الاتحاد المغربي للثقافات المحلية يكرم نجيمة طاي طاي، شهرزاد الحكاية المغربية

 

أحمد لمسيح: فاطمة شبشوب «راهبة الفن» سعيد يقطين: نجيمة طاطاي نموذج للمرأة المؤسَسة

 

افتتح المهرجان الوطني الأول « الموروث الشفهي والأغنية الشعبية»، مساء الجمعة الماضي 23 فبراير بمدينة المحمدية ، بتكريم الدكتورة نجيمة طاي طاي الغوزالي في دورة حملت اسم المرحومة فاطمة شبشوب، بكلمة الاتحاد المغربي للثقافات المحلية ألقتها لبنى الصغيري مديرة المهرجان التي أكدت على أن هذا المهرجان اختار موضوع: «الموروث الشفهي والأغنية الشعبية» في سياق التنوع والانفتاح على الفعاليات الثقافية الوطنية، كما يأتي في سياق انخراط في دعم كل تنمية ثقافية منشودة، تروم تنمية الرصيد البشري، وجعل الثقافة في شموليتها رهانا للتنمية والتحديث وتقدم المجتمع.
وشددت الصغيري على أن الاتحاد المغربي للثقافات المحلية، محكوم بهاجس الانفتاح على جميع الطاقات والفاعلين في الحراك الثقافي الذي ينتصر لثقافة الحوار والتواصل والتحديث، ثقافة الأمل والعمل، ضدا على ما يكرّس من ممارسات عقيمة ومعيقة للتجديد وللتطور، ومحاصرة لكل مشروع بناء وتقدمي، مما فرض تطوير أساليب الاشتغال، وزوايا الرؤية .
وفي شهادة للزجال أحمد لمسيح في حق الشاعرة المرحومة فاطمة شبشوب، والتي عنونها ب: « شبشوب، راهبة الفن» أكد لمسيح أن الراحلة «كانت توهم أنها بلا أسرار لكنها سر نفسها، راهبة ذاتها، وسط الصخب والكثرة كانت تعيش العزلة. كانوا يقولون عنها استفزازية وأراها كانت تخرج أشواكها لتحمي نفسها من اقتحام مفاجئ لما تعتم عليه في قلعتها الباطنية».مضيفا أنها «بعفويتها وصراحتها وجرأتها كانت تربك الكثيرين من الازدواجيين، وتوقظ في تمردها الأسئلة المؤجلة لتؤكد أن امتحان المثقف هو في علاقته مع المرأة، وهنا أستحضر ومن خلال تذكر لحظات قليلة جمعتنا مفارقة لافتة، أنها كانت مناضلة شرسة في الدفاع عن مبدأ الجندر وفي نفس الآن أغلب صداقاتها كانت مع الرجال… كانت وحدها تقارع وسط عماء ذكوري مغرور لندرة الزجالات آنئذ وكانت من السابقات للانتساب إلى الزجل الذي لم يكن عائقا أمام انشغالاتها في الاشتغال على الإنتاج في المسرح والسينما والتلفزيون، وتعدد انشغالاتها كلفها العزلة. لهذا كانت تميل للاستقلال كي تتفرغ للإبداع. و كما نقول في مغربيتنا خلات بلاصتها ».
كنا في جيلنا ننع المندفع والمتطرف بأنه « طوبيس» وأظن أن شبشوب كانت وسط هذا TGV سرا وعلانية».
وعن أول لقاء بالراحلة عاد لمسيح إلى أجواء المهرجان الوطني للزجل المشار حين بادرته في أول تحية: «هذا أنت اللي مصدعينا به، وعانقتني». ذلك كان مزاجها لمن لا يعرفها، عادتها، ولا تقصد منها أي إساءة. غير أن آخر لقاء بها كان بعد اتصال من الأستاذ حسن النفالي عندما قال لي : جي إلا بغيتي تودع فاطمة شبشوب راه في المشرحة اللي في باب الأحد ( بالرباط ) . لقد ماتت غرقا وهي سباحة ماهرة».
وفي شهادة حول المكرمة الدكتورة نجيمة طاي طاي الغوزالي، اعتبر الدكتور سعيد يقطين أن المكرمة مؤسسة لوحدها لأنها «جمعت ما يتفرق في الكثير من النساء اللواتي يشتغلن خصوصا في الثقافة الشعبية ، لأن المرأة شهرزاد التي تحمل التراث الحكائي والشفهي وهي أول من تم تقديمه كما هو ، ونجيمة النجمة الشعبية مختلفة عن نجمات أو الفنانات الشعبيات الأخريات لأنها تنقل نوعا آخر من التراث الشعبي».
وأضاف يقطين أنه يعتبر العمل الذي قامت به نجيمة طاي طاي كمنظمة ومنسقة ومؤطرة في «مغرب الحكايات» معلمة من معالم الثقافة المغربية قائلا:» كم تمنيت أن تحتضن كل الساحات العمومية المغربية مثل هذه الفضاءات ، لأن الساحة العمومية تحتضن الثقافات الشعبية، فكلما سافرت إلى مدينة مغربية ووجدت فيها ساحة واسعة ، أقول لماذا لا تتحقق الفرجة الشعبية في هذه الفضاءات ، هذه هي مميزاتنا وثقافتنا ».
يقطين اعتبر أيضا أن تفريطنا في الجانب الثقافي هو الذي يجعل أبناءنا والأجيال الجديدة منفصلة عن الثقافة ، عكس واقع الأمر عندما كانت دار الشباب مؤسسة وطنية، حيث تربينا في جمعيات المسرح والأندية السينمائية والأنشطة الثقافية وهذه الفضاءات هي التي خلقت الجيل الذي يفكر بطريقة واحدة.
من جهته ألقى جواد حمضي كلمة باسم المدير الإقليمي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمحمدية، أكد فيها على أن دور الشباب بالمدينة ستفتح بحلة جديدة نموذجية ، وهي مفتوحه للجميع وستلبي شغف الطفولة والشباب ثقافيا وتربويا.
المهرجان عرف في يومه الثاني السبت 24 فبراير عقد ندوتين الأولى حول «الثقافة الشعبية من الشفهي إلى التدوين» وشارك فيها كل من الأساتذة: يوسف توفيق، نجيمة طاي طاي الغوزالي، مصطفى يعلى وسيرها الإعلامي والشاعر والمترجم سعيد عاهد، والثانية حول «القصيدة الزجلية بين الشعر والحكاية» وشارك فيها الأساتذة: العالية ماء العينين، الشرقي نصراوي وسيرها الشاعر أحمد لمسيح. وسنعود في ورقة مفصلة إلى أهم ما جاء فيهما.


الكاتب : مصطفى الإدريسي

  

بتاريخ : 27/02/2024