خلال لقاء نُظّم بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بخنيفرة : تجار وحرفيون يتدارسون تفاصيل مشروع يهم تأهيل وتهيئة محورين تجاريين بالمدينة

 

على مرجعية تبني مبدأ الحوار والمقاربة التشاركية، نظمت «جمعية النور للتجار والحرفيين» بخنيفرة، مساء الخميس 27 أكتوبر 2023، لقاء تواصليا تشاوريا موسعا بغاية تدارس ومناقشة مشروع تأهيل وتهيئة المحورين التجاريين بفضائي بئر أنزران ووجدة، والذي شكَّل موضوع اتفاقية شراكة بين الجمعية والمجلس الجماعي للمدينة، من جهة، وبينهما وبين غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة بني ملال خنيفرة، من جهة أخرى، وذلك على أساس الخروج بما ينبغي من المقترحات والتصورات والمطالب وجمعها في ملف مطلبي من المقرر رفعه للجهات والسلطات المعنية.
اللقاء التواصلي، الذي جرى احتضانه بغرفة التجارة والصناعة والخدمات، بخنيفرة، حضره عدد لافت وكبير من التجار والمهنيين والحرفيين، ومن الصناع التقليديين، وممثلي الشركاء والضيوف من الحقل الجمعوي والإعلامي، حيث تم افتتاحه بآيات بينات من القرآن الكريم، والنشيد الوطني، مع وقفة ترحم على أرواح ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب عددا من أقاليم المملكة، وفي مقدمتها أقاليم الحوز، علما بأن «جمعية النور للتجار والحرفيين» كانت من بين أوائل المكونات المجتمعية التي بادرت إلى إرسال قافلة تضامنية من المساعدات الإنسانية للأسر المتضررة بالمناطق المنكوبة، تماشيا مع المبادرات الشعبية التي جمعت الأمة المغربية.
واستهل رئيس الجمعية كلمته الافتتاحية بعرض حول ظروف ميلاد الجمعية كإطار لتنظيم المهنة، وما حققته من مكاسب، قبل تناوله لاتفاقية مشروع التهيئة والتأهيل الذي انتقل من مرحلة الحلم إلى مرحلة الميدان الملموس. وبعده تناول رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات الكلمة للحديث عن أهمية المشروع، وما «اعترض طريقه من مزاعم وإشاعات بهدف إجهاضه في مهده»، رغم أن الإصلاحات، يضيف المتدخل، «لا تقبل بالعراقيل والنوايا السيئة وأساليب التشهير»، فيما لم يفته توجيه تشكراته لسلطات الإقليم على «سهرها على إنجاح المشروع»، حسب قوله، مؤكدا أن هذا المشروع «سيعود بالكثير من المنافع الاقتصادية والاجتماعية».
كما لم يفت أمين مالية الجمعية استعمال شريط فيديو في استعراضه المفصل لبرنامج التأهيل والتهيئة المراد إنجازه، ودوره في حركية الاقتصاد والسياحة، مع استعراضه أيضا لمنجزات وأنشطة ومبادرات الجمعية، وما سجلته، منذ تأسيسها، من لقاءات واتصالات، ومن حوارات مع المتدخلين والأطراف المعنية، ذلك قبل مداخلة كاتب عام الجمعية الذي قام بعرض وتحليل اتفاقية الشراكة المتعلقة بتأهيل وتهيئة المحورين التجاريين (بئر أنزران ووجدة)، والتي جاءت بناء على ملتمس «جمعية النور للتجار والحرفيين» كانت قد تلته مداولات في الموضوع من طرف المجلس الجماعي لخنيفرة وغرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة بني ملال خنيفرة.
وعلى قاعدة تنظيم العلاقات بين المجلس الجماعي وغرفة التجارة وجمعية النور، بشروط وصيغ التعاون والتشاور وتطوير المبادرات المشتركة، التزمت الغرفة بالمساهمة في المشروع بمبلغ 3.000.000,00 درهم، مقابل جعل المحورين المشار إليهما، واللذين يعدان بمثابة قطبين تجاريين مركزيين، عبارة عن فضاءين حديثين بجمالية وقيمة مضافة للمدينة، إلى جانب التزام المجلس الجماعي بالمساهمة بمبلغ 4.000.000,00 درهم، مع تقديم جميع المساعدات التقنية والإدارية لصاحب المشروع المفوض، وإعادة تهيئة وتقوية الأرضية والأرصفة المتعلقة بالمحورين المذكورين، ذلك على أساس اعتبار المجلس صاحب المشروع.
وعلاقة بمضمون اتفاقية الشراكة، تلتزم «جمعية النور للتجار والحرفيين» بتخصيص مبلغ 50.000,00 درهم للصيانة والنظافة بعد تسليم المشروع، والمحافظة على الإصلاحات المنجزة والسهر على ديمومتها، فضلا عن جانب المساهمة في عملية التحسيس والتوعية لفائدة المهنيين والحرفيين، حسبما ورد ضمن نص الاتفاقية، وقد جرى عرض مفصل لتفاصيل وهندسة لمشروع وبسطه أمام الحضور باللقاء، ليتم فتح باب المناقشة بشكل ديمقراطي وتشاركي وتشاوري، على أساس تدوين المقترحات والتصورات التي ينتظر أن تُطرح، مع مقترحات الجمعية، على أنظار الجهات المسؤولة وأنظار المهندس المكلف بالمشروع.
وتميز اللقاء التشاوري بتفاعل الحاضرين، من خلال مشاركة العديد منهم بتدخلاتهم التي دعت في مجملها إلى مجموعة من النقاط التي لا تقل عن المطالبة بتقوية البنية التحتية للمحورين التجاريين المذكورين، والتشديد على ضرورة ربط المسؤولية بالمحاسبة عبر تشكيل لجنة لتتبع مراحل هذا المشروع الذي وصفه أحدهم ب «الأمانة»، إلى جانب جملة من التصورات والشروط الواجب احترامها في ما يهم التسقيف والأبواب والإنارة ومساحة العرض والمرافق الصحية وغيرها، بينما حضرت الدعوة لاحترام الجانب الفني الأصيل، وللمحافظة على الموروث الثقافي والهوية الأمازيغية في هندسة المشروع، بالنظر لما يميز المحورين التجاريين من خصوصية.
وتخللت اللقاء كلمات ناشدت عموم التجار والحرفيين التقيد بقيم التضامن والكرامة والتعاون والتسامح والتعايش، مقابل مناهضة مظاهر الفساد والكراهية والتشهير والتشويش والحروب المجانية، كما تمت الإشارة لمعاناة القطاع مع مخلفات الوباء وسنوات الجفاف والإكراهات الضريبية والمنافسة الشرسة والركود التجاري وضعف الطاقة الشرائية، إلى غير ما يدعو إلى بناء قوة اقتراحية لأجل المساهمة الإيجابية في كل ما يهم القطاع، وقد سجل اللقاء إجماع الحاضرين بالأغلبية المطلقة على أهمية المشروع ومبدأ الإصلاح، ليسدل الستار على أشغال اللقاء بعدد من التكريمات، وإقامة مأدبة عشاء على شرف الحاضرين.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 06/11/2023