «إفريقيا وأنا» سبق له أن حاز على العديد من الجوائز والتقديرات: تكريمه كواحد من أفضل المسافرين في العالم في مهرجان مسافري دبي عام 2017، والحصول على جائزة مغامر العام برسم سنة 2018 في مهرجان أفلام المغامرة بالمغرب، بالإضافة إلى جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان الأفلام الإفريقية الأمريكية. كما ترشح للمشاركة في مهرجان «كان» العالمي.


بتاريخ : 05/06/2023