مديرية الأرصاد الجوية تحذر من أمطار قوية جدا نهاية الأسبوع..الثلوج تحرك عجلة الاقتصاد وتعد برفع العطش عن المغاربة

 

كشفت المديرية العامة للأرصاد الجوية، بأن تساقطات مطرية قوية جدا، محليا رعدية، (من 90 إلى 130 ملم) وهبات رياح قوية مع تطاير محلي للغبار (من 75 إلى 95 كيلومتر في الساعة)، كانت مرتقبة ابتداء من يوم أمس الجمعة وإلى غاية الأحد المقبل، بعدد من المناطق المغربية.
وأكدت المديرية في نشرة إنذارية من مستوى يقظة «أحمر» أن تساقطات مطرية قوية جدا، محليا رعدية، مرتقبة في العديد من الأقاليم وأشارت المديرية العامة للأرصاد الجوية في نشرة إنذارية من مستوى يقظة «برتقالي» إلى أنه من المرتقب، كذلك، هبوب رياح قوية مع تطاير محلي للغبار تتراوح سرعتها ما بين 75 و95 كيلومتر في الساعة، بعدد من المناطق.
وبعد أوقات عصيبة اجتازها المغرب بسبب شح التساقطات المطرية مما أدى إلى ندرة المياه وتضرر الفلاحة وغيرها، تأتي التساقطات المطرية والثلجية التي عرفها المغرب مؤخرا لتعيد الأمل إلى المواطنين خاصة الفلاحين منهم.
وقد عادت الثلوج لتكسو عددا من المناطق المغربية ففي إفران مثلا، غطت الثلوج ﺟﺒﺎﻝ ﻣﻨﺘﺠﻊ ميشليفن ﻟﻠﺘﺰﻟﺞ .
وحسب المديرية الإقليمية للتجهيز والنقل واللوجستيك، فقد تسببت التساقطات الثلجية التي عرفتها بعض مناطق إقليم إفران خلال الساعات الماضية، في إغلاق بعض المحاور الطرقية، ويتعلق الأمر بالطريق الوطنية رقم 13 الرابطة بين أزرو وتمحضيت، والطريق الوطنية رقم 13 الرابطة بين تمحضيت وآيت أوفلا المفتوحة أمام العربات الخفيفة والمقطوعة في وجه العربات ذات مقطورة.
ووفق ذات المصدر، فإن الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين إيموزار وإفران، مفتوحة أمام العربات الخفيفة ومقطوعة في وجه العربات ذات مقطورة، وهو نفس الأمر بالنسبة للطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين أزرو وإفران وكذا الطريق الجهوية رقم 707 الرابطة بين إفران والحاجب، وأيضا الطريق الجهوية رقم 707 الرابطة بين إفران وبولمان.
وكشف المصدر ذاته، أن الطريق الإقليمية رقم 7231 الرابطة بين إفران وهبري مرورا بميشليفن مقطوعة، داعيا السائقين إلى توخي الحيطة والحذر واتباع إرشادات فريق إزاحة الثلوج.
وببني ملال كست الثلوج أيضا جبل تاصميت بالبياض، وهو جبل يبلغ ارتفاعه 2247 مترا عن سطح الأرض، وقد أحيت هذه الثلوج آمال الفلاحين وأصحاب الضيعات بعد أشهر من شح التساقطات المطرية والثلجية.
وبنواحي مراكش، توشحت محطة أوكايمدن، المتواجدة على علو 2700 متر، بالرداء الأبيض لتعيد البهجة لنفوس الساكنة المحلية والزوار، وكذا الفلاحين ومهنيي قطاع السياحة.
وتتيح هذه المحطة البعيدة بحوالي 75 كيلومترا عن مدينة مراكش، لزوارها من المغاربة والأجانب، فرصة اكتشاف مناظر طبيعية خلابة نتيجة الكميات المهمة من الثلوج المتهاطلة، مما سيعطي لا محالة دفعة للقطاع السياحي بالمنطقة، ويساهم في تغذية البحيرات والسدود المتواجدة بها والتي عانت خلال السنوات الأخيرة من قلة التساقطات المطرية.
فعلى بعد عشر كيلومترات من الوصول إلى مدخل محطة التزحلق، بدأ المنظر الطبيعي الآسر يجذب الناظرين. شلالات مياه متدفقة تغذيها الثلوج الذائبة قبل أن تعانق جداول المياه على سفوح الجبال لتبهر عشاق الطبيعة والساكنة نظرة بانورامية تؤثثها قرى وردية مما يضفي جمالية على الطريق الملتوية المؤدية إلى محطة أوكايمدن.ورغم انتظار حتى الأسبوع الأخير من شهر مارس قبل أن تعلن الثلوج عودتها وبكميات كبيرة، فإن ذلك لم يمنع توافد السياح الأجانب وهواة التزحلق والمشي لمسافات طويلة بحثا عن الاسترخاء والاستمتاع بالمناظر الطبيعية وبلحظات من السعادة والاستجمام رفقة العائلة أو مع الأصدقاء.
سهولة الولوج للمحطة، شمس ساطعة وسماء زرقاء ووحدات إيواء متنوعة، كلها مقومات اجتمعت لتضمن للزائرين تجربة لا ت نسى تمتزج فيها متعة التزحلق على الجليد مع لحظات الفرح والسعادة والأجواء المرحة.
هذه الأجواء الرائعة كانت بالنسبة للبعض فرصة لركوب ألواح التزلج لأول مرة، وآخرون اعتادوا هذه الهواية ليغتنموا المناسبة لممارستها من جديد، بينما اختار كثيرون استعمال الزلاجات كبدائل للتزحلق.
وسيكون لهذه التساقطات الثلجية تأثير ملموس في تدارك العجز المسجل على مستوى ملء السدين المزودين للمناطق السقوية بجهة بني ملال-خنيفرة (بين الويدان وأحمد الحنصالي)، فضلا عن كونها ستفيد الزراعات الربيعية الرئيسية وتلك الخاصة بالمرتفعات والمراعي.
وتعتبر الثلوج نعمة لساكنة المناطق الجبلية ببني ملال التي يعتمد اقتصادها جزئيا على الفلاحة وتربية الماشية ودور الضيافة والمطاعم المنتشرة في هذه المناطق.
التساقطات الثلجية، التي عرفتها العديد من المناطق المغربية، جعلت المواطنين يتنفسون الصعداء، بعد أوقات عصيبة اجتازها المغرب بسبب ندرة المياه وتضرر الفلاحة، الشيء الذي أثر أيضا على قطاعات أخرى، أجبر السلطات العمومية على اتخاذ قرارات من شأنها المساهمة في تدبير الماء، كما حدث مع « الحمامات « وغيرها.
الثلوج التي غزا بياضها مناطق مغربية عديدة، سيكون لها آثار ايجابية نفسية على المواطنين وعلى المجال الاقتصادي والاجتماعي، ومن شأن ذلك أيضا أن يشجع السياحة الداخلية، ويحرك عجلة الاقتصاد، إضافة إلى إنعاش الفرشة المائية.


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 30/03/2024