الدار البيضاء: الجريمة بسيدي مومن.. أسباب وتساؤلات

عرف حي سيدي مومن بتراب عمالة مقاطعات البرنوصي بالدارالبيضاء ، والذي يبلغ عدد سكانه 454779 نسمة، مساحته تقدر ب: 9,26 كلم مربع وكثافته السكانية 17298 كلم مربع، في الآونة الأخيرة ، على الخصوص شهري غشت وشتنبر من السنة الجارية 2017، ارتفاعا ملحوظا لحالات الإجرام ، تختلف فيها الأسباب والحيثيات والنتيجة واحدة وهي ا»لتشرميل والكريساج» وصولا إلى جرائم القتل التي تثير القلق والتساؤلات، منها ماهو عائلي نذكر منها جريمة قتل الأخ لأخيه الأكبر بتاريخ 27 غشت 2017، وكذا قتل زوج لزوجته بأناسي أواخر شتنبر، ومنها ما يدخل في إطار تصفية حسابات خاصة: جريمة قتل أحد الباعة الجائلين لآخر اعتاد الاعتداء عليه باستمرار حيث كان الضحية مبحوثا عنه ومحط العديد من الشكايات الرسمية بالمنطقة بتاريخ 11 شتنبر2017، وصولا إلى الجريمة التي اهتزت لها الساكنة والمتمثلة في قتل تلميذ أمام ثانوية بسيدي مومن من طرف شاب يافع غير متمدرس وله سوابق إجرامية في تخريب الممتلكات والسرقة والاغتصاب بتاريخ 13 شتنبر2017، وهي الأحداث التي تعاقبت في أماكن متفرقة بالمنطقة وجعلت الكثير من الساكنة يفكر بجدية في مغادرة المنطقة؟
وللاقتراب من بعض الظروف والأسباب المرتبطة بحدوث الأفعال الإجرامية السالف ذكرها، كان لنا اتصال بالدكتورة حنين زهرة نائبة الشبكة الجمعوية لمحاربة المخدرات وطبيبة رئيسية للمركز الصحي أناسي، والتي اعتبرت الظاهرة ذات علاقة مباشرة بتعاطي المخدرات بشكل عام، مطالبة ، في نفس الوقت، بضرورة القيام بمجموعة من الحملات التحسيسة والتوعوية في الموضوع، والتي تستهدف الشباب بشكل عام والأطفال بشكل خاص، وكذا القيام بالعديد من الندوات والعروض، مضيفة أن من خلال تجربتها بالمركز الصحي أناسي واجهت مجموعة من الشباب الذي يتعاطى لعدة أنواع من المخدرات، ولاحظت بشكل كبير أن السبب الرئيسي لهذه الظاهرة هو الأسرة بشكل عام لعدم القيام بدور المتابعة والمراقبة الفعلية للأبناء، ومشكل منظومة التعليم ، وغياب مراكز للاستماع والتوجيه لمعالجة المدمنين، زيادة على غياب مجموعة من المرافق الرياضية والرفقة السيئة التي تلعب الدور الأساس في هذه الظاهرة..، محملة المسؤولية كذلك إلى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة التي من المفروض أن تلعب دورا محوريا في توعية الشباب، ومسؤولية السلطات المركزية المختصة في وضع مخطط استعجالي من شأنه التقليص من وتيرة هذه الظاهرة…
في السياق ذاته، فقد صرح عبد الواحد الزمزامي المدير الإقليمي لوزارة الصحة بخصوص تاريخ افتتاح مركز حماية الإدمان بجوار مستشفى القرب بسيدي مومن، والذي تبلغ مساحته 1000 متر مربع، والممول من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن، بـأنه سيتم افتتاحه رسميا شهر رمضان المقبل من سنة 2018.
الفاعل الجمعوي ورئيس فرع الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان بالدارالبيضاء عبد الحق الناجي، أكد من جهته أن من بين أهم أسباب تفشي ظاهرة الإجرام بالمنطقة، «عدم تحمل المؤسسة المنتخبة مسؤوليتها، استمرار تفريخ دور الصفيح بشكل مفاجئ ، البطالة التي تشكل العائق الأساسي بالنسبة للمواطنين وخصوصا الشباب بصفة عامة، انعدام المرافق العمومية الضرورية لتحقيق الكفاءة الذاتية كدور الشباب وجمعيات المجتمع المدني، التي أخذت الكثير في وقت كانت النتائج غير مشرفة في غياب المراقبة والمحاسبة من لدن السلطات الوصية، وكذا تراجع دورالأحزاب في تأطير وتكوين المواطنين، حيث أصبحت الساكنة لا ترى العديد منها إلا خلال الحملات الانتخابية»، مقترحا بعض الحلول ومن ضمنها « مستوى الشغل، يتوجب على الوزارة الوصية على القطاع والمجالس المنتخبة وبرلمانيي المنطقة العمل من أجل خلق حي صناعي بسيدي مومن لتشجيع المستثمرين، خصوصا أن المنطقة تعد الأولى من حيث المساحة والثانية من حيث الساكنة بمدينة الدار البيضاء، العمل على إدماج شباب دور الصفيح وإعفائهم من الواجب المادي بالتكوين المهني وكذا توفير وسائل النقل بثمن رمزي لتشجيع الشباب على ولوج مراكز التكوين، ثم توفير فضاءات لمختلف الأنشطة، تربوية- فكرية- ترفيهية- ثقافية- رياضية..، دون إغفال مضاعفة جهود السلطات الأمنية في ما يخص محاربة الجريمة بشتى أنواعها ووضع حد لترويج المخدرات.. «.


الكاتب : التهامي غباري

  

بتاريخ : 21/11/2017