عباس بودرقة الشاهد الموثوق يتحدث: الفقيه البصري والشهيد محمود بنونة وجها لوجه…: تقدير متباين حول الشرط الثوري، وحِدَّة في المراسلات..

يبدو واضحا الآن، أن الخلاف بين أعضاء قيادة الحركة المسلحة لم يظهر بعد الثمن الباهظ للدخول المسلح لأبناء التنظيم. يتضح، بل على العكس من ذلك، فإن، الخلاف بين محمود بنونة والفقيه البصري، على وجه التخصيص، يعود على الأقل إلى سنتين قبل دخول محمود ومن معه مسلحين بزي عسكري عبر الحدود الشرقية، لفجيج..
ومن الوثائق الرئيسية في الكتاب، نجد الرسالة التي بعثها القائد الثوري بنونة إلى رئيسه ورفيقه في القيادة السياسية والعسكرية محمد الفقيه البصري، جوابا عن كتاب من هذا الأخير عثر فيه على فرصة لتسجيل موقف للتاريخ.
بعث الفقيه رسالة إلى محمود، يوم 12 يوليوز 1971، يعاتب فيها الفقيدعلى البطء في الحركة، حيث قال: «يظهر أن العمل يمشي ببطء رغم ما تتطلبه المرحلة من العكس»، وهو ما لم يستسغه الفقيد بنونة، أجاب عن رسالة من نقط محدودة بواحدة من أطول الرسائل، مع ما استوجبته من الدقة واليقظة.
والرسالة تحذوها روح قوية، والحاجة إلى أن توضح الأمور، كما كتب في إحدى فقراتها: «أملي أن تتمعن في كل ما جاء في هذه الرسالة وتوليها ما تستحق من عناية، إذ أنها تحتوي على بعض متطلبات التنظيم الضرورية. كان من الممكن أن تصلك في المغرب أو في أي مكان آخر. وإن قول الحقيقة المرة بكل بساطة ووضوح، بلا لبس وإبهام، طريقة من أجود طرق التوضيح وحل المشاكل وإني مقتنع بأنها من الأساليب الجدية لمخاطبة المسؤولين والمناضلين وجماهير الحركة تبين جدية الحركة وصدق أقوالها».
ومن منهجية محمود البارعة، هو أنه عمد إلى إعادة كتابة رسالة الفقيه إليه، ليضعه في سياقها المحدد، ويجيبه، ثانيا، عن كل نقطة على حدة..
*- يظهر أن العمل يمشي ببطء رغم ما تتطلبه المرحلة من العكس، وهو ما يجيب عنه محمود بنونة بالتالي: إن العمل يمشي فعلا ببطء رغم ما تتطلبه المرحلة من العكس. وذلك ليس هنا فقط ولكن أيضا في فرنسا وغيرها. وإن ذلك راجع لشكل تنظيمي؟ أما من جانبنا فسأتعرض إلى هذه النقطة من موضوع بن موسى وعبد السلام، وأما من جانب التنظيم بصفة عامة فإن العمل يمشي ببطء في الظروف الحالية بل أكثر ما يتعثر فكيف له أن يمشي بالسرعة التي تتطلبها الأحداث العارضة: إن الحقيقة المرة هي أننا لا نستطيع- مادمنا على شكلنا الحالي – أن نتحرك بسرعة الأحداث ونستفيد من الهزات التي يعيشها مجتمعنا»..
يلمح الفقيه إلى نوع من التساهل مع أعضاء التنظيم، أو هو يحمل ربما محمود بعض التساهل والتهلهل التنظيمي، كما يقول أهل اليسار..بقوله »يجب أن تكون الأداة مهيأة بأقصى ما يكون التنظيم والحزم«، ويرى محمد من واجبه أن يقوم بالأمور بشكل مخالف، بل يدافع فيه عن المناضلين، لا سيما الذين أفلتوا منهم من اعتقالات 1970، أو ما سمي بملف الغيغائي ومن معه، والذي قاد العشرات والمئات من المناضلين الاتحاديين إلى المعتقلات، كما كان وراء اختطاف أحمد بنجلون وسعيد بونعيلات من إسبانيا من طرف المخابرات المغربية.
محمود، يبدو جافا وقاسيا في الرد على الفقيه البصري:إنك تعرف الآداب المهيأة، فبالنسبة للرفاق الذين رجعوا من المغرب بعد الاعتقالات فإنهم مثال في الانضباط والامتثال بالإضافة إلى تكوينهم السياسي، مثلهم قبل رفاقنا الباقين في الشرق، وهم جميعا مناضلون أسمى من الأداة. أما بالنسبة للإخوان المراسلين وأصحاب العبور فإن استثنينا الأخ المعلم والإمام، فإن الأمر مختلط عندهم مابين عمل وطني وتهريب، ما بين طموح في الوصول ورغبة في الاستفادة.. وأحسن وصف أستطيع إطلاقه عليهم هو ليس هؤلاء الناس مناضلين مادام البقشيش هو الرابط، وأسلوب الترضية سائد وعقلية الولاء كامنة من نخاعهم، وما إلى ذلك من رواسب مجتمع الإقطاع.. إن كانت الضرورة تقتضي التعامل مع هؤلاء الإخوان فلذلك حدود، ولم يخدم نوعهم المنظمة بأمانة واستماتة مادام لم يصبح أحد مناضليها. إنهم في الحقيقة تربة خصبة لتكوين مناضلين أشداء في الميدان المسلح على أساس أن تقلب العلاقة معهم رأسا على عقب وأن تخطط لمقاييس النضالية الحقة.. وبعد هذين المجموعتين فليس هناك أداة أخرى يمكن التحدث عنها الآن. وإن كان هناك سبب لإثارة هذا الموضوع فأرجو توضيحه لأنني لم أدركه، أما الخلاف الأساسي، كما يظهر، فهو في تقدير الموقف، وثوريته الممكنة.
فهناك اقتضاب في تقدير الفقيه، ينم عن شعوره بأن الوقت مناسب للغاية لخوض المعركة ضد نظام يبدو منهكا قبل أن يسترجع أنفاسه، بقول إن ترك النظام يهتم باستجماع أنفاسه وبناء جهازه المختل والمنهار حاليا سيكون غلطة لا مثيل لها، لذا فالمطلوب عدم ضياع الوقت».
يرى محمود أن الأمر ليس بهذا التبسيط، وأنه أعقد من هزال مؤسساتي لدى النظام بقدر ما يطرح القوة الذاتية للتنظيم والمحركات الأساسية فيها.
بالنسبة لمحمود: حقا إن النظام تعرض لهزة عنيفة في جهازه وهو يتسابق مع الوقت لتدارك الحالة، وعدم تحركنا في هذا الوقت بالذات غلطة لا تغفر بل نحاسب عليها…، بماذا نواجه وكيف؟ انتظرت مكالمتك على أحر من الجمر في الوقت الذي كنت أرغب أكثر من أي رفيق أن تعطانا الإشارة لننطلق بشكل منظم ومنسق معك، بالنسبة لي أو لباقي الرفاق، فإن مرور الأحداث الأخيرة أمامنا ونحن عاجزين عن القيام بواجبنا خلف صدمة أعنف من الصدمة التي تركتها فينا حملة اعتقال رفاقنا سنة 70. ومن المؤكد أن المطلوب ليس هو عدم ضياع الوقت فقط ولكن إعادة تقييم الوضع من جديد وبسرعة وتحقيق الخطوات الأولى بسرعة من أجل بداية العمل، بل يجب أن يبدأ العمل. إن الذي يحول بيننا وبين العمل حاليا هو السلاح والعلاقة مع الداخل، لهذا يجب التعجيل بمهمة ليبيا لتزودنا بالسلاح، واستقدام الرفاق في الشرق».
في النقطة الثالثة عشرة، ينفجر النقاش أكثر، وتتسع الهوة وتزداد اللغة حدة ووضوحا، ومقابل الاقتضاب لدى الفقيه يسهب الفقيد بنونة في توضيح المهام وتأطيرها إيدولوجيا وسياسيا.
يقول الفقيه،» يجب الحرص على ألا يعلم كل واحد إلا بما يهمه فقط والكف عن استعمال مهمة الثقة مكان مهمة التنظيم من أجل إشاعة التفاؤل فقط«….
ويجيب محمود «أرجو أن تشير بوضوح إلى العناصر أو المهمات التي استعملت فيها مهمة الثقة مكان مهمة التنظيم من أجل إشاعة التفاؤل فقط حتى يتضح لي ذلك. أما في موضوع التفاؤل فإني لم ولن أخاطب أحدا إلا بما أنا مقتنع به، وكلما أعمله هو أنني أنفي جوانب الضعف والنقصان عندنا ولا أثير إلا الجوانب الموجبة، أو أتحدث عن الثورة كتحليل ليس إلا، أما إن كان المقصود هو تعاملي مع عبد لله فذلك في باب الاحتياط حتى أستفيد من معلوماته واتخذ قراري بناء على معلومات مسبقة وليس عن جهل.
أغتنم فرصة الرد على هذه الرسالة لأثير عددا من المواضيع كنت دائما أرغب في مناقشتها معك، ساعيا إلى توضيح جوانب أراها في النواقص الفائقة تنظيميا ونظريا أسلوبا وتعاملا.
إن أحداث 7/10 وما نتج عنها من وضع ناضج لخوض معركة الانتفاضة المسلحة، وعجز عن أخذ زمام المبادرة والاستفادة من عجز الحكم، ليست هي أول مرة نقف فيها متفرجين على الأحداث التي تهز المغرب…، إن تعثرنا في التحرك راجع للشكل تنظيميا.
– غياب القيادة المركزية الجماعية التي تعطي أضعاف ما يمكن أن تعطيه قيادة شخص واحد مهما بلغت عبقريته وطاقته على العمل الذكي المنهجي. وهذا الشكل من القيادة للحركة السياسية أو لقيادة الشعوب هو الشكل الصحيح والعملي وما عداه إنما هو مخالف لسير التطور والتاريخ ومصلحة الشعب.
إن المناضلين، بمختلف ميولهم، يطالبون بتحقيق هذه الخطوة وقد نضجت الظروف لتحقيقها في أقرب وقت، بشكل منظم وبالتزام، وليس بتوزيع المهام والمسؤوليات والقذف بالمسيرين في أعلى الشيء الذي أظهرعن خطورته، والمسؤوليات والمشاكل التي يخلقها. وما يتخبط فيه اليسار المغربي من تناقضات ليست إلا نتيجة مثل هذه الأساليب، التي تخلف قمما من الزعامات الفارغة والمتسلطة، لم أقصد تطبيق أسلوب الانتخاب الديمقراطي، إذا لم تقع الثورة بالانتخابات كما قال تروتسكي، وإنما أقصد بناء جهاز قيادي مركزي مسؤول عن التخطيط والتسيير والتوجيه من الكفاءات المخلصة المتوفرة.
غياب البرنامج السياسي الذي يعرف بأهداف الحركة ويشكل بديلا مقنعا لبرنامج الحكم الإقطاعي القائم وبديلا أيضا لبرامج الأحزاب السياسية المعارضة التي لم تتطور مع الأحداث. برنامج يوجه المناضلين ويوفر لهم مادة التحرك الدعائي لإثارة الكادحين والطبقة المتوسطة ضد الحكم. وموقف فقيدنا المهدي بن بركة من المطالبة بالبرنامج في الاختيار الثوري موقف غير صحيح، إن رفض الطلب بالبرنامج أو السكوت عنه لا يحل شيئا وإنما يخيب أمل السواد الأعظم من الإطارات ويترك الحركة ناقصة في أداة قوية لمواجهة الحكم. ولا يمكن الاعتماد فقط على الشعور أو السخط والاستياء ولا حتى الإرادة إذ أن هذا كله لا يشكل مضمون مبدأ أو شعار، إنما تحديد المبادئ في برنامج تتعهد الحركة بتطبيقه كبديل، وتفي بوعدها. هو سبب استثمار السخط والتذمر من الحكم للتعجيل بنهايته.
– غياب التنظيم الثوري الصلب بجناحيه السياسي والعسكري: لا يمكن لمن يصادق نفسه منا ويصادق الناس أن يدعي أن ما لدينا هو تنظيم سياسي ثوري صلب. فإن تنظيمنا ماهو بسياسي ثوري ولا هو بصلب، ليس بتنظيم سياسي ثوري. لأن لهذه العبارة مدلول طبقي وما ينتج عنه من إيديولوجية الطبقة الكادحة أي شكل تنظيم طليعتها التي تحقق التوعية السياسية وتعبئة الطبقة وتحقيق استسلام السلطة بالانتفاضة المسلحة أو الحرب الشعبية.
أما الجناح العسكري فإن اعتقالات 70 تبين أن أغلبية المعتقلين من الفلاحين، وهذه نسبة تعكس الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصحيح للبلاد، وتجعل من اختيار الحرب الشعبية الطويلة النفس اختيارا صحيحا، مع أن الشكل الذي نظم عليه الإخوان في البادية ظهر، حسب محاضر الشرطة وجلسات المحكمة، على أن فيه انحرافا، وعلى أن المسؤولين كانوا لا يدركون شكل العمل المطلوب منهج تحقيقه. أما ما تبقى بعد الاعتقالات فعدد من المناضلين لا جذور لهم وسط الجماهير المغربية، وهو الموجود بالخارج، والمبدأ الأساسي لحرب التحرير الشعبية يطعن في ذلك. وهذا الشرط يتوفر حاليا وتنظيميا في الأطلس، هذا هو الأمل الذي يبرق دوما أمامنا ويبقى الإمكانية الوحيدة التي تتوفر مبدئيا على الشروط الضرورية، والأمل هو أن لا يكون هذا الفرع من تنظيمنا »كورة ماء صابون«،هو أيضا، كما اتضح بالنسبة للكثير من الإمكانيات.
– غياب استراتيجية سياسية وعسكرية واضحة المصالح: إنما يربطنا هو اتفاق عام وهو بذلك غامض. إن مجرد إثارة هذا الموضوع مع المناضل أو المسؤول من بيننا تثير جدالا حادا لاختلاف المفاهيم. وليس الغرض هو توحيد المفاهيم فحسب، وإنما تزويد الجناح السياسي والجناح العسكري، على الخصوص، باستراتيجية محددة يلتزم بها الكل ويعمل على تحقيقها. تنظم مجهوداتنا وتوحدها وتجعل حدا للفوضى الفكرية والتنظيمية وتقطع الطريق عن التصرف الذاتي وتزود المناضلين غدا في ميدان المعركة بقوانين تحركهم.
وفي هذا الصدد فإن الاعتماد على أفراد منعزلين ليقوموا بوضع ما تحتاج إليه الحركة من برنامج وتخطيطات قد مورس وأظهر لنا من جملة ما أظهر أن المنتوج يكون دائما غير كاف ودون المطلوب، لذلك يجب اعتماد طريقة العمل الجماعي وبشكل منظم هنا أيضا. بشرط أن يحول ما يخطط إلى حيز التطبيق وأن لا يلقى به في رف من الرفوف.
أما ما نقوم به اليوم نظرا لواقعنا وأساليبنا فليس من الممكن أن نعتبره بداية العمل الثوري ولا حرب التحرير الشعبية. وإنما هو إشعال نارها، معنى هذا أن عملنا هو إثارة الأحداث وتحرك القوة المنظمة والقوية تسخر نتائج العملية لصالح طبقتنا، وبالتالي لن تكون هذه القوة من القوة الشعبية مادامت بعض الشروط لم تتوفر ومنها التغلب على النواقص التي أشرت إلى بعضها. من اللازم تهييء تحقيق هذه الشروط بمجرد ما تنطلق العملية في الجبال، فقط في هذه الحالة يمكن أن نعتبر أن العمل الذي نحن مقبلين عليه هو بمثابة إشعال نار الثورة أو حرب التحرير الشعبية؟ وإلا لن يكون سوى إشعال نار الفتنة وتمكين إحدى الشبكات المستغلة من السيطرة على السلطة.
وهذا الاحتمال له حظوظ كثيرة ليحدث. أما إن نجحنا في المحافظة على الاستمرارية، وهنا واجبنا، وأن نستمر بشكلنا الحالي فإننا نعمل سويا على تعويض حكم فاسد بما قد يكون أفسد منه.
لأن حركتنا قائمة على الولاء الشخصي في مختلف مستوياتها بدلا من أن تقوم على الارتباط العقائدي والتنظيمي والاختيار الحر المقنع، وقائمة على سلطة من الأساليب القديمة أغلبها من رواسب المجتمع الإقطاعي وأنا على استعداد لذكرها بتفصيل في غير هذا المكان. وإن كنا نلتزم بما يحلو لنا ترديده في مناشيرنا في اعتماد التحليل العلمي فيجب علينا عند تقديرنا لوضع من الأوضاع ووضع خطة من الخطط أن ننطلق في الوقائع لا من حيث الممكن، غير أن التحليل يبقى عندنا، وهو أسطورة وفي أحسن الأحوال، على تزيين به حركتنا، مادمنا نستعمل الصيغ المحفوظة، نردد كما هي، كباقي المنزلات السماوية تكون في أحسن الأحوال قادرة على إبراز أهداف عامة وبصفة تقريبية، وأخطر من هذا ترك المغالطات تروج بين صفوفنا بل وإثارتها.
لست أحاول هنا إعياء مسامعك بنصوص نظرية، إذ أن مرض الجملة الثورية، من أكبر العوائق، وإنما هي بعض الملاحظات أراها أساسية بل ومنها المبدئية، طلبت باجتماع لطرحها في إطاره بعد انتهاء مرحلة الشرق وقبل أن تقدم على مرحلة الدخول سنة 69، غير أن ذلك لم يحدث، وأعرضها عليك بكل وضوح بناء على اقتناعي بأن التنظيم الثوري الحقيقي هو إلى جانب انضباط أعمى وطاعة حديدية فإنه أيضا متفتح لدرجة تسمح بنقل الأفكار والإبداع في تيار مزدوج من القمة إلى القاعدة ومن القاعدة إلى القمة وهذه إحدى الضمانات الأولية ليكون التنظيم طليعة فعلية للطبقة الكادحة يعيش واقعا ويعيشه في زمنه وتعنيه مشاكله.
ليس غرضي محاولة للطعن أو النقد غير المسؤول، وإنما قصدي إثارة عدد من المتطلبات الضرورية التي لا مجال لتجنب تحقيقها والتي وعاها جل المناضلين ويطلبون بإلحاح تحقيقها.
وأخيرا فإن إثارتي لكل هذه المواضيع ليس وليد تفاعل نفسي أو عاطفي، لنتيجة أسلوب رسالتك إذ إن كنت تقصد بها التوبيخ، أو إن كنت ترى أني المسؤول عن «البطء في العمل» والتراخي«في ربط الاتصال وعدم الحزم والصرامة. فإني أرفض الرسالة عبارات ومحتوى، لأن ليس لكل هذا محل من الواقع والموضوعية مع علمي بأن النقد ضرورة تكوينية وتربوية. ضرورة إصلاح وتقويم. ليس المسؤول هو شخص، وإنما شكل التنظيم وأسلوبه، وإنما اخترت استعمال الفرصة التي تتيحها رسالتك لإثارة هذه المواضيع معك»….
من الطريف، أن أشياء من قبيل الشاذة والفاذة تطرح نفسها في خضم مشروع سياسي كبير..
والذين يظنون أن الأشياء الكبيرة قد تشغل الفاعلين عن تفاصيل الشاذ والفاذ، قد يفاجأون بهذا الحوار بينهما…
– المرحوم الفقيه البصري: من جهتي فهناك آفاق مهمة تتطلب التفرغ ومعنى هذا أن تكفوا عن استشارتي حتى في الجزئيات.
– الفقيد محمود بنونة: إني من أحرص الناس على أن تتفرغ لمهمة أهم مما تقوم به في باريس وقد فاتحتك كأحد من الرفاق في هذا الموضوع عدة مرات، وسأكون من الأولين الذين يحمدون لك تخليك عن الاهتمام بالجزئيات والتفرغ للمهام القيادية الفعلية، لكن من جهتى ومن جهة باقي أطراف التنظيم، سنظل مضطرين إلى طرح الجزئيات معك مادمت مشرفا على كل صغيرة وكبيرة. وإن راجعت المواضيع التي طرحتها عليك بجزئياتها فسترى أنها مرتبطة بك».


الكاتب : عبد الحميد جماهري

  

بتاريخ : 13/02/2020