الغارديان: هذه دوافع القرار الأمريكي بشأن المستوطنات

قالت صحيفة «الغارديان» في افتتاحيتها إن إعلان إدارة دونالد ترامب القبول بواقع الاستيطان غير الشرعي على الضفة الغربية لن يغير القانون الدولي، لكنه يمنح ضوءا أخضر لإسرائيل لتقوم بضم الضفة الغربية أو أجزاء منها.
وتقول الافتتاحية إن قرار وزير الخارجية مايك بومبيو اعتبار المستوطنات غير مخالفة للقانون الدولي «مرعب»، وهو ذروة السجل الكئيب لإدارة دونالد ترامب.
وتشير الصحيفة إلى أن «واشنطن فعلت كل ما بوسعها لدعم الحكومة المتطرفة في إسرائيل، ومعاقبة الفلسطينيين، ودفن حل الدولتين، من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ووقف الدعم عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، والاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان».
وتستدرك الافتتاحية بأنه «رغم الالتزام الأيديولوجي للسفير الأمريكي ديفيد فريدمان وغيره من ممثلي الإدارة بهذه الإجراءات، إلا أن الإدارة قررت القيام بها لدعم فرص بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة إسرائيل، وتقوية الدعم لدونالد ترامب بين الإنجيليين».
وتلفت الصحيفة إلى أن «نتنياهو لا يزال يتشبث بالسلطة، في الوقت الذي يكافح فيه منافسه بيني غانتس، الذي رحب بالقرار من أجل تشكيل ائتلاف حكومي، وفي حالة فشله فإن إسرائيل ستواجه احتمال انتخابات ثالثة في أقل من عام، فيما سيقرر النائب العام توجيه الفساد والرشوة لنتنياهو في الأيام المقبلة».
وتنوه الافتتاحية إلى أنه «في الولايات المتحدة رحب ترامب بقرار بومبيو؛ لكونه حرفا للنظر عن عمليات محاكمته في مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الحزب الديمقراطي».
وتقول الصحيفة إن هذا القرار هو آخر الجهود التي تقوم بها إدارة ترامب لتدمير مبادئ النظام الدولي، مشيرة إلى أن «هذا الإعلان هو رمزي أكثر مما هو عملي، فالمستوطنات تظل غير قانونية، وأمر ترامب لن يغير القانون الدولي، ولا المنطق الذي كان وراء القرار، وهو أن شجبها لم يؤد إلى سلام، وكما كتب رئيس الجماعة الليبرالية المؤيدة لإسرائيل «جي ستريت» جيرمي بن عامي، في تغريدة: (القيام بها على مدى 51 عاما لا يجعلها قانونية، بل يجعل الأمور أسوأ)».
وتفيد الافتتاحية بأن «المستوطنات انتعشت رغم القيود الدولية، فيما لم تقم الإدارات السابقة بعمل أي شيء غير توبيخ إسرائيل، وزاد بناء المستوطنات باطراد أثناء فترة باراك أوباما، إلا أن إدارته شعرت بالاستياء، لدرجة أنها سمحت لمجلس الأمن بقرار يطالب بوقف عمليات الاستيطان على الأراضي المحتلة، بدلا من استخدام الفيتو ضده، وهاجم وزير الخارجية في حينه جون كيري حكومة نتنياهو وبعنف».
وتجد الصحيفة أن «الإدارة الأمريكية لم تتخل عن موقف قانوني مضت عليه عقود فحسب، لكنها أيضا خالفت موقف حلفائها في الاتحاد الأوروبي، الذي سارع لتأكيد أن النشاطات الاستيطانية غير قانونية، وتؤثر على إمكانية حل الدولتين ومنظور سلام دائم ويجب وقفها، وسارع المرشحون الديمقراطيون للرئاسة بالهجوم على القرار، وتعهدت إليزابيث وارن بإلغاء هذا القرار، ويجب على منافسيها توضيح موقفهم بطريقة لا تشك فيها إسرائيل».
وترى الافتتاحية أن «توقع هذا الإعلان يجعله مشينا أكثر، فهو لا يعترف بالواقع على الأرض، كما يزعم بومبيو، بل إنه يشجع على التوسع والضم، كما بدا من مواقف قادة المستوطنين والسياسيين المدافعين عنهم».
وتختم «الغارديان» افتتاحيتها بالقول إن «الولايات المتحدة باتت تتخلى عن مظهر الوسيط النزيه للسلام، ولو كانت تريد الاعتراف بالحقائق على الأرض فإن عليها أن تعترف أيضا بأن دولة واحدة لن تكون يهودية ولا ديمقراطية في وقت واحد».


بتاريخ : 23/11/2019