في حوار مع أحمد لخليكي رئيس مولودية الداخلة : نعيش في أجواء مستقرة وهكذا تغلبنا على ظاهرة الشغب

جرت يوم الأحد الأخير بالملعب البلدي بمدينة الداخلة،مباراة الدورة الثالثة من بطولة القسم الوطني هواة جمعت بين مولودية الداخلة وشباب المحمدية، وتغلب فيها الأول بهدفين لهدف واحد. المباراة جرت في أجواء أعادت ذاكرة المتتبعين إلى تلك الأحداث الأليمة التي رافقت مباراة نفس الفريقين يوم 25 شتنبر من سنة 2011، حين تفجرت اشتباكات عنيفة خارج الملعب البلدي مباشرة بعد نهاية اللقاء الذي عرف هزيمة الفريق المحلي آنذاك أمام ضيفه شباب المحمدية بنتيجة ثلاثة لصفر.
في مباراة الأحد الأخير، وضع الجميع أياديهم على قلوبهم مخافة أن تتكرر تلك المشاهد التي وقعت سنة 2011، وحده سيدي أحمد لخليكي رئيس الفريق الصحراوي من كان على ثقة تامة بأن الأمر لن يتكرر، وأن مسببات تلك الأحداث لم تعد موجودة. كيف ذلك وكيف تم التغلب على ظاهرة الشغب؟ هذا ما تضمنه الحوار التالي مع رئيس مولودية الداخلة:

 
نتذكر جميعا ما وقع في 2011 حين سقط عدد كبير من الجرحى وفقد أشخاص حياتهم بعد نهاية مباراة فريقكم عند استقباله لفريق شباب المحمدية، هل مازلتم تتخوفون من تكرار تلك الأحداث؟

أبدا، نحن واثقون أنه لم يعد هناك من وجود لتلك الأسباب التي أدت سنة 2011 إلى تلك الأحداث المأساوية. يجب أن نعلم أنه في تلك الفترة كانت هناك عناصر مغرر بها «انفصالية» مسخرة تحاول إشعال الأوضاع الأمنية بالمدينة.كانت تلك العناصر تستقر ببعض الأحياء وتنشط في خلق التشويش وزعزة الاستقرار وكانت فعلا وراء اندلاع اشتباكات عنيفة في مدينة الداخلة، مباشرة بعد نهاية المباراة، وللأسف نتذكر أن تلك الاشتباكات كانت أسفرت عن إصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة، و سقوط قتلى.
مباشرة بعد تلك الأحداث، اشتغلنا في مدينة الداخلة، بتعاون مع كل الجهات الرسمية والمدنية، على التغلب على ذلك التباعد الذي كان يجثم على المجتمع المدني بالمدينة. وبكل صدق، اجتهدت الدولة والجماعة الحضرية وجمعيات المجتمع المدني بشكل كبير في الموضوع، كما انخرطت الجمعيات الرياضية في ذلك، وفي فريقنا مولودية الداخلة، وأقولها بوضوح، فتحنا أبواب الفريق لأبناء تلك الأحياء التي تستقر فيها تلك العناصر المغرر بها، بتوجيه يشكر عليه علي سالم الشكاف ابن المنطقة، الذي سبق أن كان لاعبا متميزا حمل قميص المولودية، والذي يشغل اليوم منصب عامل عمالة المحمدية، الذي نصحنا بفتح الطريق لتلك العناصر لتلج أبواب الفريق وتتشبع بقيمه الرياضية والانتمائية. وزاد بأن بدأ يستضيف الفريق الصحراوي قبل بداية كل موسم رياضي بجميع مكوناته ومنخرطيه ومستخدميه في مدينة المحمدية ويتكلف بمصاريف إقامة الفريق من ماله الخاص، إلى أن حصل ذلك الاندماج الإيجابي ونجحت تلك العناصر المغرر بها في التخلص من كل الأفكار الانفصالية وعادت لرشدها.

ما موقع فريقكم من كل هذا الاستقرار الذي تعيشه مدينة الداخلة اليوم وما تشهده من متغيرات إيجابية؟

صحيح، نحن سعداء بما عرفته الداخلة من متغيرات إيجابية وعلى كل المستويات.رياضيا، نعيش استقرارا وتوازنا بشريا وماديا، وذلك بفضل الدعم الكبير الذي يقدمه أبناء مدينة الداخلة وأعيانها وكذا ما تقدمه الجماعة الحضرية ورئيسها وكل الجهات المسؤولة في الإقليم. نعتمد بشكل كبير على لاعبين من أبناء الداخلة والقبائل المجاورة لها، وقد نجحنا في خلق فريق ستكون له كلمته في منظومة الكرة الوطنية مستقبلا.
ماديا، تسير الأمور بشكل سليم ومتوازن، ولاعبونا يتسلمون مستحقاتهم في الآجال المحددة، وكل الظروف جيدة ليقدموا أفضل المستويات التي تليق ببطولة القسم الوطني الأول هواة، التي أعتقد أنها ستكون صعبة للغاية هذا الموسم نظرا لوجود فرق عديدة لها تاريخ وصفحات مضيئة في كرة القدم الوطنية.

من ترشح من الأندية للصعود للبطولة الاحترافية؟

بالنظر لما يتوفر عليه فريق شباب المحمدية من لاعبين لهم خبرة وتجربة وعدد منهم سبق له حمل قميص فرق القسم الأول الاحترافي، إلى جانب ما يتوفر عليه، كما سمعنا وكما تشير كل الأخبار، من إمكانيات مالية ولوجيستيكية، فأرى أن الفريق الفضالي يبقى من أبرز المرشحين للصعود بالرغم من هذه البداية المتعثرة التي انطلق بها في البطولة.


الكاتب : حاوره: عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 11/10/2018