الوداد يتأهل إلى نصف نهائي دوري الأبطال بمهرجان أهداف

 

بانتصاره على فريق «حوريا كوناكري» الغيني يخماسية نظيفة، في مباراة إياب ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا، التي احتضنها المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، يكون فريق الوداد البيضاوي قد أسعد «الأمة «، وجعلها تنتشي بفرحة التأهل إلى المربع الذهبي، في انتظار تحقيق الفوز بالثنائية (لقب البطولة الاحترافية وكأس عصبة الأبطال الإفريقية).
وبهذا الانتصار أيضا يكون الوداد قد بعث برسالة قوية وغير مشفرة إلى فريق» مامميلودي صن داونز» الجنوب إفريقي، الذي سيواجهه في مباراة نصف النهائي الأول، فيما سيواجه «الترجي التونسي» «مازيمبي» الكونغولي.
وسجل لفريق الوداد كل من اللاعب «وليد الكرتي» في الدقيقتية 19 و30 وعبد اللطيف نوصير الهدف الثالث في الدقيقة 33 ، ثم عزز محمد النهيري الحصة بهدف رابع في الدقيقة 58، في حين أكمل مهرجان الأهداف زهير المترجي في الدقيقة 86، وهو الهدف الذي أصيب على إثره حارس «حوريا كوناكري» «خادم نداي» بكسر مزدوج في رجله.
وكبرت أحلام الوداد بعد التأهل إلى دور النصف، حيث أصبح الهدف الآن هو الفوز بلقب عصبة الأبطال للمرة الثالثة، بعد سنتي 1997 و2017 .
وحتى يحفز المكتب المسير لاعبي الفريق، صرف لهم منحة الفوز في دور الربع، حيث بلغت المنحة 6 ملايين سنتيم، وكان اختيار التوقيت حكيما وصائبا.
وظهر تأثيره الإيجابي على معنويات اللاعبين، خلال إياب دور الر بع، حيث خاض اللاعبون المباراة بروح الفريق، وبرغبة كبيرة في الفوز، وتجنبوا استقبال أي هدف يمكن أن يشكل ورقة ضغط عليهم، ويبعدهم عن التركيز، خاصة وأن مباراة الذهاب كانت انتهت بنتيجة التعادل (0 – 0)، وهي النتيجة التي اعتبرت ملغومة، قد تدفع بلاعبي «حوريا كوناكري» إلى الضغط في بداية المباراة، والبحث عن هدف مبكر.
وعرفت جماهير الوداد، التي فاق تعدداها 40 ألف متفرج، كيف تبعد القلعة الحمراء عن ضغط «حوريا كوناكري» بطريقة تشجيعها، حيث كانت، وبفعل طريقة تعاملها مع حامل الكرة من «حوريا كوناكري»، السبب في جعل أحد مهاجمي الفريق الغيني يفقد توازنه أمام الحارس» التكناوتي»، وبالتالي يضيع هدفا كان محققا، وهو ما كان سيبعثر كثيرا أوراق المدرب التونسي «فوزي البنزرتي».
ودفع هذا التهديد بلاعبي الوداد إلى الرفع من إيقاع سرعة لعبهم، مع الضغط العالي، واستغلال ضعف المدافع الأيسر الذي كان قنطرة ، عبر منها وليد الكرتي وسجل هدفين، جعلا «حوريا كوناكري» يفقد توازنه بشكل ملحوظ في الدقيقتين 19 والدقيقة 30 .
وفتح الهدفان نفس الجهة للاعب» نوصير»، الذي سجل الهدف الثالث بطريقة رائعة، وكان بمثابة قطعة ثلج نزلت على اللاعبين الغينيين، خاصة وأنه سجل بعد 3 دقائق من الهدف الثاني.
ولم تسعف التغييرات التي قام بها مدرب « حوريا»، «ديدي» في إعادة التوازن لفريقه، إذ استقبل في الدقيقة 58 الهدف الرابع للقلعة الحمراء، وليكمل العد إلى خمسة اللاعب المترجي في الدقيقة 86 .
وسيجد الوداد أمام في نصف النهائي «ماميلودي صن داونز»، وسيكون مطالبا بحسم نتيجة التأهل إلى النهاية في مدينة الدار البيضاء،في مباراة الذهاب، وذلك بالانتصار بحصة عريضة، وتفادي استقبال أي هدف يكون ثمنه مضاعفا في مباراة الإياب.
وتتداول الأخبار، إمكانية خوض هذه المباراة بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، وذلك بقرار من وزارة الداخلية، بعد الاحتجاجات القوية والكثيرة، التي أطلقها مشجعو القلعة الحمراء عبر مواقع التواصل الإجتماعي، والتي كان آخرها «هاشتاغ» «حلو دونور، ولا الجمهور غادي يثور».

 

كواليس

مرحاض واحد ومن دون ماء

في زمن الحديث عن المنافسة لتنظيم كأس العالم، وفي زمن التغنى بروعة منشآتنا الرياضية، مازال ملعب مجمع الأمير مولاي عبد لله بدون مرافق صحية، قادرة على تلبية حاجيات المتفرجين. وهو ما سيطرح أكثر من سؤال، خاصة وأن الألعاب الإفريقية التي سيحتضنها المغرب اقترب موعدها.
وكما هو الحال في المباريات التي تستقطب جماهير غفيرة، كان المرحاض الموجود في البوابة رقم 2 من دون ماء، ونظرا لأن مرحاض الذكور معطل، ومنذ زمان، فقد تم الاكتفاء بمرحاض السيدات، وهو مرحاض صغير جدا.
وحتى يتم استعماله كان لابد من الاصطفاف في طابور طويل جدا. وبما أن هذا الملعب تابع لوزارة الشباب والرياضة، فإنه أصبح لزاما على الوزارة فتح تحقيق جاد ومسؤول في كل الاختلالات التي يعرفها مجمع مولاي عبد لله، خاصة وأنه خضع لعدة إصلاحات منذ فضيحة «الكراطة»، وهي الإصلاحات التي شفطت الملايير من أموال دافعي الضرائب.

جمهور الوداد روعة

كما تم الإعلان عن ذلك، حضرت الجماهير العاشقة للون الأحمر بعدد بلغ حوالي 35 ألف متفرج، كما حضروا بعدة قوية، وبعيدا عن الشهب الاصطناعية و«الفوموجين»، التي ستجر على الوداد غرامات مالية، فإن أصوات الجماهير بقيت تصدح قبل انطلاقة المباراة بساعات، ولم تصمت إلا للتصفيق على التأهل، كما رفعت لافتة تطالب اللاعبين بتقديم كل ما عندهم، وبالفعل قدم الفريق كل ما عنده حيث سجل 5 أهداف.
وإذا كان مدرب الوداد قد تحدث عن الضغط، الذي وضع فيه «حوريا كوناكري»، فإن تشجيعات الجماهير الودادية الممنهجة جعلت لاعبي «حوريا» تحت ضغط رهيب جدا، وهو ما جعلهم غير قادرين على التحكم في الكرة، كما أن الجماهير عبرت عن إنسانيتها لما نسيت المباراة لحظة إصابة حارس «حوريا» بكسر، إذ صمتت وحييته بالتصفيق وهو يغادر الملعب نحو المستشفى.
تنظيم أمني محكم، لكن…

عرفت المباراة تجنيد أكثر من 700 رجل أمن، ومثلها من رجال القوات المساعدة، كما حضر رجال المطافئ بأعداد كبيرة للسيطرة على الشهب الأصطناعية، التي تسقط فوق الحلبة المطاطية بكثافة،إلا أنه أصبح مطلوبا اختيار مسؤولي الأمن الذين لهم تجربة كبيرة في مثل هذه المباريات، ذلك أن المنصة الشرفية كان يشرف عليها عميد معروف بعنفه وبعدم تواصله، وهو ما كاد يتسبب في مشاكل، بعد أن منع 5 من لاعبي «حوريا كوناكري» من الجلوس إلى جانب الوفد في المنصة الشرفية، وفرض عليهم الجلوس وسط جمهور الوداد، وهو تصرف غير محسوب العواقب.
كما لم يتعامل بحزم مع الاعتداء الجسدي الذي تعرض له مشجع ودادي في المنصة الشرفية من طرف عضو من وفد «حوريا كوناكري»، الأمر الذي خلق الكثير من الفوضى في هذه المنصة، التي يرتادها في مثل هذه المباريات ديبلوماسييون ومسؤولون أجانب.

ازدحام في حركة السير

عرفت حركة السير في الطريق السيار الرابط بين مدينتي الدار البيضاء والرباط،الكثير من الازدحام، خاصة قرب مدينة بوزنيقة والمحمدية، كما أن محطة الأداء، وحسب بعض الزملاء البيضاويين، عرفت بطئا كبيرا في عملها، الشيء الذي جعل حركة السير تتوقف طويلا، وتتسبب في الكثير من الإزعاج لمستعملي الطريق من غير المتفرجين.

ع. ن


الكاتب : عبد المجيد النبسي

  

بتاريخ : 15/04/2019