«العلاج بالفن، طريقة أخرى للشفاء» .. موضوع يحظى باهتمام المهنيين المتخصصين كما الطلبة المغاربة

 

تحت عنوان «العلاج بالفن، طريقة أخرى للشفاء»، وضمن محور «طرق التنمية الذاتية والعيش الأفضل» الذي دأب المركز الثقافي الفرنسي بالدارالبيضاء على برمجته منذ سنتين، نظمت إدارة هاته المؤسسة، ليلة الاربعاء 19 فبراير الجاري، لقاء مع الأستاذ الجامعي والمعالج بالفن الدكتور جيمي بيرنار فيالاري.
و«لقاء الشهر» هذا، أخذ شكل محاضرة (وفي نفس الوقت عرض فني) للدكتور الفنان جيمي بيرنار فالاري، حول «لارتيرابي» أو ما يصطلح به باللغة العربية «العلاج بالفن»: «لار» بمعنى الفن و«طيرابي» بمعنى العلاج .
و جيمي بيرنار فيالاري، حسب تقديم فيرجيني بواتيي، ممثلة المركز الثقافي الفرنسي ومسيرة الجلسة، هو قبل كل شيء فنان العروض الترفيهية ومغني موسيقي وملحن وكاتب كلمات، له عدة مؤلفات حول «لار طيرابي»، بدأ مساره العملي منذ التمانينات من القرن الماضي كمدير عام لسهرات النجوم، قبل أن يتوجه للكتابة في المجال المسرحي ، وبعدها للإهتمام ب «لابيروميلودي» أو فن الشهب النارية الإصطناعية. أما عن تيمة اللقاء، فقد عرفت بواتيي «العلاج بالفن « كميدان بدأ ينال أهمية أكبرفي السنوات الأخيرة، وكطريقة علاج بدأت تفرض نفسها أكاديميا وبين صفوف الجامعات من خلال شعب الطب وعلم النفس.
من جهته استهل المحاضرعرضه بالتأكيد أن «لارطيرابي» لا يدعي أنه يعالج الأمراض، ولا يمنح وصفات دوائية، كما هو شأن الطبيب المرخص له قانونيا بذلك. كما اختار فيالاري أن يستأنف محاضرته، من خلال صورعرضت للحضورعلى الشاشة، تختزل، على حد قوله، بعضا من نصوص مؤلفاته، كما تتضمن تفسيرات متنوعة لمصطلح «العلاج بالفن»، مع صور للوحات فنية من إبداع مختلف الأشخاص المعالجين البالغين منهم والأطفال، معللا اختياره بكون «العلاج بالفن»، في حد ذاته، يعتمد في أسلوب ممارسته على الصمت واستعمال آليات فنية فقط.
فالعلاج بالفن هو طريقة يتم فيها استغلال الإمكانيات الفنية من أجل أغراض علاجية إنسانية، وهو يتبنى مبدأ أن الأساس ليس هو العلاج ولكن منح الرغبة في العلاج، من جهة أخرى، فهو لا يعنى فقط بالمرضى العقليين أو النفسانيين، بل هو يوظف، أيضا، في كل ما له علاقة بتنمية الذات.
فضلا عن ذلك، فإن الإبداعات خلال جلسات العلاج لا ينتظر منها أن تكون كاملة من الوهلة الأولى، بل يتم، من خلالها، البحث عما هو إستيتيقي في كل مرة، إلى أن يدخل الشخص المبدع ضمن دائرة «المتعارف عليه»، والتي لا يتم الحسم فيها إلا من طرف طبيب مختص.وفي هذا الإطار فالمنظمة العالمية للصحة تحدد مفهوم الصحة في توفر الإنسان على حالة جيدة جسديا وعقليا وأيضا اجتماعيا، وعلى هذا الأساس يتم تدخل معالجين بالفن مع سجناء .
وهناك مصطلحات لهذا العلاج تكون مقترنة بنوعية الأليات الفنية التي يتم استعمالها، من بينها «لاموزيكوطيرابي» أو العلاج بالموسيقى، «لوتياتروتيرابي» أو العلاج بالمسرح و«السينارويو طيرابي» أو العلاج من خلال كتابة السيناريو إلى غير ذلك..
بالمغرب عرف هذا الأسلوب من العلاج وتم تداوله رسميا سنة 2011، وذلك بالمستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء، مع المرضى المدمنين على المخدرات، وبالضبط خلال تواجد الدكتور ادريس الموساوي كمدير مسؤول . ومؤخرا، عرفت مدينة مراكش معرضا فنيا جماعيا نظمت من طرف جمعية مكافحة الإدمان، لكن يبقى تداوله كممارسة تشمل كل الإختصاصات وتتوجه لكل انواع الأمراض، نادرة وغير معروفة بالنسبة للجميع، إلا من بعض المؤسسات التعليمية أو الرياضية أو الترفيهية الخاصة .. والتي يتم تداولها مؤخرا في المغرب كنوع من البحث عن الذات والراحة النفسية إلى جانب اليوغا وغيرها.


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 28/02/2020

أخبار مرتبطة

  بالنسبة لقارئ غير دروب بالمسافات التي قطعها الشعر المغربي الحديث، فإنّه سيتجشم بعض العناء في تلقّي متن القصائد الّتي

« القصة القصيرة الجيدة تنتزعني من نفسي ثم تعيدني إليها بصعوبة ، لأن مقياسي قد تغير ، ولم أعد مرتاحا

أكد على أن تعامل الحكومة مع القطاع ومهنييه يساهم في اتساع دائرة الغموض والقلق   أكد ائتلاف يضم عشر جمعيات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *