نادي اولمبيك خريبكة: الجمع العام المؤجل.. من له مصلحة في إفشال مشروع الإنقاذ؟

قبل أسابيع فقط، صدرت أخبار من داخل دواليب إدارة الفوسفاط، تؤكد قرب تشكيل “لجنة إنقاذ” بدعم وإشراف مباشر من المجمع الشريف للفوسفاط، المؤسسة الأم والشرعية لهذا الفريق العريق. وهي مبادرة لقيت ترحيبًا واسعًا من جميع الأطياف: المنخرطين، الألتراس، الفعاليات الرياضية، الإعلام المحلي، وحتى الغيورين على المدينة.
الأكثر من ذلك، تؤكد مصادر موثوقة أن المدير العام للمجمع، مصطفى التراب، وافق مبدئيًا على هذه المبادرة، وهو ما اعتبره المتابعون رسالة واضحة بأن المؤسسة بدأت تعي حجم الكارثة التي يعيشها النادي، وحان وقت التدخل، إدراكا منها لمسؤوليتها التاريخية تجاه النادي والمدينة. لكن، بدل تسريع وتيرة التغيير، فوجئت الجماهير بقرار تأجيل الجمع العام دون مبررات مقنعة، في وقت تضيق فيه هوامش الزمن قبل انطلاق الموسم الكروي، ما يطرح علامات استفهام كبيرة.
ففي الوقت الذي كانت فيه جماهير أولمبيك خريبكة تنتظر بصيص أمل والقطع مع ممارسات الماضي المظلم لـ”الوصيكا”، جاءت صفعة جديدة في شكل بلاغ رسمي يُعلن تأجيل الجمع العام العادي، الذي كان من المزمع عقده يوم 5 غشت الجاري، ليتم تأجيله إلى تاريخ لاحق. وقد أكدت مصادر مسؤولة أنه كان من الأجدر إقامة الجمع العام في موعده المحدد، والتصويت على نقطة تغيير طبيعته من عادي إلى استثنائي، بحكم أن الجمع العام سيد نفسه، ومناقشة مقترح تشكيل لجنة إنقاذ تحت إشراف المجمع الشريف للفوسفاط من طرف كافة المنخرطين. إن تأجيل الجمع العام عشرة أيام إضافية يُعد استنزافًا للوقت، خاصة أن أغلب الأندية باشرت استعداداتها للموسم الكروي المقبل. من يُعطّل تشكيل لجنة الإنقاذ؟ ولماذا؟
المكتب المديري الحالي، الذي يُحمّله الشارع الكروي مسؤولية سقوط الفريق إلى قسم الهواة لأول مرة منذ عقود، لا يزال متشبثًا بموقعه، متمترسًا خلف تأويلات قانونية وتبريرات واهية. لكن السؤال الجوهري يبقى أخلاقيًا وليس قانونيًا: هل يحق لمكتب أسقط الفريق إلى الهاوية أن يُشرف على “إصلاحه ”؟يتساءل الرأي العام المحلي والوطني ؟
اليوم، المؤسسة الأم، المجمع الشريف للفوسفاط، مطالبة بتحمّل مسؤوليتها التاريخية كاملة، والقطع مع سياسة “الحياد السلبي”. إنقاذ “الوصيكا” لم يعد ترفًا أو مبادرة تطوعية، بل أصبح قضية كرامة مدينة بأكملها.
المقترح وُضع فوق الطاولة، والضوء الأخضر أُعطي من أعلى مستوى. ما تبقى هو ترجمة النوايا إلى أفعال، ودعم لجنة إنقاذ حقيقية بكفاءات مستقلة وصادقة، بعيدًا عن الوجوه التي أرهقت خزينة الفريق وأجهزت على مستقبله.


الكاتب :   م الناسي

  

بتاريخ : 06/08/2025