تتشكل من 300 مرض وراثي : الدارالبيضاء تحتضن اليوم الخميس المؤتمر الوطني العاشر لضعف المناعة الأولي

تحتضن كلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء، انطلاقا من يومه الخميس 5 وإلى غاية السبت 7 أكتوبر الجاري، فعاليات المؤتمر الوطني العاشر لضعف المناعة الأولي، والملتقى المغاربي الأول لخبراء الغلوبولينات المناعية، المنظمة من طرف الجمعية المغربية لضعف المناعة الأولي بمشاركة ثلة من الأساتذة والأطباء من المغرب العربي، العربية السعودية، السينغال، فرنسا، وألمانيا.

مؤتمر بأهداف الصحية

يروم المؤتمر، وفقا لتصريح البروفسور أحمد عزيز بوصفيحة، رئيس الجمعية، لـ «الاتحاد الاشتراكي»، إلى خلق فضاء للتكوين الطبي المستمر، والتركيز على مرض ضعف المناعة الأولي، الذي يتشكّل من 300 مرض وراثي، ولا يظهر سريريا إلا بعد العقد الثاني، والذي يمثل في السجلات العدلية المرض الأكثر انتشارا، إلا أن نسبته في السجلات المغاربية ماتزال ضئيلة، مضيفا أنه تم تسطير برنامج يهدف إلى تحسيس وتوعية المواطنين، بمخاطر الأمراض المناعية، التي تتطلب التتبع واليقظة من طرف المريض، وكذا الطبيب، فضلا عن خلق أرضية للتواصل بين المرضى والأطباء، والتشخيص المبكر لهذا المرض من أجل الاستفادة من العلاج، إلى جانب حرص البرنامج العلمي للمؤتمر للتعرف على خصائص استعمال الامينوغلوبيلين، عند الكبار في المغرب العربي، وذلك عن طريق الحقن تحت الجلد، هذه العملية التي يحرص الأطباء على تشجيعها، في ظل الغياب شبه التام للمراكز خارج المدن الجامعية. وأكد البروفسور بوصفيحة أن البرنامج يتضمن كذلك لقاءات وورشات تهم أمراض الالتهابات الذاتية، وتدبير أمراض ضعف المناعة الأولي، بالإضافة إلى الموائد المستديرة التي تهم ضعف المناعة الأولي في إفريقيا، والعلاج بالغلوبولينات المناعية في المغرب، والحصص العلمية المخصصة للمستجدات الطبية والبحثية.
وإلى جانب ماسبق فإن جمعية هاجر، الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال المصابين بضعف المناعة الأولي، تشارك في هذا المؤتمر بمجموعة من العروض الشفوية المختارة عن المرض، وتأطير ورشات لتكوين الممرضات للعلاج بـ «الامينوغلوبيلين»، المادة الضرورية لعلاج المرضى.
مرض وراثي يطال الأطفال

يعتبر ضعف المناعة الأولي، مرضا وراثيا يصيب الأطفال حديثي الولادة، ويسمى أوليا لأنه خلق معهم وليس مكتسبا كداء السيدا، وأوضح البروفسور بوصفيحة في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن الأطفال المرضى المصابين بهذا الداء تكون مناعتهم ضعيفة جدا ولايقوون على مقاومة الجراثيم، مبرزا أن نسبة المصابين بالمرض ترتفع بين مواليد زواج الأقارب، وبأن هذا المرض يُصنّف إلى نوعين أو مجموعتين كبيرتين، النوع الأول وهو خطير جدا وتكون فيه الإصابة على مستوى الخلايا المتحكمة في المناعة، إذ يكون الجسم مفتقدا لأدوات الدفاع المتمثلة في الكريات البيضاء، وتتمثل أعراضه أساسا في الإسهال، الحمى والتعفنات المتكررة في الرئة والأذنين، كما يتسبب في توقف النمو، وتظهر هاته الأعراض بشكل مبكر انطلاقا من 3 أو 4 أشهر الأولى من ولادة الرضيع، وتصل نسبة الأطفال المصابين به في المغرب إلى 30 في المئة، بينما في أروبا 5 إلى 10 في المئة.
أما النوع الثاني والذي هو أقل حدة من الصنف الأول، فالأطفال المصابين به يكونون بدون مضادات في الدم التي تدافع عن الجسم ضد الميكروبات، وتظهر أعراضه بعد ستة أشهر الأولى من عمر الرضيع، حين يفتقد كل المضادات التي اكتسبها من والدته خلال فترة حملها والتي تظل فعّالة إلى غاية هذا السن، وتشكل نسبة المصابين به 70 في المئة، ويبلغ معدل الحياة بدون علاج بالنسبة لهاته الفئة من المرضى ما بين 10و 20 سنة، وهو يؤدي إلى التهاب الرئة، الأنف والأذنين، ويصل الأمر إلى القصور الرئوي وصعوبة التنفس مما يؤدي في نهاية المطاف إلى الوفاة.وهذه العينة من المرضى هي التي تكون في حاجة إلى المضادات التي يتم تعويضهم إياها من خلال حقن مستخلصة من الدم، وهناك من تتطلب وضعيته الصحية ضرورة أن يحقن بحقنتين أو ثلاث أو أربعة وصولا إلى 8 حقن في الشهر، أخذا بعين الاعتبار أن العلاج يجب أن يتتبعه المريض طول حياته، ويمكنه في هاته الحالة أن يحيا حياة عادية وطبيعية.

أمل، كلفة وعلاج

أوضح البروفسور بوصفيحة، أنه بالنسبة للمرضى الذين هم مصابون بالنوع الثاني من المرض فتلزمهم المضادات التي يتم تعويضهم إياها من خلال حقن مستخلصة من الدم، والتي تبلغ كلفتها حوالي 1500 درهم، وهناك من تتطلب وضعيته الصحية ضرورة أن يحقن بحقنتين أو ثلاث أو أربعة وصولا إلى حتى 8 حقن في الشهر، مع ما يعني ذلك من كلفة مادية وجب توفيرها لهذا الغرض، خاصة وأن العلاج يجب أن يتتبعه المريض طول حيات..
أما بالنسبة للنوع الأول، فإن هذا المرض يتطلب من أجل العلاج الخضوع لعملية زراعة النخاع العظمي أو ما يعرف بمخ العظم، وفي حال عدم القيام بهذا التدخل الجراحي بشكل مستعجل فإن المريض/الطفل يفارق الحياة قبل بلوغه سن العامين.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 05/10/2017

أخبار مرتبطة

أكد على أن تعامل الحكومة مع القطاع ومهنييه يساهم في اتساع دائرة الغموض والقلق   أكد ائتلاف يضم عشر جمعيات

  أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس أنفوفاك المغرب، أن عدم ظهور بؤر وبائية تتعلق بمرض الحصبة في تراب جهة

لماذا لا يشمل حتى تلاميذ التعليم الخصوصي   في إطار مواصلة تنزيلها لورش التعميم التدريجي لتدريس اللغة الأمازيعية بسلك التعليم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *