منتدى أمن إفريقيا بالرباط يناقش الأمن المعلوماتي بمشاركة ممثلي 50 دولة

حجم سوقه ناهز 114 مليار دولار في العالم خلال العام الحالي

تحتضن الرباط خلال الفترة ما بين 21 و23 نونبر الجاري دورة 2018 ل “منتدى أمن إفريقيا”، والذي سيعرف هذه السنة مشاركة أزيد من 400 خبير ومتخصص من 50 دولة حول العالم. وينعقد الملتقى هذه السنة تحت شعار “محاور التعاون الدولي في مواجهة تهديدات القرن الواحد والعشرين”، وهو من تنظيم مركز الأبحاث والدراسات الجيواستراتيجية “أتلانتيس” الذي أسسه الخبير الأمني المغربي إدريس بنعمر، بشراكة مع المنتدى الدولي للتكنولوجيات الأمنية “فيتس” بباريس.

وتحتل إشكاليات الأمن المعلوماتي ومواجهة الإجرام الإلكتروني مكانة بارزة، إلى جانب مواضيع الهجرة والتنمية ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، ضمن جدول أعمال المنتدى، وذلك نظرا للنمو القوي لهذا القطاع في إفريقيا والعالم. فقد بدأت القارة الإفريقية بدورها تعرف عمليات قرصة نوعية وكبيرة الحجم، بالإضافة إلى انتشار الإرهاب الإلكتروني، حيث أصبح الأنترنيت على رأس أولويات الجماعات الإرهابية التي تستغله لنشر التطرف العنيف وتجنيد المقاتلين والإرهابيين والخلايا النائمة، وإعطاء توجيهات في كيفيات تنفيذ العمليات الإرهابية والصناعة التقليدية للمتفجرات.
وبرزت في الفترة الأخيرة على الخصوص عمليات القرصنة التي تعرضت لها جنوب، خاصة سرقة قواعد بيانات حكومية على إثر هجوم من طرف مجموعة من الهاكرز في 2016، والتي أسفرت عن نشر البيانات الشخصية لنحو 64 ألف شخص ومعطيات مزعجةعن مسؤولين كبار وشركات، ونشر المهاجمون بيانا أوضحوا فيه أن العملية نفذت في سياق الاحتجاجات على السياسات الحكومية. خلال نفس السنة نفذت مجموعة أخرى من الهاكرز عملية قرصنة بنكية مكنتهم من السطو على مبالغ مالية ناهزت 11 مليون يورو.
وعلى الصعيد العالمي، قدرت شركة غارتنر الأمريكية للاستشارة والدراسات حجم السوق العالمية لأمن المعلومات تترقب 114.1 مليار دولار خلال العام الحالي، بزيادة 12.4 في المئة.
وأشارت الشركة إلى هيمنة الخدمات على هذه السوق والتي مثلت 58.9 مليار دولار، وذلك في سياق اللجوء المتزايد للشركات لخدمات الاستشارة من أجل المطابقة مع متطلبات النظام العام لحماية المعطيات الذي دخل حيز التنفيذ خلال شهر ماي الماضي، وتزايدالدراسات والتجارب التي تجريها الشركات على أنظمتها الإلكترونية بهدف الوقاية من عمليات القرصة ومخاطر الجريمة الإلكترونية، واكتشاف العيوب الأمنية لأنظمتها المعلوماتية، إضافة إلى دخول العديد من الشركات في مخططات للتحول الرقمي في أفق 2020.
وأشارت غاردنر إلى تزايد عدد الهجمات النوعية والكبيرة للإجرام الإلكتروني، من قبيل البرنامج (Wannacry) الذي ضرب في مايو 2017 أزيد من 300 ألف جهاز كمبيوتر في 150 بلدا في أكبر عملية قرصة معلوماتية في التاريخ بهدف المطالبة بفدية، كما أشارت إلى الارتفاع المقلق لعدد ونوعية عمليات سرقة المعطيات، مثل عملية اختراق قاعدة بيانات شركة (Equifax) لتنقيط الديون الخاصة، والتي تضم سجلاتها معطيات عن نحو 800 مليون شخص و88 مليون شركة عبر العالم.
وتوقعت الشركة كذلك أن تواجه سوق الأمن المعلوماتي مستقبلا نقصا كبيرا في الكفاءات، بسبب ندوة المتخصصين في وقت يزداد فيه الطلب من طرف الحكومات والشركات والمؤسسات، الشيء الذي سيرفع بقوة مستوى الأجور في هذا المجال.
أما بخصوص الحلول الأمنية لأنظمة المعلومات، فقدرت الشركة الأمريكية حجم مبيعاتها حول العالم خلال العام الحالي بنحو 55.2 مليار درهم، منها 14.1 مليار دولار في تجهيزات حماية البنيات التحتية، و12.4 مليار دولار في تجهيزات حماية الشبكات، و9.7 ملياردولار في نظم تدبير التعريف المستخدم وإجراءات ولوج الأنظمة المعلوماتية ، و6.3 مليار دولار في برامج الأمن الواسعة الانتشار كمضادات الفايروسات وبرامج الحماية الشاملة لأجهزة الكمبيوتر


الكاتب : مواسي لحسن

  

بتاريخ : 06/11/2018