تعيش الجماهير المغربية حالة من القلق الشديد بعد المشهد المؤلم الذي غادر فيه النجم أشرف حكيمي أرضية ملعب حديقة الأمراء مصابا في كاحله الأيسر، إثر تدخل عنيف من الكولومبي لويس دياز خلال مواجهة باريس سان جيرمان وبايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا.
المشهد الذي ظهر فيه حكيمي باكيا وغير قادر على الوقوف أثار حالة من الذهول داخل الملعب وخارجه، حيث خشيت الجماهير أن تكون الإصابة خطيرة وتحرم أسود الأطلس من أحد أهم أسلحتهم في كأس أمم إفريقيا، التي ستقام بالمغرب بداية من شهر دجنبر المقبل.
ولم تقتصر خسارة باريس على النتيجة (1 – 2) أمام العملاق البافاري، بل شملت أيضا فقدان اثنين من أبرز نجومه: عثمان ديمبيلي الذي خرج في الدقيقة 25 بسبب آلام عضلية، ثم حكيمي الذي سقط قبل نهاية الشوط الأول بعد تدخل متهور من دياز، لينال الأخير البطاقة الحمراء عقب العودة لتقنية الفار.
وبعد المباراة، غادر حكيمي الملعب مستعينا بالعكازات، واضعا واقيا طبيا على قدمه المصابة، وسط دعم من زملائه واهتمام كبير من الطاقم الطبي.
ومن المرجح أن تمتد فترة غيابه بين أربعة إلى ثمانية أسابيع، في انتظار نتائج الفحوصات الدقيقة التي يخضع لها. وفي حال تأكدت هذه التقديرات، فإن النجم المغربي سيغيب عن عدد من مباريات باريس سان جيرمان في دوري الأبطال والدوري الفرنسي، مع احتمال ضئيل للحاق ببداية البطولة الإفريقية.
وحاول المدرب الإسباني لويس إنريكي طمأنة الأنصار قائلا إن «الإصابة جزء من كرة القدم، وسننتظر نتائج الفحوص لمعرفة مدى خطورتها».
ومنذ انضمامه إلى المنتخب الوطني الأول سنة 2016، أصبح حكيمي أحد رموز الكرة المغربية، بخوضه أكثر من 88 مباراة دولية، وساهم في ملحمة نصف نهائي كأس العالم 2022، كما تُوّج بعدة ألقاب مع باريس سان جيرمان، آخرها دوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبي لأول مرة في تاريخ النادي الباريسي.
ويعتبر أشرف حكيمي، الذي يحتفل هذا الأسبوع بعيد ميلاده السابع والعشرين، من أبرز المرشحين لنيل الكرة الذهبية الإفريقية هذا العام، بعد موسم استثنائي توج فيه مع باريس سان جيرمان بخمسة ألقاب محلية وقارية، بينها دوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبي لأول مرة في تاريخ النادي. ومنذ انتقاله إلى الفريق الفرنسي سنة 2021 قادما من إنتر ميلان مقابل 60 مليون يورو، خاض أكثر من 180 مباراة سجل خلالها 27 هدفًا وقدم 38 تمريرة حاسمة.
وقد عبر حكيمي قبل المباراة عن حلمه بالفوز بجائزة الكرة الذهبية الإفريقية، مؤكدا أن «الطموح لا يتوقف، والمهم هو أن أساعد فريقي ومنتخبي على تحقيق الانتصارات».
لكن الحلم الآن مُهدد! فالجماهير المغربية تنتظر نتائج الفحوص الحاسمة، بينما يعيش الناخب الوطني، وليد الركراكي، قلقا تكتيكيا حقيقيا، إذ يعتبر حكيمي أحد أعمدة خط الدفاع وأحد أهم مفاتيح اللعب في الجهة اليمنى، بل غنه عميد الفريق الوطني. وفي حال تأكد غيابه، فإن المنتخب سيجبر على إعادة ترتيب أوراقه قبل البطولة القارية الكبرى.
أما في باريس، فيبدو أن الإدارة تُفكر في إيجاد بديل مؤقت خلال الميركاتو الشتوي لتعويض غياب الظهير الطائر، الذي يبقى أحد أبرز نجوم العالم في مركزه، بفضل سرعته ومهارته وانضباطه التكتيكي العالي.
إصابة حكيمي تُرعب المغاربة قبل نهائيات أمم إفريقيا
الكاتب : إ - العماري
بتاريخ : 06/11/2025

