محمد المموحي : حزب الاتحاد الاشتراكي مستعد للاستحقاقات المقبلة بإرادة وطنية صادقة لتطوير الخيار الديمقراطي
الأمين البقالي : ضرورة استفادة مزارعي القنب الهندي من مداخيل تضمن الكفاف والكرامة واستفادة المستثمرين
من أرباح معقولة
ترأس الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر، مساء يوم السبت 13شتنبر الجاري، أشغال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السادس بإقليم شفشاون، الذي نظم بمركز جماعة فيفي البعيدة عن مدينة شفشاون بحوالي 45 كلم، والتي عرفت حضورا وازنا للقيادة الحزبية وأعضاء المكتب السياسي والشبيبة الاتحادية وهيئات سياسية ونقابية وجمعوية بالإضافة إلى رؤساء الجماعات الترابية المجاورة، وفي مستهل كلمته أشار الكاتب الأول إلى أن هاته الجولة التنظيمية هدفها هو توجيه رسالة مفادها أن الحضور في أماكن تواجد المواطنين، يأتي انسجاما مع الخطاب الملكي السامي، الذي حث الجميع على العدالة المجالية، مذكرا بترؤسه لأكثر من 40 محطة تنظيمية التي عرفت بدورها حضورا جماهيريا كبيرا، وشكلت فرصة لحوار حقيقي مع المواطنين، وهذا الحوار الحقيقي أنتم في فيفي، يضيف لشكر، “شكلتم الاستثناء، بعدما جعلتم مؤتمركم الإقليمي ينطلق من هذه القرية الجميلة، لأجل توجيه رسالة تؤكد أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تلقى توجيهات جلالة الملك، وأنه حريص على التخاطب والحوار مع كل المواطنات والمواطنين في أماكن تواجدهم”.
وأشار الكاتب الأول للحزب إلى أن “صمودكم وجلوسكم في هذه الليلة المقمرة، وتحملكم كلمات إخوانكم الذين تعاقبوا على المنصة وتحدثوا سواء في الشأن المحلي أو القضايا الوطنية والدولية، دفعني للتساؤل: ماذا يمكن أن أضيف لما قيل؟”، موضحا أن هذا الحضور الكثيف، والوجوه التي التقى بها، والرموز الحزبية من داخل الاتحاد الاشتراكي وخارجه الحاضرة في هذه الجلسة الافتتاحية، جعلته يجزم بأن شفشاون تشكل استثناء، بل يكاد يجزم أيضا بأنه لو كان لدينا قادة ورموز من طينة رموز شفشاون، قادرين على الاشتغال لمصلحة البلاد ولصالح المواطن، لكان بالإمكان تحقيق إنجازات كبيرة وخطوات نوعية في خدمة الوطن والمواطن. وقال لشكر: “أنصت بإمعان لمداخلة الأخ الأمين البقالي، وهو يتحدث عن الأحزاب بشفشاون وكيف تشتغل فيما بينها، لدرجة تبادر إلى ذهني أنه لو تعامل معنا رئيس الحكومة عزيز أخنوش بمنطق أهل شفشاون وسياسييها، لكنا أول المصفقين له. فصدقا، كل ما نريده لبلادنا هو أن يسود بيننا الحوار المسؤول والاحترام المتبادل بيننا كأحزاب. فمن الصعب جدا أن نتحدث في ما بيننا بمنطق التخوين والسباب والقدف، ومن الصعب أن نتحدث كأحزاب دون أن نقدم صورة للمواطنين عن ما يجب أن يكون عليه الحوار من احترام للاختلاف. لأن في تنوعنا واختلافنا يكمن مصدر تقدمنا وتطورنا”، يؤكد لشكر مستعرضا العديد من الصعوبات والمشاكل التي كان يواجهها آنذاك إقليم شفشاون، خاصة في ما يتعلق بالشبكة الطرقية، وذكر الزيارة التي قام بها لهذه المنطقة، حيث ترأس في تلك الساحة تجمعا للتداول والنقاش ومحاورة الشعب حول الإصلاحات الدستورية المطروحة وقتها. وأضاف: “ليست الساحة التي اجتمعت فيها سابقا ولا فيفي التي حللت بها سابقا هي فيفي التي جئت إليها اليوم لحضور الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي السادس للحزب بشفشاون”.
وعبر الكاتب الأول عن سعادته وهو يطوي الطريق الرابطة بين فيفي وباب تازة والبالغة 22 كيلومترا، والتي لا علاقة لها بتلك الطريق التي قطعها سابقا، مؤكدا أن ساكنة فيفي عاشت صعوبات وصبرت حتى تحقق ما تحقق الآن وما اعتمل من عمل مشترك بين جميع الفاعلين بإقليم شفشاون.
ووجه الكاتب الأول من خلال كلمته رسالة إلى مدبري الشأن المحلي بإقليم شفشاون، وعلى رأسهم الأمين البقالي، الذي أعرب في كلمته عن انزعاجه من المعارضة “الفيسبوكية”. وأضاف أن الرد عليهم يكون من خلال هذا الحشد الجماهيري الكبير، مؤكدا أن ما يقومون به لا يعدو كونه مجرد استفزاز للعمل المشترك الذي رسختموه في إقليم شفشاون، في احترام تام لبعضكم البعض.
كما أشاد لشكر بالمجهودات الكبيرة التي يقوم بها الأمين البقالي بمنطقة فيفي، مستعرضا مساره السياسي والنيابي منذ عام 1997، عندما ترشح كشاب، وكان يوصف بالنائب البرلماني “المشاكس” لجرأته في طرح العديد من القضايا التي تؤرق ساكنة المنطقة. وأضاف: “كان لا يأتي إلا ليطلب فتح هذا الملف أو ذاك، لدرجة أني أصبحت أعرف هموم واحتياجات إقليم شفشاون، بل أصبحت أعرف قبائله رغم أنني ابن الجنوب المغربي، وأصبحت على دراية بهموم وقضايا أبناء الإقليم بفضل جدية وملحاحية السي البقالي. بل أكثر من ذلك، تعرفت على مجموعة من القضايا من خلال الملفات التي كان يتبناها، سواء منها ملفات الكيف ومعاناة المواطنين والمواطنات من تداعياته، وما لهذه المادة من انعكاس اجتماعي حقيقي على أبناء شفشاون. الطريقة التي كانت تُدبر بها الأمور تزيد غنى أولئك المتواجدين بالمدن الكبرى، الذين يحركون بعض الأدوات ويشتغلون في هذه المادة، بينما تزيد سكان بعض بوادي إقليم شفشاون فقرا وحبسا وتهديدا، لدرجة أن البعض لم يعد يستطيع الذهاب إلى “الكوميساريات” لاستخراج بعض الشواهد الإدارية أو تجديد البطاقة الوطنية، فقد كان الكل في حالة سراح مؤقت”.
وأورد لشكر، وهو يثني على الأخ البقالي، أن الأخير جعل من الفريق الاشتراكي وقتها فريقا “مشاكسا” للحكومات التي مرت في تلك المرحلة، لطرح هذا الملف والمطالبة بحله. وأضاف أن البقالي كان كذلك نشطا في الترافع حول قضايا
الطرقات، لاسيما الطريق التي أنجزت والتي يجب أن تصل إلى بني فغلوم وأن يتم ربط المنطقة بمدينة وزان. وتابع لشكر: “كل هذه القضايا والمشاكل التي تعرفها المنطقة تعرفت عليها من خلال الأخ البقالي، الذي كان ولا يزال يترافع عن منطقته والإقليم بكل شراسة وصبر وإصرار”.
كما أبدى لشكر استغرابه من النقص الحاصل في الماء الذي تعيشه المنطقة، مشيرا إلى أنه رغم أن المنطقة تُعتبر خزانا طبيعيا ورافدا أساسيا من روافد السدود، بالنظر لما تعرفه من تساقطات مطرية،
فإنه من غير المعقول أن يعاني سكانها من ندرة وغياب هذه المادة خلال فصل الصيف. وأضاف المسؤول الحزبي أنه لا يستقيم ربط إقليم شفشاون وحوضه المائي بأحواض وأقاليم أخرى بالمملكة، بينما لا تزال بعض مناطق الإقليم تعاني من الخصاص في هذه المادة. وأكد أن هذا المطلب الحقيقي سيتم رفعه ودعمه مع الفريقين في البرلمان ومجلس المستشارين، وسيتم طرحه أيضا في الإعلام الحزبي.
وفي كلمته، توقف الأمين الطاهري البقالي، الكاتب الإقليمي للحزب بشفشاون، عند الشعار المؤطر لفعاليات المؤتمر السادس للحزب: “لا تنمية بدون كرامة وعدالة اجتماعية ومجالية”، معتبرا أنه ركز على مسألة الكرامة التي اعتبرها البقالي أساسية في أي مشروع تنموي، نابع من الظروف التي عاشها سكان الإقليم خلال العقود الماضية.
وأضاف أن المواطنين اضطروا لتعاطي زراعة القنب الهندي نتيجة أوضاعهم وظروفهم، بحيث كانت العلاقة بين السكان والسلطات العمومية يغلب عليها طابع التوتر، مع ما عاشه الناس من متابعات واعتقالات وأحكام قاسية، ومن مطاردات نتيجة مذكرات بحث جعلت آلاف المواطنين ممنوعين من ممارسة حقوقهم وحرياتهم، ومن عمليات تفتيش للمساكن وما يطبعها من تهويل وضغط نفسي على
النساء والأطفال.
وفي ربطه التنمية بالعدالة الاجتماعية، أوضح البقالي أن تقييم ما عاشه الإقليم خلال السنوات الماضية كشف حقيقة مفادها أن الفلاحين الصغار لم يستفيدوا من زراعتهم للقنب الهندي، ولم ينالوا سوى المتابعات والمطاردات. واعتبر أنه بعد تقنين هذه الزراعة، لا يجب أن تغيب عنا الأوضاع الصعبة
التي تعيشها المنطقة من حيث استمرار الخصاص في المجالات الاجتماعية من تعليم وصحة وتشغيل وبنية تحتية وترفيه، مطالبا بضرورة اعتماد مقاربة اجتماعية في مشاريع الاستثمار المتعلقة بتحويل القنب الهندي، حتى يستفيد صغار الفلاحين من هذه الزراعة.
وأكد ذات المتحدث على ضرورة الحرص على أن يستفيد جميع المزارعين من مداخيل تضمن الكفاف والكرامة، بينما يستفيد المستثمرون في هذا المجال من أرباح معقولة، باعتبار ذلك من المفاتيح الأساسية للتنمية المحلية.
كما تحدث البقالي في كلمته عن العدالة المجالية، واعتبرها رافعة أساسية في أي تنمية، مطالبا بضرورة فك العزلة عن بعض المداشر والجماعات التي تعاني من صعوبات التنقل والوصول إلى الخدمات الأساسية، ومن ذلك ندرة الماء الصالح للشرب ومشاكل التغطية بالكهرباء نتيجة الضغط على التجهيزات.
مشيرا إلى أنه رغم الإكراهات، فقد استطاع أن يستجيب لتطلعات الساكنة من خلال عدة مشاريع تنموية تم إنجازها في مختلف القطاعات، من قبيل التعليم والصحة والطرق والمسالك والبنى التحتية والماء والشباب والرياضة والخدمات.
من جهته أشاد الكاتب الجهوي محمد المموحي بالحضور الجماهيري الكبير الذي يفند ادعاءات كل من يحاول ممارسة التشويش والتضليل على تجربة الاتحاد بهذه المنطقة التي وصفها بالمغرب العميق ، مشيرا إلى أن تواجد إدريس لشكر بها له أكثر من دلالة ويؤكد أن الاتحاد الاشتراكي دائما يعبر بصدق و مسؤولية عن الفئات المهمشة وعن انتظاراتها وطموحاتها .
وأشار الكاتب الجهوي إلى أن هاته المحطات التنظيمية التي ينظمها الحزب وسط هاته الجموع الغفيرة ليست ترفا سياسيا أو احتفاليا وإنما هي وسيلة لفتح نقاش مع المواطنين في العديد من القضايا التي تهمهم وكذا الوقوف على الاختلالات التي أشار إليها البقالي .
وأوضح محمد المموحي أن الاتحاد الاشتراكي مستعد للاستحقاقات المقبلة، وعازم على خوضها بإرادة وطنية صادقة، لتطوير الخيار الديمقراطي الذي أصبح من الثوابت الدستورية.
*****************
انتخاب الامين الطاهري البقالي كاتبا اقليميا للحزب باقليم شفشاون
انتخاب حبيبة الحسناوي ر ئيسة المجلس الاقليمي للحزب
****************
تكريم ووفاء
تم تكريم العديد من المناضلين والمناضلات في لحظة اعتراف وتقدير لهؤلاء على ما أسدوه من خدمات للحزب