الخبير الدولي، مصطفى أحشوش، يؤكد أن تداعيات كرونا على الطائرة الوطنية ستلمس خلال الموسم القادم

قال مصطفى أحشوش، المدير التقني السابق لجامعة الكرة الطائرة والخبير الدولي، المعتمد لدى الاتحاد الدولي، إن تداعيات وباء كورونا المستجد لن تفلت منها الرياضة المغربية، على غرار ما تشهده الساحة الرياضية الدولية، لكن حجم التأثير على البطولة الوطنية سيكون محدودا، بحكم أن مباريات «البلاي أوف» لعبت جلها، ويمكن تدارك ما تبقى بعد انتهاء هذا الوباء، حيث سيكون بإمكان الجامعة برمجة ما تبقى من المباريات خلال شهر يونيو، وتنهي البطولة وكأس العرش بشكل عادي .

وأضاف أحشوش، في اتصال هاتفي مع الجريدة أن الكرة الطائرة الوطنية ستتأثر جراء هذا التوقف المفاجئ وقلة عدد المباريات، الأمر الذي سيعود سلبا على الفرق والمنتخبات الوطنية، وهو مشكل تعاني منه اللعبة منذ مدة، لكن مع هذا الفيروس الخبيث ستتفاقم الأمور أكثر.
واستدرك أحشوش قائلا إنه إذا كان التأثير محدودا بالنسبة للبطولة الوطنية، والتي قد تتدارك الأمر سواء بالنسبة للكبار أو الفئات العمرية الأخرى، فإن التأثير سيكون واضحا ووخيما على المردود البدني والتقني للاعبين، الذين ستتراجع لياقتهم البدنية، سيما وأن جل الفرق تفتقد معدين بدنيين يمكنهم أن يتواصلوا مع كل لاعب على حدة قصد مواصلة التداريب والحفاظ على منسوبهم اللياقي، مع العلم بأنه حتى في الظروف العادية نجد فرقا تعاني من أجل إيجاد قاعات للتداريب بصفة رسمية .
ويضيف أحشوش أن عدد مباريات لاعبي البطولة الوطنية محدود، وكما يعلم الجميع فإن تطوير تقنيات اللاعبين تلزمها مباريات كثيرة، لصقل المواهب وتفادي الأخطاء، وبالتالي قد يتأثر المردود التقني للمنتخبات الوطنية بكل فئاتها .
واعتبر الخبير الدولي في رياضة الكرة الطائرة، أن الانعكاس السلبي لن ينحصر على المردود البدني والتقني للاعبين، بل سيطال كذلك حتى جيوب بعض اللاعبين، وإن لم أقل جلهم، لأن العديد منهم له مدخول واحد هو الراتب الذي يحصل عليه من الفريق.
وناشد أحشوش رؤساء الفرق بمواصلة أداء رواتب اللاعبين، حتى يخففوا معاناتهم، علما بأن بعض اللاعبين يعانون في هذا الجانب حتى قبل هذا الوباء.
وتمنى أحشوش لو أن الفرق الوطنية تقتدي بالفرق الأوربية، التي تتابع لاعبيها بواسطة معدين بدنيين وتقنيين عن بعد، عبر وسائل اتصال متطورة لمواكبتهم، لكن المعاناة المالية التي تعيشها جل الفرق الوطنية تجعل تحقيق هذا الأمر صعبا.
وشدد أحشوش على أن تأثر المنتخبات الوطنية سيكون يسيرا، بحكم أن الاتحاد الدولي أجل كل التظاهرات، كما أن الإقصائيات الإفريقية في كافة المنافسات تأجلت، مما يسمح للجامعة بتسطير برنامج تحضيري تبعا لهذه المستجدات. وتوقع أحشوش أن يكون لهذا التوقف عواقب كثيرة، خاصة على الفرق الكبرى التي تستفيد من الإقبال الجماهيري والعلامات التجارية الكبرى وكذلك النقل التلفزي، مما يؤثر سلبا على مداخيلها، بعدما اتخذ الاتحاد الدولي للعبة، باستشارة غالبية الاتحادات المحلية على تجميد كل الأنشطة، سواء على مستوى الدورات التكوينية أو الدوريات القارية، علما بأن الفرق الكبرى لازالت تعد لاعبيها بدنيا وتقنيا وبصفة اعتيادية، وذلك عبر المباشر بفصل وسائل الاتصال المتاحة، لكن الخسارة جد كبير لعدد من الفرق والاتحادات فمثلا الفرق الإسبانية للكرة الطائرة فقدت لحد الساعة ما يقارب المليار أورو.
وتبقى علامة الاستفهام مطروحة حول وضعية ما بعد كورونا، التي من المنتظر أن تعرف عدة تغييرات واتخاذ قرارات حاسمة من طرف الاتحاد الدولي والاتحادات القارية لمواكبة وتدبير مرحلة ما بعد الوباء رياضيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا.
ووجه أحشوش نداء إلى جميع المغاربة باحترام القرارات التي سنتها السلطات العمومية، متمنيا مرور هذه المرحلة على أحسن حال وعودة الحياة إلى ما كانت عليه.


الكاتب : سعيد العلوي

  

بتاريخ : 07/04/2020