المدرسة الرائدة: نموذج متجدد للتجربة التربوية

 

مع انطلاق الموسم الدراسي 2025-2026، يتجدد النقاش حول رهانات المدرسة المغربية وإمكانات الارتقاء بجودة التعليم. وفي هذا الإطار، يواصل مشروع المدرسة الرائدة الذي أطلقته وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة حضوره المتزايد، باعتباره خطوة إصلاحية تستهدف تحسين التعلمات، وتقوية الكفايات اللغوية والعلمية لدى التلاميذ، وإدماج الرقمنة والوسائط الحديثة في العملية التربوية.
ومن بين المؤسسات التي تشكل نموذجاً لهذه التجربة تبرز الثانوية الإعدادية الحسنى التابعة للمديرية الإقليمية لعمالة مقاطعة عين الشق بجهة الدار البيضاء سطات. فقد نجحت المؤسسة في السنوات الأخيرة في تكريس مكانتها كفضاء تربوي حديث ينفتح على محيطه ويواكب مستجدات العصر، من خلال اعتماد أساليب بيداغوجية جديدة، وتنويع الأنشطة الموازية، وتفعيل الدعم التربوي المستمر لفائدة التلاميذ.
وبمناسبة الدخول المدرسي الحالي، باشرت الثانوية الإعدادية الحسنى مجموعة من الاستعدادات العملية، شملت تهيئة الحجرات الدراسية وصيانة المرافق وتجهيز القاعات متعددة الوسائط بالوسائل الرقمية وربطها بشبكة الإنترنت، إضافة إلى تنظيم لقاءات تأطيرية للأطر التربوية لتوحيد الرؤى حول تنزيل مشروع المدرسة الرائدة. كما تم الحرص على إعداد جداول حصص متوازنة تراعي الجمع بين المواد الأساسية والأنشطة الداعمة، فضلاً عن تعزيز قنوات التواصل مع الأسر لإطلاعها على أهداف المشروع وحفزها على الانخراط في إنجاحه.
إن التجربة التي تخوضها الثانوية الإعدادية الحسنى لا تعكس فقط حرص المؤسسة على تحسين بنيتها وتجهيزاتها، بل تجسد في العمق روح مشروع المدرسة الرائدة الذي يراهن على بناء جيل متعلم، منفتح، وفاعل، قادر على التكيف مع تحولات المجتمع ومواكبة متطلبات المستقبل. ومن شأن هذا النموذج، الذي بدأ يراكم نجاحات متتالية، أن يشكل مرجعاً لباقي المؤسسات التعليمية على المستويين الجهوي والوطني، في أفق تعميم مدرسة الإنصاف والجودة والارتقاء.


الكاتب : محمد تامر

  

بتاريخ : 08/09/2025