أكادير: الندوة الوطنية حول الجهوية المتقدمة تضع لمسات معالم التنمية المجالية بجهة سوس ماسة

 

وضعت الندوة الوطنية حول الجهوية المتقدمة التي افتتحت أشغالها، صباح يوم الخميس 15 مارس2018، لمسات معالم التنمية المجالية بجهة سوس ماسة، بعد أن قدمت تشخيصا دقيقا للوضعية الحالية والخصاص الذي تعاني منه هذه الجهة المكونة من عمالتين وأربعة أقاليم.
وركزت كلمات المتدخلين، في هذه الجلسة الافتتاحية في الندوة الوطنية المنظمة تحت شعار»الجهوية المتقدمة رافعة للتنمية المستدامة»،على النموذج المغربي للجهوية المتقدمة الذي ترومه الدولة، سواء في تدبير القطاع العمومي أو تنمية المجال أو وضع أسس اقتصادية قوية أو إصلاح المؤسسات ونهج سياسة الحكامة الترابية .
وفي هذا السياق أكدت كلمة والي جهة سوس ماسة أحمد حجي، على ضرورة الإصلاح المؤسساتي والحكامة الترابية لتحقيق الجهوية المتقدمة، من خلال تحديد آليات الشراكة بين السياسات العامة والمحلية، والتنسيق بين الفاعلين المحليين والمركزيين وغيرها.
وألح أيضا على ضرورة مراعاة عدد من القواعد منها: مراعاة التوازن بين الجهات والأقاليم مع الأخذ بعين الاعتبار المؤهلات الطبيعية وترسيخ مفهوم التضامن بين الجهات لتحقيق التنمية المندمجة والمسؤولة.
مضيفا أن هذا الورش ضخم للغاية يتطلب انخراط كل الفاعلين من خلال التحلي بروح المسؤولية ومواكبة مختلف مراحله بما يلزم من التعبئة والإقناع، مع نهج سبل الحوار والتواصل لاستثمار الإمكانات الهائلة التي تتوفر عليها هذه الجهة، مع قدرة هذه الجهات على تحمل المسؤولية في تجاوز العقليات القديمة والانخراط في الدينامية الجديدة والتعالي عن الصراعات والقطع مع أساليب التهاون وكل التصرفات التي كانت السبب في كثير من الاختلالات المسجلة سابقا.
ومن جانبه شدد نائب رئيس المجلس الجهوي لسوس ماسة عبد الجبار القسطلاني،على كون الجهوية المتقدمة ليست غاية في حد ذاتها، ولكن وسيلة لتحقيق التنمية وبلورة استراتيجية تنموية لخلق الثروة وضمان التنمية وتقوية جاذبية المجال الترابي وتقوية تنافسيته وتشجيع توطين الأنشطة الاقتصادية.
لكن هناك تحديات يجب تجاوزها، يضيف نائب الرئيس، منها عدم تفعيل أسلوب اللامركزية، وتدقيق بعض الاختصاصات تجنبا للتأويلات، فضلا عن عدم كفاية الموارد المالية المرصودة من طرف الدولة اعتبارا لانتظارات المواطنين الكثيرة. واعتبر رئيس جامعة ابن زهر الدكتور عمر حلي، الجهوية المتقدمة من الأولويات التي يجب أن تقدم الجامعة بشأنها مقترحاتها، مشيرا بهذا الخصوص، إلى أن جامعة ابن زهر ستنظم ندوة دولية حول الجهوية شهر ماي المقبل، مؤكدا أنها مستعدة لأن تكون مع الجهوية وأن تستفيد وتفيد في هذا الإطار.
أما محمد عبد الرحمان برادة، مدير نشر «دفاتر جهوية»، فقد أشار في كلمته إلى أن جهة سوس ماسة جهة رائدة، وتحتل الدرجة الأولى في عدد من القطاعات، مشيرا إلى أن «دفاتر جهوية» ضمنها عدد من المعطيات التي تخص الجهة، من خلال التعريف بها والتعريف بما تختزنه من موروثات ثقافية مهمة.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن الندوة الوطنية حول الجهوية المتقدمة بأكادير التي ينظمها مجلس جهة سوس ماسة تأتي في سياق تكريس جهود التواصل مع مختلف الفعاليات بالجهة وتماشيا مع ورش تنزيل أمثل للجهوية المتقدمة، كما تأتي أيضا ضمن سلسلة ندوات عبر جهات المملكة تحط الرحال بمحطتها الثانية بجهة سوس ماسة.
كما ساهم نخبة من الأساتذة الباحثين والجامعيين والخبراء فضلا عن المنتخبين في إثراء هذه التظاهرة العلمية من خلال مداخلاتهم القيمة حول الجهوية بالمغرب وذلك على ضوء مشروع»دفاترالجهوية»الذي أبرز تفرد المشروع المغربي في مجال الجهوية لبسط الطريق نحو سن ثقافة ديمقراطية القرب في تسيير الجهات.


الكاتب : عبد اللطيف الكامل

  

بتاريخ : 17/03/2018