اعتقال العشرات وإصابة 32 شخصا من القوة العمومية خلال مباراة الجيش الملكي و نهضة بركان.. الاعتداء على رجال الأمن وتخريب ملعب الأمير مولاي عبد الله

عرفت المباراة التي جمعت بين الجيش الملكي ونهضة بركان، برسم مؤجل الدورة 22 من الدوري الاحترافي، عودة مجموعة من الأحداث إلى مدرجات “الكورفاتشي” التي أعادت إلى الأذهان، الكثير من المشاهد المأساوية البعيدة كل البعد عن التشجيع الرياضي المشبع بالروح الرياضية. فتحولت المدرجات إلى ساحة للعنف ضد رجال الأمن ورجال القوات المساعدة.
وقدر كل من تابع المباراة طريقة احتجاجات مجموعة “الكورفاتشي”، التي غادر أفردها المدرجات وخرجوا احتجاجا على نتائج الفريق والكثير من قرارات الإدارة، ثم عادوا إلى مدرجات “المكانة” في سلوك حضاري، ذكرنا بتلك الحركة التي كان أبدعها “إلتراس “حلالة بويز”، بعدما طفح بهم الكيل بسبب تواضع فريقهم النادي القنيطري، حيث غادروا الملعب ثم عاودوا إليه فيما بعد.
ولم ترتسم هذه الصورة الحضارية، في أذهان كل من تابع أطوارها،حتى بدأت مشاهد أفلام الرعب والعنف تتوالى فوق المدرجات متسارعة، وبشكل خطير جدا.
وغادر مشجعو الجيش الملكي، المنتمين إلى مجموعة “الكورفاتشي”، والتي اندمج فيها كل من ألتراس “بلاك آرمي” وألتراس عسكري”، المدرجات وتواجهوا مع رجال الأمن، مستعملين كل ما يمكن أن يستعمل كسلاح خطير، في مواجهة مواطنين مغاربة، مهمتهم حفظ الأمن.
واقتلع جمهور الجيش الملكي الكراسي وحولها إلى مقذوفات، خاصة وأن المواجهة أصبحت وجها لوجه، كما انهالوا على رجال الأمن رشقا بالحجارة.
ولم يكتف جمهور الجيش الملكي بذلك، بل اقتلع الأغطية الحديدية لمجاري المياه وراح يرمي بها رجال الأمن ورجال القوات المساعدة، وكأنهم في مواجهة عدو يريد بالبلد شرا.
المواجهات الخطيرة بين المشجعين ورجال الأمن تسببت في إصابات خطيرة في صفوف الطرفين، وقد تدخلت سيارات الإسعاف لنقل المصابين، حيث بلغ منهم في صفوف رجال الأمن أكثر من 32 شخصا.
وعلمنا بأنه قد تم اعتقال مجموعة كبيرة منهم، كما تم تصوير العديد منهم من طرف رجال الأمن، التابعين للاستعلامات العامة، وهو ما سيترتب عنه العديد من الاعتقالات، وبالتالي العديد من المحاكمات، علما بأن هذه ليست المرة الأولى، التي يعتقل فيها أفراد من جماهير الجيش الملكي.
وستجد إدارة الفريق العسكري، نفسها مرغمة على أداء مبالغ مالية لتعويض الكراسي المحطمة، والخسائر التي تكبدها المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله.
ودفعت الأحداث الخطيرة بحكم المباراة توفيق كورار إلى توقيف المباراة، كإجراء احترازي لحماية اللاعبين، وكان مفروضا عليه مغادرة الملعب،خاصة وأن المواجهات كانت قريبة من رقعة الملعب، لأن استعمال الحجارة في المواجهة كان يمكن أن يصيب بعض اللاعبين من الفريقين معا.
بذكر بأن إدارة فريق الجيش الملكي كانت دائما ضحية سلوك جمهورها العنيف، الذي تسبب في أدائها عشرات الملايين من السنتيمات، بسبب الغرامات المالية التي فرضتها اللجنة التأديبية، جراء استعمال الجماهير العسكرية للعديد من الوسائل الممنوعة كالمفرقعات والشهب الاصطناعية و”الفوموجين” إضافة إلى تكسير الكراسي.
ويعتبر الجيش الملكي الفريق الأول من حيث تسديد الغرامات، التي كثيرا ما تضاعفت بسبب توافر حالة العود.


الكاتب : عبد المجيد النبسي

  

بتاريخ : 19/04/2019