‬الـ»كان‮«: ‬السياسة والاستيتيقا والمجتمع‮

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

‭ ‬ميزان‭ ‬القوة‭ ‬المبني‭ ‬على‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الجمال‮!‬

يكون‭ ‬الإدراك،‭ ‬في‭ ‬لحظات‭ ‬بعينها،‭ ‬لحظة‭ ‬سياسية‮!‬

عندما‭ ‬أدرك‭ ‬المعارضون،‭ ‬في‭ ‬الداخل،‭ ‬لمنافسات‭ ‬رياضية‭ ‬بحجم‭ ‬الكان،‭ ‬أن‭ ‬النجاح‭ ‬كان‭ ‬حليفا‭ ‬للمناسبة،‭ ‬وأن‭ ‬الترافع،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المنجز‭ ‬الرياضي‭ ‬يغني‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬ترافع،‭ ‬استكانوا‭ ‬إلى‭ ‬التسليم‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬إيجابي‮..‬

هي‮.‬‭ ‬معادلة‭ ‬عرضت‭ ‬على‭ ‬الجمهور‭ ‬المغربي‭ ‬قبل‭ ‬الكان‭ ‬أسابيع‭ ‬قليلة‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬ثلاثية‭ ‬تربط‭ ‬‮:‬‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بالسياسي‭ ‬بالرياضي،‭ ‬تم‭ ‬خلالها‭ ‬تقديم‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬تقديمه‭ ‬من‭ ‬أجوبة‮..‬‭ ‬من‭ ‬القاموس‭ ‬السياسي‭ ‬والفعل‭ ‬العمومي‮(‬‭ ‬خطاب‭ ‬الملك‭ ‬أمام‭ ‬البرلمان‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإجراءات‭ ‬العاجلة‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬الوزاري‭ ‬الذي‭ ‬ترأسه‭ ‬العاهل‭ ‬‮)‬

لكن‭ ‬جواب‭ ‬الاستيتيقا‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬مفعوله‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بعد،‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬المنجز‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية،‭ ‬‮.‬‭ ‬ولو‭ ‬افترضنا،‭ ‬لا‭ ‬قدر‭ ‬الله،‭ ‬فشلا‭ ‬في‭ ‬المستوى‭ ‬الاستيتيقي،‭ ‬لكان‭ ‬الانعكاس‭ ‬السياسي‭ ‬له‭ ‬بلا‭ ‬حدود‮..‬‭ ‬ومن‭ ‬مظاهره‭ ‬المحتملة‭ ‬نظرة‭ ‬المغاربة‭ ‬السلبية‭ ‬إلى‭ ‬أنفسهم‮..‬

وهنا‭ ‬يمكن‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬لحظة‭ ‬جماليات‭ ‬الافتتاح‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬لحظة‭ ‬تأثير‭ ‬إيجابي‭ ‬في‭ ‬التمظهر‭ ‬السياسي‭ ‬للموقف‭ ‬المتشكك‮..‬‭ ‬هنا‭ ‬أيضا‭ ‬كانت‭ ‬لحظة‭ ‬اللذة‭ ‬الجمالية‭ ‬لحظة‭ ‬إدراك‭ ‬سياسي‮..‬

ردود‭ ‬الفعل‭ ‬الدولية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سفارات‭ ‬البلدان‭ ‬الكبرى‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحشد‭ ‬الإعلامي‭ ‬الكبير‭ ‬الحاضر‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المكانة‭ ‬التي‭ ‬أفردت‭ ‬للحدث،‭ ‬من‮.‬‭ ‬زاوية‭ ‬المقاربة‭ ‬المغربية‭ ‬له،‭ ‬لكي‭ ‬نكون‭ ‬فكرة‭ ‬عما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬جماليات‭ ‬التنظيم‭ ‬والاستعراض‭ ‬والتأمين‭ ‬الكلي‭. ‬

‬ويقع‭ ‬ذلك،‭ ‬ونحن‭ ‬نتابع‭ ‬ما‭ ‬ينقل‭ ‬عن‭ ‬منافسات‭ ‬الكان،‭ ‬على‭ ‬المواقع‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وعبر‭ ‬فيديوهات‭ ‬المؤثرين‭ ‬والمؤثرات‮.‬‭ ‬وعبر‭ ‬تفاعل‭ ‬مكونات‭ ‬شعوب‭ ‬بذاتها‮.‬

يكفي‭ ‬أن‭ ‬نلقي‭ ‬نظرة‭ ‬على‭ ‬الاستقبال‭ ‬‮(‬‭ ‬وهو‭ ‬طريقة‭ ‬في‭ ‬الإدراك‮)‬‭ ‬الذي‭ ‬يخصصه‭ ‬المغاربة‭ ‬لردود‭ ‬فعل‭ ‬المشجعين‭ ‬الجزائريين‭ ‬أو‭ ‬درجة‭ ‬الحدة‭ ‬في‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬بعضها‭ ‬إن‭ ‬جاءت‭ ‬من‭ ‬شخصيات‭ ‬وأشخاص‭ ‬معروفين‭ ‬بتحاملهم‮.‬

لا‭ ‬يهم‭ ‬ما‭ ‬يقولون‭ ‬ولكن‭ ‬نستخرج‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬القلة‭ ‬النشيطة‭ ‬من‭ ‬المتواجدين‭ ‬في‭ ‬رحاب‭ ‬المناطق‭ ‬الافتراضية‭ ‬وضواحي‭ ‬المخيال‭ ‬الجماعي،‭ ‬قادرة‭ ‬علي‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬المزاج‭ ‬الجماعي‮.‬‭ ‬وبالتالي‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬مع‭ ‬الواقع‭ ‬كما‭ ‬يريده‭ ‬المتفاعلون‭ ‬أنفسهم‮..‬

جماليات‭ ‬‮«‬الكان‮»‬،‭ ‬تكشف‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬الذات،‭ ‬وتجاوز‭ ‬أعطابها‭ ‬عندما‭ ‬يقرر‭ ‬البلد‭ ‬المنظم،‭ ‬وهو‭ ‬هنا‭ ‬المغرب،‭ ‬وضع‭ ‬سقف‭ ‬مرتفع‭ ‬لطموحه‮:‬‭ ‬وهو‭ ‬بذلك‭ ‬يحاكم‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإنجازات‭ ‬الكبرى،‭ ‬ويترك‭ ‬للآخرين‭ ‬أن‭ ‬يقارنوا‭ ‬ما‭ ‬حققه‭ ‬هو‭ ‬بما‭ ‬يتحقق‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬يتحقق‭ ‬عند‭ ‬الآخرين‮(‬‭ ‬الملاعب‭ ‬والفيضانات‭ ‬أثناء‭ ‬المباريات‭ ‬كنموذج‮)..‬‭ ‬

كما‭ ‬أنه‭ ‬يرفع‭ ‬نقط‭ ‬نظام‭ ‬في‭ ‬وجهه‮:‬‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬نقطا‭ ‬سوداء‭ ‬خلال‭ ‬المباريات،‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬النقل‭ ‬السككي،‭ ‬والتلاعب‭ ‬في‭ ‬التذاكر،‭ ‬وضعف‭ ‬التعبئة‭ ‬للحضور‭ ‬البارز،‭ ‬وهي‭ ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬النقط‭ ‬التي‭ ‬برزت‭ ‬أو‭ ‬قد‭ ‬تبرز‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬الكان‭ ‬هذا‮..‬

الحق‭ ‬في‭ ‬الجماليات،‭ ‬يصبح‭ ‬معيارا‭ ‬وطنيا‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬المواقف‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬النزعات‭ ‬الشعبوية‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬تأطير‭ ‬النقاش‭ ‬العمومي‮..‬

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 25/12/2025