في مبادرة جديدة تعزز التربية على القيم الإنسانية، أطلقت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، يوم الأحد 9 نونبر 2025، فيلم الرسوم المتحركة «أرني ابتسامتك»، خلال فعاليات المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء، وذلك بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ومؤتمر وزراء التربية والتعليم في الدول الناطقة بالفرنسية (الكونفيمين – CONFEMEN)، والشبكة العالمية للأديان من أجل الأطفال (GNRC).
شهد العرض الافتتاحي حضور خمسين طفلا إلى جانب عدد من المسؤولين والخبراء والتربويين والإعلاميين، حيث تم تقديم الفيلم لأول مرة في أجواء احتفالية جمعت بين البهجة والوعي.
ويأتي هذا العمل في إطار برنامج يشرف عليه قطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية بالإيسيسكو، فيما تولى قطاع الإعلام والاتصال إنتاجه، بهدف مكافحة ظاهرة التنمر في المدارس عبر قصة تربوية مرئية صيغت بلغة قريبة من عالم الطفل، تسعى إلى ترسيخ قيم التعاطف والاحترام ونبذ العنف الرمزي والسلوكي.
وخلال الحفل، أكدت راماتا ألمامي مباي، رئيسة قطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية في الإيسيسكو، أن الفيلم يندرج ضمن برنامج «كفى تنمرا»، الذي يضم أدوات تربوية لحماية الطفولة وتعزيز الرفاه داخل المدارس، من خلال التربية على القيم ومهارات التفاعل الإيجابي.
من جهتها، أشادت كنزة أبو رمان، مديرة قطاع الشباب بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، بالشراكة المثمرة مع الإيسيسكو، معتبرة هذا العمل إضافة نوعية للمحتوى التربوي الموجه للأطفال واليافعين، ومنسجما مع الجهود الوطنية لمحاربة العنف في الوسط المدرسي. وأعلنت عن استعداد المؤسسات الثقافية التابعة للوزارة لاحتضان عروض ونقاشات تفاعلية تبرز رسائل الفيلم وقيمه التربوية.
أما عبد الرحمن بابا موسى، الأمين العام للكونفيمين، فقد ثمن هذه المبادرة، موجها الشكر إلى المدير العام للإيسيسكو الدكتور سالم بن محمد المالك، مؤكدا أن الفيلم يمثل أداة تعليمية مبتكرة تخاطب مختلف التلاميذ بلغتهم البصرية.
وفي السياق ذاته، أشار مصطفى علي، الأمين العام للشبكة العالمية للأديان من أجل الأطفال، إلى أن الطفل الآمن هو أساس عالم آمن، وأن هذه المبادرة تنسجم مع رؤية الإيسيسكو الداعية إلى بناء بيئة مدرسية آمنة ومزدهرة.
وعقب العرض، شارك الأطفال الحاضرون في نقاش مفتوح حول تجاربهم وأفكارهم للحد من التنمر، مؤكدين أهمية المساندة عند الحاجة، ودور الأسرة والمدرسة في الوقاية المبكرة من هذه الظاهرة سواء في الفضاء المدرسي أو الرقمي.
هذه المبادرة تؤكد التزام الإيسيسكو بتوظيف الإبداع البصري خدمة لقضايا الطفولة، وجعل الفن التربوي وسيلة لترسيخ ثقافة الاحترام والعيش المشترك داخل الفضاءات التعليمية.