الحملات الزجرية المؤقتة لا تقدم حلولا واقعية للمعضلة : احتلال الملك العام يتواصل بالرشيدية ومواطنون يطالبون بحقهم في الرصيف وبإيجاد حلول للباعة

ما تزال مدينة الرشيدية تشهد بعض التدخلات، التي يرى عدد من المتتبعين أنها «محتشمة جدا»، من أجل القضاء على المظاهر العشوائية التي تعيشها الكثير من الأحياء والأزقة ووسط المدينة، خاصة بزنقة مدغرة، وبجنبات سوق الواد لحمر، والمنافذ المؤدية إليه، وفي جنبات الطرقات الرئيسية لوادي زيز بحي السهب، بالإضافة إلى شارع محمد السادس المعروف بحي تاركة الجديدة، فكل هذه المناطق تشهد ظواهر فادحة لاحتلال الملك العام دون أي تدخل حازم من قبل السلطات المختصة.
ورغم الاجتماعات واللقاءات التي تعقدها السلطات بمدينة الرشيدية مع مختلف المتدخلين والوعود التي تتوعد بها قصد تنظيم الملك العام، إلا أن الواقع اليومي للمدينة يكرس استمرار احتلال الملك العام بشكل فاضح من قبل عدد من الباعة الجائلين والمتطاولين عليه. وعاينت الجريدة في هذا الإطار، الإنزال الذي وصفه متتبعون بـ «العنيف وغير المقبول» من قبل من تم نعتهم بـ «لوبيات متحكمة في البيع الجائل»، وغيرهم من التابعين لجماعتي مدغرة والخنك، الذين «طردوا» من داخل السوق الذي كان إلى وقت قريب الملاذ الأوحد لتصريف منتجاتهم المعيشية، ليظلوا «محشورين» مع عدد من ممتهني البيع بالتجوال.
«باعة»، حولوا الملك العام في مناطق مختلفة من داخل المدينة إلى سوق عشوائي لكسب الأموال بشكل فوضوي، يؤدي إلى بروز عدد من المشاهد الشائنة بعيدا عن كل تنظيم واحترام لمجموعة من الخصوصيات والشروط، ضدا عن حق ساكنة هذه الأحياء في السكينة والطمأنينة، مع ما يترتب عن ذلك من فوضى في حركة السير والجولان، خاصة في أحياء لابيطا و تاركة الجديدة وزنقة مدغرة.
وأكد عدد من المواطنين الذين التقتهم الجريدة أنه خلال الفترة الجارية المتزامنة مع شهر رمضان الكريم تعرف العديد من الأحياء عشوائية غير مسبوقة ومظاهر احتلال واسعة للملك العام، التي تتسع رقعتها خلال المناسبات الدينية، كرمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى. وأوضح مصدر متتبع للشأن المحلي بالمنطقة للجريدة أن هناك جهات من داخل السوق تساهم في استفحال هذه الظاهرة من خلال ترك أماكن مخصصة لبيع الخضر في داخل السوق فارغة، ليخرج أصحابها إلى خارجه من أجل بسط سلعهم مع الباعة الآخرين، محتلين بذلك الملك العمومي بدون وجه حق، مضيفا أن المجلس البلدي السابق كان قد شيّد بناية كبيرة إلى جانب سوق يوم الأحد الأسبوعي، مخصصة للباعة الجائلين، إلا أن هؤلاء يوضح محاورنا «رفضوا الاستقرار به»، كما هو الحال بالنسبة لـ «قيسارية» خاصة للباعة الجائلين، مشددين على البقاء بأماكنهم المحتلة للملك العام بزنقة مدغرة، وجوانب سوق الواد لحمر، و تاركة الجديدة، ولتظل السلطات أمام هذا الوضع عاجزة عن جلب الباعة الجائلين إلى داخل بناية تجارية قائمة ونموذجية تقيهم من حر الشمس وقرّ البرد، وهو ما يجعل عددا من المواطنين يوجهون نداء لوالي الجهة عامل إقليم الرشيدية من أجل التدخل لإيقاف هذه الظاهرة المؤرقة.


الكاتب : فجر مبارك

  

بتاريخ : 03/04/2024