العثور على امرأة محتجزة لسنين طويلة بإسطبل للمواشي قرب مراكش

 

عُثر صباح الأربعاء الماضي بدوار البرجة بجماعة آيت إيمو في المحيط القروي لمدينة مراكش، على امرأة مغلق عليها، في شروط مزرية، بإسطبل للماشية ملحق ببيت عائلتها.
وذكر مصدر من عين المكان أن السلطة المحلية وعناصر الدرك الملكي، حلوا بالمكان المذكور، وطالبوا مالك الإسطبل بفتح بوابته، ليفاجأوا بوجود الضحية بداخله إلى جانب المواشي، في وضع يخل بأدنى شروط الإنسانية، مما عجل بنقلها إلى مستشفى ابن طفيل ومنه إلى مستشفى الأمراض العقلية لتلقي الدعم النفسي اللازم جراء تأثرها بالوضع الذي فرض عليها.
وأوضح مصدرنا أن تحرك السلطة والدرك الملكي جاء بعد التوصل بإخبارية عن تردد أصوات غريبة بالمكان المذكور، شبيهة بصوت شخص يتعرض للتعذيب، مما عجل بالانتقال إلى مكان الواقعة ليُكتشف الوضع المأساوي الذي فرض على الضحية.
وذكر مصدر طبي أن المعنية (ل) البالغة من العمر 42 سنة، نقلت إلى المستشفى لإخضاعها للخبرة الطبية، وإحالتها على مستشفى الأمراض العقلية بمراكش لمتابعة حالتها النفسية بسبب ما لوحظ عليها من علامات الاضطراب النفسي.
وفي الوقت الذي تأكد فيه أن الضحية ظلت مختفية عن الأنظار لمدة طويلة، مما يرجح أنها كانت محتجزة ببيت عائلتها، تضاربت المعلومات حول المدة التي قضتها في هذا الوضع، حيث أكد العديد من سكان الدوار أنهم لم يسمعوا عنها أي خبر لما يناهز 20 سنة، في حين أكد آخرون أنهم لم يكونوا على علم بوجودها أصلا.
وفي هذا السياق، قال أحد سكان الدوار وهو يعمل كراعي، إن المٍرأة المحتجزة اختفت عن الأنظار منذ سنين طويلة لم يستطع تحديد مدتها بدقة، موضحا أنها قبل اختفائها كانت تشاركهم رعي الغنم بالمنطقة، موضحا أنه في عيد الأضحى الأخير جاء أحد الأشخاص لإخراج الخرفان من إسطبل العائلة فسمع صراخا غريبا لامرأة، الشيء الذي أثار انتباهه، فأخبر أحد مقربيه نيته في تبليغ إحدى الجمعيات الخيرية بالموضوع، لكنه تراجع عن ذلك.
وأكد أحد جيران عائلة الضحية، أنه منذ مدة طويلة لم يسمع أي خبر عن الضحية، رغم تواجد مكان إقامتهم بالقرب من بيت عائلتها، وأضاف أن والدها الذي يعمل كفقيه حافظ للقرآن، يتمتع في وسطه بسمعة طيبة، ولم يبدر عنه قط ما يمكن أن يثير الريبة في شخصه أوسلوكاته، والشيء نفسه بالنسبة لوالدتها، التي قال عنها إنها تخالط نساء الدوار بشكل عاد وتجمعهن بها علاقات جيدة، ولم يصدر عنها ما يثير الشبهة، فيما أكد شخص آخر أنه منذ سنين طويلة كانت تروج معلومات وسط أبناء الدوار تفيد أن المعنية تعرضت لاعتداء جنسي، وهو ما أدى إلى اختفائها.
شخص آخر يعيش بالدوار، أكد بدوره أنه لم يسبق له أن رأى أو التقى أو سمع بوجود هذه المرأة، رغم أنه يوجد بالدوار بشكل مستمر لما يزيد عن عشرين سنة، وتفاجأ باكتشاف وجودها بإسطبل ملحق ببيت عائلتها.
وقالت امرأة من سكان الدوار، إنها، باعتبار حرفتها كبائعة، تتعامل يوميا مع أفراد أسرة الضحية، وخاصة النساء، ولكنها لم تعلم أبدا بوجودها، فيما أوضح أحد شيوخ الدوار أن والدها الذي يفوق عمره سبعين سنة، كان يتحاشى ذكرها لسنين طويلة، وأنه ( أي المتحدث) سمع منذ مدة طويلة أن اختفاءها جاء بعد تعرضها لاعتداء جنسي كان سببا في تفاقم حالتها النفسية، فضلت على إثره مغادرة الدوار لوجهة مجهولة، لكن بعد ذلك لم يعد أحد يذكرها، ولم يكن ليتخيل أنها كانت محتجزة بالإسطبل، في الوقت الذي أوضحت فيه إحدى النساء أن المعنية بدت عليها علامات اختلال نفسي منذ سنين طويلة، وأظهرت سلوكات عنيفة غير قابلة للسيطرة، مرجحة أن يكون ذلك هو السبب في إخفائها عن الأنظار ومنعها من الخروج من البيت أو الالتقاء بأشخاص آخرين.
وفتح الدرك الملكي بحثا لتحديد ملابسات وأسباب هذه الواقعة، واستمع في هذا الإطار لعدد من أفراد عائلة الضحية، وفي مقدمتهم والديها المسنين، في الوقت الذي أكد فيه مصدر طبي أن المعنية ستعود لبيت العائلة بعد استقرار حالتها، مع وضعها تحت المراقبة.


الكاتب : مكتب مراكش: عبد الصمد الكباص

  

بتاريخ : 18/01/2019