الاستحقاقات المقبلة تفرض الحفاظ على الاستقرار : اجتماع تقني مرتقب بين الناخب الوطني ورئيس الجامعة لمناقشة تداعيات الإقصاء

من المنتظر أن يعقد رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم اجتماعا تقنيا مع بعثة المنتخب الوطني إلى الكوت ديفوار، من أجل مناقشة المشاركة الباهتة والخروج من ثمن النهائي، بعد الهزيمة يوم الثلاثاء أمام جنوب إفريقيا بهدفين دون مقابل.
وحسب مصدر مطلع، فإن موعد هذا الاجتماع لم يتحدد رسميا، لكنه يرجح أن يكون خلال اليومين المقبلين، وسيشهد عرض تقرير رئيس الوفد، العضو الجامعي خليل الرويسي، فضلا عن تقرير تقني مفصل للناخب الوطني، يحدد فيه أسباب هذا الخروج المفاجئ.
وعادت بعثة المنتخب الوطني إلى المغرب في حدود الساعة الرابعة من صباح أمس الخميس، فيما تخلف أيوب الكعبي، الذي سافر من أبيدجان غلى تركيا ومنها إلى اليونان قصد الالتحاق بفريقه.
وأضاف مصدرنا أن المنتخب الوطني لن يشهد أي تغيير، رغم الأخبار التي راجت مؤخرا حول إمكانية إمكانية اعتزال العميد سايس اللعب الدولي، استنادا على تصريحات سابقة له، ألمح فيها غلى إلى أن هذه البطولة الإفريقية قد تكون الأخيرة له مع المنتخب الوطني.
ونفى مصدرنا أن يكون سايس قد كشف لأي من رفاقه عن قراره في هذا الشأن.
وشدد مصدرنا على أن من أسباب الإقصاء أمام جنوب إفريقيا عدم احترام بعض اللاعبين لتعليمات المدرب، ولاسيما مسألة الاعتماد على الدفاع الخطي، التي كانت قرار اللاعبين أنفسهم داخل الميدان، علما بأن الفريق الوطني لم يسبق له رفقة الركراكي أن اعتمد هذا الأسلوب، الذي كان أحد أسباب الإقصاء، لأن سايس كان بطيئا في الخروج، وكسر مصيدة التسلل غير ما مرة.
وفشل الفريق الوطني في تحقيق الرهان الذي دخل من أجله الاستحقاق القاري، حيث كان في مقدمة المرشحين للظفر باللقب، عطفا على نتائجه الباهرة في مونديال قطر 2022، حيث بلغ المربع الذهبي، محققا إنجازا غير مسبوق عربيا وقاريا.
وأشار مصدرنا إلى أن المرحلة الحالية تقتضي الحفاظ على الاستقرار داخل الفريق الوطني، رغم أن وليد الركراكي كان قد أعلن سابقا أنه سيترك منصبه إذا لم يبلغ نصف نهائي كأس إفريقيا، وكان قد قال للاعبيه عقب الإقصاء من نصف نهائي المونديال أمام فرنسا، إنهم لن يكونوا أبطالا للعالم ما لم يكونوا ملوكا في قارتهم، في إشارة إلى ضرورة الفوز بكأس إفريقيا.
ومن الأسباب التي تفرض عدم إحداث أي تغيير داخل المنتخب الوطني أهمية الاستحقاقات التي تنتظره في السنتين المقبلتين، حيث سيكون على موعد نهائيات أمم إفريقيا 2025، المقررة بالمغرب، وكذا تصفيات مونديال 2026، واللتين تتطلبان كثيرا من الهدوء معدم التسرع في اتخاذ قرارات قد تعود بالسلب على المجموعة، كما انه سيخوض مبارتين خلال شهر مارس المقبل.
ورغم أن الفريق الوطني بصم طيلة مساره الكوري على إنجازات خالدة عالميا، حيث كان أول منتخب إفريقي يلعب الملحق الإقصائي لمونديال 1962، وأقصي بصعوبة أمام إسبانيا، كما أنه أول منتخب قاري يبلغ المونديال سنة 1970، وأول منتخب قاري وعربي يبلغ الدور الثاني في مكسيكو 1986 وأول منتخب عربي وإفريقيا يبلغ المربع الذهبي في مونديال قطر 2022، إلا أن مساره على المستوى القاري كان عاديا جدا، فحتى اللقب الوحيد في دورة 1976، تحقق بنظام البطولة وليس بطريقة خروج المغلوب المعمول بها حاليا، بمعنى أن الفريق الوطني بلغ نهائي واحد وكان سنة 2004 رفقة المدرب بادو الزاكي، واحتل المركز الثالث مرة واحدة وكانت في دورة 1980 ونصف النهائي في نسختي 1986 و1988 التي جرت بالمغرب.
ويملك المنتخب الوطني سجلا ضعيفا في مرحلة خروج المغلوب، حيث لم يتجاوز ربع النهائي في آخر 8 مشاركات له، ومن بين 15 مباراة لخروج المغلوب خاضها الفريق في البطولة فاز بأربع مباريات فقط.
ويأمل «أسود الأطلس» أن ينجحوا في كسر العقدة التي دامت 48 عاما وستقترب من نصف قرن، عندما تحتضن بلادنا النسخة المقبلة سنة 2025.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 02/02/2024