توج المنتخب الوطني المغربي بلقب كأس العرب لكرة القدم (قطر 2025)، للمرة الثانية في تاريخه، عقب فوزه المثير على نظيره الأردني بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين بعد التمديد، في المباراة النهائية التي احتضنها، مساء أول أمس الخميس، ملعب لوسيل المونديالي شمال الدوحة، في أجواء جماهيرية حماسية (84 ألف متفرج)، رغم التساقطات المطرية وبرودة الطقس (14 درجة مئوية).
ودخل أسود الأطلس المباراة النهائية بعزيمة واضحة، حيث لم يمهلوا المنتخب الأردني سوى دقائق معدودة قبل افتتاح باب التسجيل. حيث أرسل لاعب خط وسط الميدان، أسامة طنان، في الدقيقة الرابعة، تسديدة بعيدة المدى من مسافة فاقت الخمسين مترا، استقرت في شباك الحارس يزيد أبو ليلى، موقعا أحد أجمل أهداف البطولة، ومعلنا بداية قوية للمنتخب المغربي.
وعقب الهدف المبكر، واصل المنتخب الوطني ضغطه المنظم، معتمدا على انتشار جيد في وسط الميدان وسرعة التحول الهجومي، رغم ثقل أرضية الميدان بفعل الأمطار، وكاد أن يضيف هدفا ثانيا عبر محاولات وليد أزارو وكريم البركاوي، غير أن غياب اللمسة الأخيرة حال دون ذلك.
وأربكت إصابة اللاعب كريم البركاوي حسابات المدرب طارق السكتيوي، الذي أخبر على تعديل خطته، بإدخال أشرف المهديوي مكان اللاعب السابق لحسنية أكادير.
وفي المقابل، وجد المنتخب الأردني صعوبة في بناء اللعب، أمام حسن تموضع العناصر المغربية ونجاحها في إغلاق المساحات، لينتهي الشوط الأول بتقدم مغربي مستحق بهدف دون رد.
ومع بداية الشوط الثاني، تغيرت معطيات اللقاء، حيث تمكن المنتخب الأردني من إدراك التعادل في الدقيقة 48 عبر علي علوان، مستغلا هفوة دفاعية إثر كرة عرضية من الجهة اليسرى. وازدادت متاعب أسود الأطلس بعدما أعلن الحكم، بعد الرجوع إلى تقنية الفيديو، عن ضربة جزاء للأردن، عقب لمسة يد على أشرف المهديوي داخل مربع العمليات، نفذها علوان بنجاح في الدقيقة 68، مانحا التقدم لفريقه.
وأمام هذا الوضع، أقدم طارق السكتيوي على تغييرات هجومية جريئة (د 71)، بإشراك عبد الرزاق حمد الله ومنير شويعر وصابر بوغرين، بحثا عن إعادة التوازن والعودة في النتيجة. وقد أثمرت هذه الخيارات، حيث تمكن حمد الله من إدراك التعادل في الدقيقة 88، بعد ضغط متواصل، ليعيد المباراة إلى نقطة الصفر ويفرض اللجوء إلى الشوطين الإضافيين.
وخلال الشوط الإضافي الأول، واصل المنتخبان تبادل الهجمات في مواجهة اتسمت بالندية والتشويق، حيث نجح المنتحب الأردني في تسجيل هدف في الدقيقة 91، بواسطة مهند أبو طه من زاوية ضيقة، لكن الحكم ألغاه بعد ثوان بسبب لمسة يد، قبل أن ينجح حمد الله في تسجيل هدف التتويج في الدقيقة 100، مؤكدا قيمته كأحد أبرز عناصر الحسم في صفوف المنتخب المغربي.
وبعد ذلك، أظهر أسود الأطلس انضباطا تكتيكيا كبيرا، ودافعوا عن تقدمهم بروح قتالية عالية إلى غاية صافرة النهاية.
وعرفت المباراة طابعا مغربيا خالصا على مستوى التدريب، إذ قاد المنتخب الوطني طارق السكتيوي، فيما أشرف على المنتخب الأردني مواطنه جمال السلامي، في نهائي عكس المستوى المتقدم الذي بلغه الإطار التقني المغربي قاريا وعربياً
ويعد هذا التتويج الثاني للمغرب في مسابقة كأس العرب بعد لقب 2012، كما يأتي ليكرس سنة استثنائية لكرة القدم الوطنية، تميزت بتوالي الإنجازات في مختلف الفئات، من التألق التاريخي في مونديال قطر 2022، إلى التتويج العالمي لفئة أقل من 20 سنة، فضلا عن ألقاب قارية أخرى. ويؤكد هذا المسار التصاعدي نجاعة الرؤية الاستراتيجية المعتمدة في تطوير كرة القدم المغربية، القائمة على التكوين والاستثمار في المواهب والبنيات التحتية.
كرة القدم المغربية تستمر في صنع الأفراح
الكاتب : إبراهيم العماري
بتاريخ : 20/12/2025


