في المؤتمر الإقليمي للخميسات .. الكاتب الأول إدريس لشكر: المال الانتخابي أفقد الإقليم هويته والوضع الصحي مقلق

الدكاكين التي أطلقت على نفسها أحزابا سياسية قضت على كل ما هو وطني وديمقراطي

 

قال إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، « يربطني بالخميسات حنين مرتبط بتاريخ حافل لهذا الإقليم، ومساهمته البارزة في نضال الحركة الوطنية، وفي مواجهة الاستبداد والظلم، وفي الدفاع عن الديمقراطية خلال الستينيات والسبعينيات، عندما كان شباب الأحزاب الوطنية الحقيقية يقضون سنوات في السجون لمجرد المطالبة بالحرية والديمقراطية». واعتبر إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب، أن إقليم الخميسات «فقد الكثير من هويته السياسية بسبب تغول المال والمصالح الضيقة»، مذكّرا بتاريخ المنطقة الحافل في مسيرة النضال الوطني والديمقراطي خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
وأضاف لشكر، خلال المؤتمر الإقليمي للحزب بالخميسات تحت شعار: ‘تخليق العمل السياسي مدخل أساسي لتنمية مجالية مندمجة’، أول أمس الخميس، وبحضور قياديين وقياديات من الحزب ومسؤولين حزبيين على الصعيد الجهوي والإقليمي والمحلي، وعدد من المناضلين والمناضلات، أن الإقليم دفعت فيه الحركة الوطنية ثمنا باهظا، حيث ظهرت بعض الدكاكين التي أطلقت على نفسها أحزابا سياسية في مراحل معينة، وقضت على كل ما هو وطني وديمقراطي في هذا الإقليم، متسائلًا أين هم شابات وشباب هذا الإقليم، الذين كانوا طلاباً آنذاك، ورفعوا شعارات مع الحزب وشاركوا في المظاهرات دفاعا عن الحق والعدالة، أين هم اليوم في مؤسسات البلاد، في الجماعات والبرلمان؟ أين أولئك الذين قدموا التضحيات دفاعا عن الخميسات وقبائلها وأبنائها؟».
وأشار إلى أنه في تلك الفترة كان الاقتراع الفردي في البرلمان والجماعات وكانت المعارك حقيقية، فدعونا للرفع من الديمقراطية في بلادنا ويكون الاقتراع باللائحة، لكن تم تهيئ دوائر وإنزال المال للمركب المصالحي لتفقد الخميسات هويتها .
وذكر الكاتب الأول بتوجيه جلالة الملك في خطاب العرش من أجل إصلاح المنظومة الانتخابية معطيا
نماذج عن المنظومة الانتخابية، وتساءل: لماذا مثلا في بني ملال 6 مقاعد كدائرة واحدة وكذلك في سطات وخريبكة، ولكن هنا في الخميسات نفصلها إلى دائرتين، من أجل إنتاج، حزبيا وسياسيا، نفس التغول وألا يكون هناك توازن في البرلمان بين معارضة قوية وأغلبية قوية، معتبرا أن التغول أنتج لنا أغلبية قوية تمنعك حتى من تفعيل المسائل الدستورية، كلجن تقصي الحقائق وملتمس الرقابة وخلص إلى أن لا حل سوى انخراط الحكومة في إصلاح حقيقي للمنظومة الانتخابية مطالبا بمعارضة قوية .
ثم عرج الكاتب الأول على المنظومة الصحية في بلادنا، مشيرا إلى أنها لم تحقق الكثير، رغم اهتمام جلالة الملك بها قبل تعيين هذه الحكومة، خصوصا أثناء جائحة كوفيد، إذ كانت الصحة في وضعية صعبة عبر التاريخ.
وأكد أن ما شهدناه خلال كوفيد دفع جلالة الملك إلى الحرص على إنشاء مصنع اللقاحات بابن سليمان، وإطلاق الكليات الصحية والمستشفيات الجامعية والمستشفيات عبر مختلف أنحاء الوطن، بالإضافة إلى مساهمته المالية الخاصة عبر مؤسسات محمد السادس لتطوير قطاع الصحة.
وأوضح أن هذا الاهتمام يأتي إدراكا منه لصعوبة المستقبل أمام ما يظهر في العالم من ميكروبات وأمراض غريبة، وأن بلادنا بحاجة إلى استعداد ومقاومة. وأضاف أن الإجراءات الوقائية، مثل الحصار وارتداء الكمامات، ساهمت في تفادي كارثة لا قدر الله، مؤكدا أنها استراتيجية أطلقها جلالة الملك محمد السادس.

وتوقف الكاتب الأول عند الوضع الصحي المتدهور في الإقليم، مبرزا أن المستشفى الإقليمي بني قبل عشر سنوات لكنه لم يفتح أبوابه بعد، إضافة إلى ضعف الخدمات الصحية في باقي المراكز الحضرية والقروية.
كما أشار إلى هشاشة البنية التحتية التعليمية في العالم القروي، حيث لا تزال بعض المؤسسات محرومة من أبسط المرافق، مثل المراحيض، في وقت تسوق فيه الوزارة لتجربة «مدارس الريادة».
وقال في هذا الصدد : « مستشفى إقليمي بني منذ10 سنوات ولم يفتح بعد، هذه الحكومة وغيرها كان من المفروض أن تفتحه، دون الحديث عن إقليم تيفلت ودون الحديث عن المراكز الأخرى الحضرية لهذا الإقليم. الوضع الصحي في الإقليم سيء والخدمات شبه منعدمة. وفي الوقت الذي يتحدثون فيه عن مدارس الريادة، نجد في إقليم الخميسات بعض المدارس لا تتوفر حتى على مرحاض للتلاميذ ليمارسوا حقهم الطبيعي، وهم محرومون في بعض القرى، لكن وزير التربية الوطنية يتباهى بأن هناك وفودا أجنبية من بريطانيا وأمريكا ستزور بلادنا للاطلاع على هذه التجربة الريادية بالمغرب، في حين أن التصنيف العالمي للتعليم يفضح واقع التراجع الذي يعاني منه نظامنا التعليمي».
وفي سياق آخر أكد لشكر عزمه على « بناء التنظيم الحزبي بإقليم الخميسات من خلال أبنائه وبناته، وأدعو الجميع إلى الانخراط في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، للدفاع عن منطقتكم وتحمل مسؤولياتكم. كما ننوه بالشباب الذين أسسوا أنوية حزبية في تيفلت وسيدي علال البحراوي».
وختم إدريس لشكر كلمته بالإشارة إلى أن الرهان الحقيقي يكمن في نجاح الحكومة في تنفيذ استراتيجية المؤسسة الملكية بقيادة جلالة الملك محمد السادس، الذي يشرف على استراتيجية واضحة وواقعية. وأكد أذلك يحتاج إلى وجود معارضة قوية ومسؤولة تراقب وتوجه الأداء، مشيرا إلى موقف حزب الاتحاد الاشتراكي كمعارضة مسؤولة أمام المكاسب التي حققتها بلادنا، سواء في قضية وحدتنا الترابية، حيث تحميها قواتنا المسلحة الملكية تحت قيادة جلالة الملك، أو في أمن البلاد واستقرارها الداخلي.
وأضاف أن بلادنا تشهد تنمية نموذجية تحظى بالاهتمام والإشادة عالميا، بالرغم من التحديات والخصاص ، وفي هذا السياق، ومع اقتراب تنظيم المغرب لتظاهرة كأس العالم، طالب بشمول إقليم الخميسات تيفلت في أي تمويل أو دعم يُخصص لهذه التظاهرة العالمية.
وفي كلمته باسم اللجنة التحضيرية بالخميسات أكد عبد المالك عوري أن الحزب، ليس فقط في الإقليم بل في ربوع المغرب، قدم خطابا يتميز بالصراحة والقرب من المواطنين. وأوضح أن إقليم الخميسات يتميز بتنوع تضاريسه بين الجبل والسهل، وبثرواته الغنية سواء كانت فلاحية أو صناعية أو ثقافية وتاريخية، إلا أنه يعاني اليوم من عدة أزمات في مجالات الصحة والتعليم وتدبير الماء.
وختم عوري كلمته بالتأكيد أن الإقليم بحاجة إلى اهتمام خاص وترافع مستمر من أجل رفع التحديات التي يواجهها.

 

*************

انتخاب عبد المالك عوري كاتبا إقليميا للحزب بالخميسات

انتخاب محمد الضعيف رئيس المجلس الاقليمي


بتاريخ : 20/09/2025