أخيرا.. زخات مطرية تنعش آمال المزارعين في إنقاذ موسم فلاحي صعب

 

أنعشت الزخات المطرية، المتهاطلة منذ أمس الجمعة، آمال المزارعين في المغرب، وشجعت معظمهم على استئناف أنشطتهم الزراعية خلال هذا الموسم، وإن كان قد انطلق رسميا منذ منتصف شهر أكتوبر الماضي، إلا أنه شهد تأخرا مقلقا في الأمطار، ما جعل الكثير من الفلاحين يترددون في مباشرة نشاطهم، خصوصا بعد أن عاشوا العام الماضي موسما فلاحيا صعبا، اتسم بشح التساقطات وهزالة المحصول.
ويترقب المزارعون بالمغرب أمطار الخريف، خصوصا مع تراجع نسبة الملء بحقينة السدود إلى أقل من 25 في المئة عوض 40 في المئة خلال نفس الفترة من السنة الماضية، والهبوط الحاد في فرشاة المياه الجوفية.
وتشهد مجموعة من المناطق ببلادنا منذ ليلة الخميس/ الجمعة موجة أمطار رعدية لاسيما في الشمال الغربي، منطقة السايس، الريف، والواجهة المتوسطية، فضلا عن نزول أمطار ضعيفة ومتفرقة بالمناطق الوسطى الواقعة شمال الصويرة. كما تشهد المرتفعات تساقطات ثلجية فوق قمم الأطلسين الكبير والمتوسط، الريف، والهضاب العليا والتي يتعدى علوها 1800 متر.
وفي العديد من المناطق الزراعية بالمغرب، ما زال الفلاحون ينتظرون وعود الحكومة التي تعهدت على لسان وزيرها في الفلاحة، محمد صديقي، بتوفير جميع الحاجيات من بذور الشمندر، وحوالي 70 ألف وحدة من البذور الأحادية النبتة، والعمل من أجل تزويد السوق بحوالي 500 ألف طن من الأسمدة الفوسفاطية (أسمدة العمق)، مع الحفاظ على نفس مستويات الأثمنة المسجلة خلال الموسم الفارط. وعلاوة على ذلك، وعدت الحكومة ببرمجة توسيع المساحات المؤمنة بحوالي 200 ألف هكتار، تنزيلا لمقتضيات استراتيجية الجيل الأخضر التي تستهدف بلوغ 2.5 مليون هكتار من المساحات المؤمنة، في أفق 2030. وخلال هذا الموسم وعدت الحكومة بتأمين 1.2 مليون هكتار من الحبوب والقطاني والزراعات الزيتية، و50 ألف هكتار من الأشجار المثمرة.
وبعد 3 سنوات متوالية من الجفاف يعاني الموسم الفلاحي الحالي 2023-2024 من تبعات عجز مائي خطير، حيث تسجل السدود الكبرى معدلات ملء جد منخفضة، خاصة بجهتي الحوز وتادلة، وباستثناء منطقتي الغرب واللوكوس، حيث يستمر الري بشكل عادي، مازالت مناطق واسعة من البلاد تعاني من نقص شديد أو حتى من توقف تام في عمليات الري.


الكاتب : عماد عادل

  

بتاريخ : 06/01/2024