تحولت منطقة جنان زناتة بعين حرودة، عمالة المحمدية، ليلة السبت وصباح الأحد، إلى مسرح لمواجهات دموية بين مجموعات من المهاجرين غير النظاميين المنحدرين من السودان، أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة تسعة آخرين بجروح ثلاثة منهم خطيرة، بالإضافة إلى حالة بتر يد في مشهد صادم هز الرأي العام.
ووفق مصادر محلية، فإن شرارة النزاع اندلعت بسبب خلاف داخلي بين المهاجرين، قبل أن يتطور إلى معركة ضارية استعملت فيها الأسلحة البيضاء، ما خلف حصيلة ثقيلة من القتلى والمصابين.
وعقب الحادث، باشرت مصالح الدرك الملكي بعين حرودة والمراكز المجاورة، مدعومة بالقوات المساعدة والسلطة المحلية والوقاية المدنية، حملة واسعة لتفكيك التجمعات العشوائية المنتشرة بالمنطقة، مع تعبئة وحدات ميدانية إضافية لتفادي سقوط ضحايا جدد.
السلطات استعانت بجرافات وآليات لهدم عشرات المساكن العشوائية التي شيدها المهاجرون، والتي تحولت، بحسب شهادات الساكنة، إلى بؤر للعنف والجريمة ومصدر احتكاكات متكررة مع السكان. وهي ظاهرة لا تقتصر على عين حرودة وحدها، بل تتكرر في مناطق مغربية أخرى .
وفي خضم هذه الأحداث، ارتفعت أصوات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بوضع حد لتجاوزات بعض المهاجرين الذين اختاروا سلوك العنف، في مقابل مهاجرين آخرين تمكنوا من الاندماج بشكل إيجابي في المجتمع المغربي.
الواقعة أعادت إلى الواجهة النقاش حول كيفية تدبير ملف المهاجرين غير النظاميين، بما يحمله من رهانات أمنية واجتماعية وإنسانية، وبما يفرضه من تحديات مرتبطة بالاندماج والحفاظ على النظام العام.