من الناشئين إلى الأولمبياد: المنتخبات المغربية في سباق للتألق قاريا ودوليا

تعيش الكرة المغربية لحظة فارقة في تاريخها، حيث تستعد منتخباتها الوطنية بمختلف فئاتها لاستحقاقات كروية مصيرية، أبرزها كأس أمم أفريقيا 2025 التي ستُقام على أرض المغرب، وتصفيات كأس العالم 2026، وكأس العرب التي تعود إلى الواجهة كمسابقة تجمع المنتخبات العربية في أجواء تنافسية خاصة. المنتخب الأول، أسود الأطلس، يدخل هذه المرحلة بثقة عالية، بعدما تأهل تلقائيًا إلى كأس أفريقيا بصفته البلد المنظم، لكنه شارك في التصفيات وحقق نتائج ساحقة، أبرزها الفوز على ليسوتو بنتيجة 7-0 في مدينة وجدة. هذا الأداء يعكس جاهزية المنتخب، الذي سجل 26 هدفًا واستقبل هدفين فقط في ست مباريات، بمعدل تهديفي مذهل بلغ 4.3 أهداف في المباراة الواحدة. في موازاة ذلك، يواصل المنتخب استعداداته لتصفيات كأس العالم 2026، وسط طموحات كبيرة لتكرار إنجاز قطر أو تجاوزه، كما يستعد للمشاركة في النسخة القادمة من كأس العرب، التي تمثل فرصة لتعزيز الحضور المغربي في الساحة العربية، خاصة بعد الأداء القوي في النسخة السابقة التي بلغ فيها نصف النهائي.
المنتخب الأولمبي المغربي، تحت 23 سنة، يعيش بدوره لحظة تاريخية بعد تأهله إلى دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، إثر فوزه بكأس أمم أفريقيا للفئة ذاتها في الرباط. ويخوض حاليًا معسكرات تدريبية ومباريات ودية دولية استعدادًا لمواجهة منتخبات قوية مثل فرنسا والبرازيل واليابان، في سعي لتقديم صورة مشرفة للكرة المغربية على المستوى الأولمبي. أما منتخب الشباب تحت 20 سنة، فيسعى للعودة إلى الواجهة القارية عبر التأهل إلى كأس أفريقيا للشباب 2025، بعد غياب عن النسخة السابقة. ويشارك حاليًا في التصفيات الإقليمية لشمال أفريقيا، وسط اهتمام متزايد من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التي عززت الطاقم الفني وكثفت المعسكرات التدريبية، كما يُرتقب أن يشارك في النسخة القادمة من كأس العرب للشباب، التي تُعد محطة مهمة لاكتساب الخبرة والاحتكاك.
منتخب الناشئين تحت 17 سنة يضم مواهب واعدة من أكاديميات محمد السادس والرجاء والوداد، ويشارك في التصفيات المؤهلة لكأس أفريقيا للناشئين 2025، واضعًا نصب عينيه التأهل للبطولة القارية ثم كأس العالم للناشئين، مع التركيز على تطوير اللاعبين تقنيًا وبدنيًا. كما يُنتظر أن يشارك في كأس العرب للناشئين، التي تُنظم بشكل دوري وتُعد فرصة لتجريب العناصر الشابة في أجواء تنافسية عربية. في الجانب النسوي، يواصل المنتخب المغربي للسيدات تطوره اللافت، بعدما تأهل إلى كأس أفريقيا للسيدات 2024 التي ستُقام في نيجيريا، ويطمح للتأهل مجددًا إلى كأس العالم للسيدات 2027 بعد مشاركته التاريخية في مونديال 2023. ويخوض حاليًا تصفيات المنطقة الأفريقية، بقيادة المدربة الفرنسية رينالد بيدروس، وسط دعم قوي من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، كما يُرتقب أن يشارك في النسخة القادمة من كأس العرب للسيدات، التي تشهد تطورًا ملحوظًا في مستوى المنتخبات المشاركة.
كل هذه التحركات تعكس رؤية استراتيجية واضحة، تراهن على تعدد المنتخبات وتكاملها، من الناشئين إلى الكبار، رجالًا ونساءً، لبناء منظومة كروية مستدامة. الاستحقاقات القادمة تمثل فرصة لتأكيد مكانة المغرب كقوة كروية أفريقية وعربية وعالمية، خاصة مع استضافة كأس أفريقيا 2025، التي ستكون اختبارًا حقيقيًا للجاهزية التنظيمية والفنية، إلى جانب الحضور المنتظر في كأس العرب بكل فئاتها، والذي يعكس البعد الثقافي والرياضي للمغرب في محيطه العربي. الكرة المغربية، إذن، تسير بخطى واثقة نحو المجد، مدفوعة بطموح جماعي ورؤية مؤسساتية، وشغف شعبي لا يهدأ.


بتاريخ : 10/10/2025