هدير في الأعماق

بقليل هديرٍ عصَفت ذبذبةٌ دامتْ
بِضْعَ ثَـوَانٍ بجهات كانت هادئة في القلب،
وما بعُدتْ عنهُ أو طلبَتْ شيئًا،
حتى لم تتمالك جدران أن ترفَعَ أستارًا عن أسرارٍ
باحتْ بشهادات حظائر يسكنها أحفاد حضارات بادت ،
لتحدّث أجداثٌ ثاوية من عهد ثمُودَ وعادٍ،
في عمق بوادٍ
في أشقَى صُوَرِ الجَدْبِ الظمأى
ليس يموت بها سَاعٍ في دنيانا المغضوب عليها أو يحيا،
في ما التفّ من الطرقاتِ فما انداحتْ،
في أمواج عاتية سوداءَ اصطخبتْ
في ساحات فنَاءٍ أعمَى،
حتى امْتَدّت في أقصى ما دُمِّرَ مني،
إذ لم يقدِرْ ميزانٌ ما أن يحمل ما ارتجَّ له جسدي
من نيران تباريح امتدّتْ من حولي ،
في كل جهات الروح ،
حتى تنهار شواهد أفنية قامت منذ عصور للذبح،
وهبَّتْ في صرخات دوّتْ في وجهٍ نام جميلًا،
لكن هديرًا في منـتصف الليل مخيفًا،
أطفأ أضواءً بعيون ما عادت تعرف ما سوف يجيءُ.
ـ إلى أين يسير بنا هذا الليل الحالك حتى ننأى
عن قفْرٍ أوسَعَ ساوَتْنا فيه ذبذبةٌ دَرَّتْ في القلبِ ينابيعَ
امْتَصُّ عُصارتهَا أعداءُ أهالينا،
أو ندنو من أحبابٍ ما وسعتهم دنيا
تركتهم فابتعدوا عنها، حتى باتوا تحت الأنقاض؟


الكاتب : أحمد بنميمون

  

بتاريخ : 15/09/2023