دعا الدكتور سعيد العباري، الاختصاصي في التخدير والإنعاش، وزارة الصحة ومن خلالها الحكومة، إلى العمل على معالجة اختلالات قطاع الصحة، والرفع من أعداد الأطباء المتخصصين وتوفير السبل الكفيلة بإعادة الجاذبية للمستشفى العمومي.
وأوضح الدكتور العباري، من خلال صفحته على موقع للتواصل الاجتماعي، تفاعلا مع ما يعيشه الوضع الصحي والمتابعات التي يكون عرضة لها عدد من مهنيي الصحة، أن عددا مهما من الأطباء غادروا القطاع العام والبلاد بصفة عامة للعمل نحو الخارج أو صوب القطاع الخاص للمزاولة فيه، مما أدى إلى إفراغ المستشفيات العمومية وتراجع مواردها البشرية، داعيا إلى تجميع ما تبقى من أطباء اختصاصيين، لا سيّما الاختصاصات الحيوية في مستشفى واحد، أي العمل بنظام الأقطاب، وتفعيل نظام الحراسة والالزامية، وهو ما سيمكّن بحسب المتحدث من تواجد دائم لطبيب اختصاصي على مدار الساعة في المستشفى حتى لا يتم تقاذف المرضى من مؤسسة صحية إلى أخرى.
وشدّد الدكتور العباري، على أن السياسات السابقة المختلفة التي اعتمدتها وزارة الصحة لم تؤت أكلها وزادت من جراح المستشفى العمومي، مؤكدا أنه يجب اعتماد تدابير عقلانية لمواجهة الخصاص والاستجابة للاحتياجات الصحية للمواطنين.
وشدّد الاختصاصي في مجال التخدير والإنعاش على أنه يجب حماية أرواح المرضى الذين يتوجهون إلى المستشفى العمومي في وضعية حرجة، مؤكدا في نفس الوقت أن الطبيبات والأطباء والمولّدات والممرضين والممرضات ليسوا بشمّاعات كي يتم تحميلهم اختلالات هذا المرفق الحيوي، داعيا إلى بذل كل الجهود الممكنة لتفادي تكرار أحداث مأساوية كحادث العرائش الذي أدى إلى وفاة سيدة وجنينها، مشيرا إلى أنه يتحدث عن الوفيات التي يمكن تفاديها لا تلك الحتمية، بالنظر إلى أن الأولى لا يمكن تقبّلها وتحمّلها.