حسن بحراوي ينجح في نزع هذا الاعتراف: الميلودي شغموم اختار قتل أبيه كي لا يشبه أحدا

لفت الروائي والكاتب الميلودي شغموم – في حوار أشبه بجلسة صداقة تستعيد نوستالجيا جميلة للبدايات والتوجهات والاختيارات الجمالية في الكتابة، جمعه بالقاص والروائي الوديع حسن بحراوي، ضمن فقرة «ساعة مع كاتب» على هامش المعرض الدولي للكتاب – الى أنه اختار منذ البداية التمرد على وصاية الأب الأدبي، فيما يمثل ردة فعل تجاه النماذج السائدة في الكتابة آنذاك والمتسمة بالتقليد والواقيعة، مشيرا الى أنه اختار رفقة كتاب جيله الاتجاه الى مخزون اللاوعي والتراث كمشروع تجربيبي في الكتابة، بالاضافة الى النهل من الثقافات الاخرى بما تمنحه وتفتحه من آفاق أرحب في الكتابة، مؤكدا في نفس الوقت أن كل جيل يعتبر نفسه رائد التجريب في مرحلته، وداعيا الكتاب الى ابتكار أساليب جديدة غير التجريب الذي لم يعد اليوم يقدم أية قيمة مضافة للأدب، وهي الدعوة التي وجهها للنقاد أيضا لحذفه من ممارساتهم النقدية.
حسن بحراوي، وفي تقديمه لتجربة الضيف الابداعية الخصبة، اعتبر أن شغموم ظهر في مرحلة فاصلة بين زمنين أدبيين مغربيين في نهاية الستينات ،مرحلة نهاية جيل عبد المجيد بن جلون عبد الكريم غلاب وبداية جيل شكري والخوري وزفزاف، وما عرفته هذه المرحلة من انتقال جذري على مستوى الكتابة، موضوعا وشكلا.
وبينما أكد حسن بحراوي أن تجربة شغموم الابداعية لازمت الاقامة في التجريب رغم عدم سقوطها في مطب التكرار، ما جعله كاتبا لا يشبه إلا نفسه، كما تميزت بغياب اليقين السردي وسيادة الاهتزازات الاجتماعية، وعدم الركون إلى التشخيص، نأى صاحب «آل الرندي» بنفسه عن اجترار نفس الأدوات الابداعية، مشيرا الى أنه يتوسل في كل عمل جديد بالمزج واللعب بكل الانواع الروائية، من خلال الاعتماد على الرواية التاريخية أو الرواية السيكولوجية، ما يكسب أعماله فرادة رغم إقامته الدائمة في التجريب، ليخلص الى القول بأن أعماله جميعها تتغيا الدفاع عن إنسانية الإنسان، والالتصاق بهموم وقضايا المغاربة.
وتطرق شغموم – من خلال الأسئلة الدقيقة والمستفزة لمسير اللقاء حسن بحراوي الذي أحاط بالتجربة الابداعية للضيف، مسلطا الضوء على مشروعه الأدبي المنفتح على الرواية والقصة والنقد والمستند الى رؤية فلسفية صادرة عن معرفة علمية دقيقة – الى مفهوم «قتل الاب»، مؤكدا أنه وكتاب جيله وجدوا أنفسهم بدون آباء، ما دفعهم الى تأسيس تعبيرات جديدة في الكتابة، قبل أن يستدرك أن الامر لا ينسحب على التعميم مقدما مثالا لذلك بالأديب الجزائري محمد ديب والمغربي محمد زفزاف اللذين أثرا بشكل كبير في مساره الابداعي.


الكاتب : ح.ف

  

بتاريخ : 11/02/2019