الجزائر تتولى المشروع‮ ‬الكولونيالي‮ ‬الفرانكاوي‮ ‬جنوب وشمال المغرب

عبد الحميد جماهري


ما يحدث من نزوعات معلنة لعسكر الجزائر بخصوص الريف، وإن كنا متمسكين بفشله النهائي، يذكرنا بحقيقة بدأت منذ مشكلة الصحراء ومحاولة إقامة الدولة المستقلة في أقاليمنا الجنوبية.
لقد اتضح، بعد أن قارب الفصل الأول من المؤامرة الفرانكوية في إقامة دولة في الصحراء ورفض استقلالها والتحاقها بالوطن الأم المغرب، على نهايته المخزية للطغمة إياها، أن الجزائر العسكرية تريد إحياء الفصل الثاني من المشروع الاستعماري الإسباني في شمال المغرب.
ومن ينظر إلى خارطة بلادنا، يرى أن الجزائر تريد أن تكون لها توابع في الصحراء وفي الشمال، المناطق التي احتلتها إسبانيا الكولونيالية وظلت إسبانيا الفرانكوية تعمل لأجل الحفاظ عليها.
لسنا في مرحلة تقديم التفاصيل، بل يكفي أن نشير إلى أن الوطنيين كلهم، المعارضون والمنفيون والصامدون، ظلوا دائما يربطون بين مشروع تقسيم المغرب وتفتيت وحدته، وبين المشروع الفرانكوي( لنتذكر: لا تجعلوا لينين في خدمة فرانكو)..
وبعد أن انسحبت إسبانيا من المنطقة ووقعت مع المغرب، مرغمة، اتفاقية على تحرير بلاده، تولت الجزائر المشروع.
حتى أن الملك خوان كارلوس نفسه قال إن »مشروع الاستفتاء وقيام الدولة الذي كان جزائريا أصبح مشروع البوليزاريو«!
والآن تنتقل الجزائر إلى تولي مشروع التفتيت في الشمال، كما سعى فرانكو في مراحل من مراحل حياته.
الغريب والصادم أن إسبانيا تجاوزت ماضيها الاستعماري، وهي تصفي التركة وتنتقل إلى مرتبة أكثر إنسانية يطبعها حسن الجوار وتصفية ذاكرتها من بقايا الاستعمار، كما نفهم من خطاب الملك فيليب السادس عندما دعا إلى »علاقة تليق بالقرن الواحد والعشرين مع المغرب«، في حين يواصل العسكر الجزائري مهمته بكل مواظبة وإصرار حقيرين!
إسبانيا تتحرر من ماضيها الاستعماري، وتعيد الحق لأصحابه وتنتقل إلى الاعتراف بالأرض والإنسان، في الوقت الذي يعود العسكر إلى تحيين العمل على إحياء ميراث فرانكو، وتولي الإرث الاستعماري وحراسة الذاكرة الكولونيالية..
هذه هي الحقيقة المرة. التي لن تنفع فيها شعارات ولا أموال ولا ذكريات ثورية فجة!

الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 05/03/2024

التعليقات مغلقة.