سرطان عنق الرحم يواصل الفتك بضحاياه ويحتل المركز الثاني في قائمة السرطانات عند النساء

تصاب 6 نساء جدد به كل يوم وتموت 3 منهن بسببه

 

في إطار اليوم العالمي لمكافحة السرطان الذي ينظم في 4 فبراير من قبل الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، وجهت جمعية «دار زهور»، التي تكرس عملها لتقديم رعاية داعمة لمرضى السرطان، نداء عاجلا إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية لتسريع الإجراءات الهادفة إلى القضاء على سرطان عنق الرحم في المغرب، هذا السرطان الذي يمثل تحديًا كبيرًا للصحة العامة في بلدنا، حيث يعتبر ثاني أنواع السرطانات التي تصيب النساء.
ونبهت الجمعية، التي تدرك أن الوقاية والكشف المبكر لسرطان عنق الرحم يعتبران من أولويات الخطة الوطنية للوقاية ومكافحة السرطان 2020-2029 ، إلى التأخر في تنفيذ هذه الإجراءات الحيوية في المغرب.
وفي هذا الصدد أكدت الجمعية، في بيان توصلت الجريدة بنسخة منه، أنها قامت بتعبئة الجمعيات الطبية الرئيسية في المغرب حيث حصلت على توقيعات جمعية أطباء النساء للقطاع الخاص في المغرب والأكاديمية المغربية لطب الأطفال والجمعية المغربية لطب الأسرة والجمعية المغربية لطب الأطفال والجمعية المغربية للأمراض التعفنية لدى الأطفال والتطعيم، بالإضافة إلى ذلك قامت الجمعية بالتواصل مع مصلحة حماية صحة الطفل في وزارة الصحة والحماية الاجتماعية.
هذه المبادرة التي قامت بها الجمعية انضمت كسفيرة وداعمة لها البطلة الأولمبية المغربية في رياضة الجودو أسماء نيانغ الفائزة خمس مرات بلقب بطلة إفريقيا.
يبرز النداء الذي وجهته «دار زهور» إلى وزير الصحة في 29 يناير 2024ضرورة العمل على سد الفجوة، وتحقيق القضاء على سرطان عنق الرحم بحلول عام 2023، وفقا لتوجيهات منظمة الصحة العالمية، وتطالب المغرب بالانضمام إلى دول أخرى التي اتخذت إجراءات هامة في هذا الاتجاه.
وفي هذا السياق تؤكد الدكتورة مريم بلغازي، الرئيسة المؤسسة لجمعية «دار زهور»:» نحن اليوم في لحظة فارقة مع تنظيم كأس العالم لكرة القدم في 2030، إنها فرصة فريدة لتقديم مثال في مجال الصحة العامة، نحن نطلب دعم وزارة الصحة لتسريع الإجراءات الهادفة إلى القضاء على سرطان عنق الرحم في المغرب».
وشددت جمعية «دار زهور» على استعدادها للتعاون الوثيق مع الوزارة للمساهمة في التوعية والتربية وتعبئة المواطنين لدعم هده القضية الحيوية، مبرزة أن اليوم العالمي لمكافحة السرطان في 4 فبراير يعتبر فرصة استثنائية لإعادة تأكيد التزامها بالقضاء على سرطان عنق الرحم.
يذكر أن سرطان عنق الرحم يعتبر ثاني السرطانات التي تصيب النساء بالمغرب، وحسب بيانات البرنامج الوطني للتمنيع بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية فإن عدد المصابات بسرطان عنق الرحم بلغ خلال سنة 2022 ما يقارب 3653 حالة، ونحو 3800 حالة في 2023، و3952 حالة جديدة في 2024، وما يناهز 4109 حالات جديدة في 2025، و4273 حالة في 2026.
وتلعب الوقاية دورا مهما في القضاء على هذا المرض كما أنه مرض يمكن علاجه إذا تم اكتشافه في الوقت المناسب وعلاجه بشكل صحيح، أما السبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم فهو الإصابة المستمرة بالفيروس: فيروس الورم الحليمي البشري أو فيروس الورم الحليمي البشري. في 17 نوفمبر 2020، أطلقت منظمة الصحة العالمية الاستراتيجية العالمية لتسريع القضاء على سرطان عنق الرحم، والتي تقترح تحقيق الأهداف 90-70-90 التالية بحلول عام 2030 للبلدان من أجل القضاء على سرطان عنق الرحم:
– 90٪ من الفتيات يتم تطعيمهن بالكامل ضد فيروس الورم الحليمي البشري في سن 15.
– يتم فحص 70 في المائة من النساء باستخدام اختبار الأداء العالي في سن 35 ومرة أخرى في سن 45.
– 90 في المائة من النساء المصابات بأمراض عنق الرحم يتلقين العلاج (90 في المائة من النساء المصابات بآفات سرطانية ؛ يعالجن).
المغرب الذي هو جزء من الاستراتيجية العالمية للقضاء على هذا الفيروس كمشكلة صحية عامة، التزم بإدخال التطعيم ضد الورم الحليمي البشري في برنامج التحصين الوطني في عام 2022، ويعتبر سرطان عنق الرحم هو ثاني أكثر سرطان للإناث شيوعًا، وتجدر الإشارة إلى أنه كل يوم في المغرب، تصاب 6 نساء جدد بهذا السرطان وتموت 3 منهن بسببه.
لهذا، تعد الوقاية من سرطان عنق الرحم وفحصه إحدى أولويات الخطة الوطنية للوقاية من السرطان ومكافحته 2020-2029، بما يتماشى مع المبادرة العالمية للقضاء على هذا السرطان، وفي هذا الإطار وافق المغرب على ضمان التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري بحلول عام 2030 لما لا يقل عن 90٪ من الفتيات في سن 11 عامًا على المستوى الوطني، ويتم ذلك عن طريق إعطاء جرعتين من اللقاح ضد فيروس الورم الحليمي البشري في المغرب، ويتم التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري في البداية على مستوى المراكز الصحية ثم يتم توسيعه ليشمل المدارس.
هذا ويقلل التطعيم من حالات سرطان عنق الرحم بنسبة 90٪ تقريبًا.
وتهدف حملة توعية «دار زهور» لمكافحة سرطان عنق الرحم إلى إبلاغ السكان عن ماهية سرطان عنق الرحم، وتوعيتهم بأن هذا السرطان ناتج عن فيروس الورم الحليمي البشري وأن 90٪ من سرطانات عنق الرحم يمكن الوقاية منها، ومع ذلك فإن هذا السرطان يتسبب في موت 3000 ضحية في المغرب سنويًا مما يدعو إلى التحرك لمواجهته
عن طريق توعية الأسر لحماية بناتهم من خلال تطعيمهم ضد فيروس الورم الحليمي البشري وتطعيم الفتيات بين 09 و 15 عامًا ضد هذا الفيروس القاتل، وزيادة الوعي بين النساء اللواتي تبلغ أعمارهن 25 عامًا أو أكثر لإجراء الاختبارات و الكشف المبكر عن هذا المرض.


الكاتب : خديجة مشتري

  

بتاريخ : 02/02/2024