أحد أكثر العلاجات البيولوجيّة فعالية : العلاج المناعي يشكّل ثورة في علاج مرض السرطان

كيف هي وضعية السرطان اليوم في المغرب؟

يسجل المغرب  سنويا 40.000 إصابة جديدة بالسرطان، في الوقت الذي يبلغ عدد الأشخاص المصابين بالسرطان، الذين يتم التكفل بهم حاليا 200 ألف مصاب. ويعتبر سرطان الثدي هو النوع الأكثر انتشارا لدى النساء بنسبة 36 % ، فيما يعد سرطان الرئة الأكثر انتشارا لدى الرجال بنسبة 22 % ، يليه سرطان البروستات بنسبة 12.6 %.
المرض يعرف انتشارا واسعا ويوميا يتم اكتشاف مرضى جدد، فما هي أسباب ذلك في نظركم؟

السرطان ينتج عن عوامل مختلفة  ومتكاملة وليس هناك سبب واحد للإصابة بالسرطان، ولاتزال أسباب الإصابة بالسرطان مجهولة في العديد من الحالات، فقد تمكن العلماء من تحديد عدة أسباب وعوامل تساهم بشكل كبير في ظهور خلايا سرطانية، من قبيل تدخين التبغ والتلوث التي هي تعد أمثلة للعوامل المسرطنة التي قد تسبب إصابة بعض الأشخاص بمرض السرطان، بالإضافة إلى تناول الأطعمة غير الصحية، البدانة، الاستعداد الوراثي/الجيني، التعرض غير الآمن للمواد الملوثة أو للنشاط الإشعاعي، فضلا عن التعرض لفترة طويلة لأشعة الشمس المباشرة دون وقاية الذي يعتبر أحد عوامل الخطورة للإصابة بسرطان الجلد.
هل بالضرورة المريض المصاب بالسرطان هو محكوم بالموت، أم أن هناك علاجا يمكنه أن يشفي بشكل نهائي؟

بطبيعة الحال لا ، في الوقت الراهن العديد من أنواع السرطانات يمكن السيطرة عليها وعلاجها بشكل كامل خصوصا مع التطور الكبير في طرق العلاج وتوفر أدوية جد فعالة، كما هو الشأن بالنسبة للعلاج الجراحي إذ تقوم الجراحة في مبدئها على استئصال الورم السرطانيّ من جسم الإنسان على يديّ طبيب جرّاح، علما أنه توجد العديد من الطُرق الجراحيّة المختلفة التي يمكن استخدامها في هذه الحالة.
وإلى جانب ذلك هناك العلاج بالأشعة الذي يعتمد على استخدام جرعات عالية منها لقتل الخلايا السرطانيّة وتقليص حجمها، حيث تعمل الأشعة على إتلاف الحمض النوويّ الخاص بالخلايا السرطانيّة وإبطاء نموّها ثم القضاء عليها.
وهناك العلاج الكيميائي الذي يعتمد على استخدام الأدوية لقتل الخلايا السرطانيّة، إذ يقوم هذا العلاج على إيقاف نمو الخلايا السرطانيّة التي تتميّز بسرعة انقسامها، كما يساعد استخدام العلاج الكيميائيّ على تقليل فرصة عودة نمو الورم، وتخفيف أعراضه، وتقليص حجمه

منحت جائزة نوبل للصحة هذه السنة لطبيبين اثنين ياباني وأمريكي لمجهوداتهما العلمية في مجال محاربة السرطان، فما هو المستجد الطبي الذي كشفا عنه، وما المقصود بالعلاج المناعي؟

العلاج المناعيّ هو أحد أنواع العلاجات البيولوجيّة ومن أكثرها فعالية ويعتمد على استخدام مواد مصنوعة من الكائنات الحيّة لعلاج السرطان، ويقوم مبدأ العلاج المناعيّ على مساعدة جهاز المناعة على محاربة السرطان، ويُقسم العلاج المناعيّ إلى نوعين رئيسيين، الأول يقوم على مساعدة الجهاز المناعيّ على مهاجمة الخلايا السرطانيّة بشكلٍ مباشر، والنوع الآخر يقوم على تعزيز مناعة الجسم بشكل عام ممّا يساعد على القضاء على الخلايا السرطانيّة.
كلمة أخيرة؟

إن علاج السرطان يعرف تطورا كبيرا كما هو الشأن بالنسبة للعلاج الموجّه الذي يقوم على استهداف التغييرات التي تطرأ على الخلايا السرطانيّة وزراعة الخلايا الجذعية، ويبقى أحسن علاج هو الوقاية باعتماد غذاء متوازن وممارسة أنشطة رياضية والحرص على تجنب مسببات السرطان.

 

طبيب مختص في السرطان الوراثي والعلاج الموجّه، دكتور في البيولوجيا الوراثية.


الكاتب : حاوره: وحيد مبارك

  

بتاريخ : 12/10/2018