الفريق الاشتراكي يسائل الحكومة في العديد من القضايا المجتمعية:  شقران أمام يثير التداعيات الإنسانية  والاقتصادية لحوادث السير 

الشرقاوي الزنايدي يتساءل حول استمرار طرح المرجان بالأودية والأنهار 
حنان رحاب تسلط الضوء على محنة  الطبقة المتوسطة نتيجة السياسات  العمومية المتبعة 
رشيد بهلول يطرح موضوع انتشار  مرض الحمى القلاعية وتراجع  استهلاك اللحوم الحمراء 

 

 

أثار رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس  النواب شقران أمام، أول أمس الاثنين،  التداعيات الإنسانية والاقتصادية التي  تخلفها حوادث السير ببلادنا، وأكد في سؤال موجه إلى كاتب الدولة لدى وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء المكلف بالنقل، أن  طرح هذا الموضوع يأتي بناء على  إحساس المواطن بأن هناك تطبيعا مع حوادث السير، وشدد رئيس الفريق الاشتراكي على أن هذا الإشكال أصبح واقعا يفرض نفسه، إذ رأينا مؤخرا حوادث سير تسببت في سقوط قتلى وجرحى بإعاقات مستديمة وما يترتب عن ذلك من تداعيات اقتصادية واجتماعية، موضحا أن هناك مجهودا يبذل من أجل التوعية، لكن، وكما هو ملاحظ، فإن عدم احترام القانون يؤدي إلى مجموعة من الحوادث التي تقع في المدن وهي مرتبطة فقط بعوامل بشرية، وبالتالي فإن الأمر يتطلب صرامة أكبر في تطبيق القانون وبذل المزيد من الجهد في هذا المجال، كما أثار موضوع  السيارات المتهالكة التي تتسبب، هي الأخرى، في حوادث مميتة بالإضافة إلى الطرقات والنقط السوداء التي تتكرر فيها الحوادث القاتلة دون أن تتخذ الإجراءات والإصلاحات  الكفيلة بوضع حد لهذه المآسي، مؤكدا أن التوعية أساسية، وفي هذا الصدد أشار أمام إلى أن ضحايا حرب الطرق أكثر من ضحايا انفلونزا الخنازير، ومن ثمة فاتخاذ الإجراءات الصارمة في حق المخالفين مسألة ضرورية  .
وفي تدخله قال محمد نجيب بوليف إن أسباب 90 في المئة من حوادث السير القاتلة ناتجة عن السلوك البشري،  موضحا أن الاستراتيجية الوطنية  للسلامة الطرقية الممتدة من 2017 إلى 2026تتوخى تقليص عدد القتلى إلى  50في المئة، مستعرضا المحاور التي  تشتغل عليها الحكومة، وهي مرتبطة  بتربية النشء في المدرسة وتعبئة  المجتمع المدني والقيام بشراكات مع السلطات المحلية والإقليمية.
بدوره البرلماني الاتحادي الشرقاوي  الزنايدي بسط سؤالا حول استمرار  طرح المرجان بالأودية والأنهار، وكشف باسم الفريق الاشتراكي أنه  مع حلول كل موسم جني للزيتون
يطرح مشكل تصنيع هذه المادة، متسائلا عن الإجراءات والتدابير المتخذة من طرف كتابة الدولة المكلفة  بالتنمية المستدامة للحد من تأثيرها على البيئة، وأوضح الشرقاوي الزنايدي أن تدبير مخلفات عصر الزيتون  يطرح مشكلا حقيقيا، داعيا إلى أن  تكون المعالجة بشكل مستمر، ولم يفت  الزنايدي التشديد على ما تلعبه هذه  المعاصر من توفير للمنتوجات  الفلاحية وخلق أسواق لها وكذا تدبير  البيئة، ولاحظ أن الدولة عجزت عن  تدبيرالمشكل البيئي بشكل استعجالي، لكن بالمقابل هناك من يضع الكرة في  ملعب أرباب المعاصر بخصوص هذه  القضية.
وحول نجاعة السياسات العمومية لدعم  الطبقة المتوسطة، أثارت عضو الفريق  الاشتراكي حنان رحاب الوضع  الاجتماعي للطبقة المتوسطة، وخاطبت  وزير الشؤون العامة والحكامة منبهة إلى المقولة التي مافتئ الوزير يرددها والمتعلقة ب»دعم الفقراء»، في حين  لايتم الحديث عما انتزع من الطبقة  المتوسطة من خلال دفعها إلى أداء  مصاريف تدريس أبنائها واللجوء إلى  القطاع الخاص للاستشفاء، وكذا دفعها،  من خلال السياسة التي اتبعت، إلى  الاقتراض أيضا من أجل السكن، وهو  ما أدى إلى تفقيرها ودفع المواطنين بهذه الطبقة إلى الانتحار، وشددت رحاب في إطار تعقيب إضافي على أنه عوض  ترقية الطبقة الفقيرة إلى صفوف  الطبقة المتوسطة، تم العكس، متسائلة:  «هل من خلال الضغط على الطبقة  المتوسطة وإثقال كاهلها بالضرائب  وتحميلها المسؤولية الاجتماعية يمكن  أن نبني نموذجا تنمويا جديدا في بلادنا؟!».
وفي موضوع  طارئ ساءل رشيد  بهلول، عضو الفريق الاشتراكي،  الحكومة حول انتشار مرض الحمى  القلاعية، مؤكدا أن الفلاحين بمعية  المواطنين يعيشون هذه الأيام حالة هلع  وقلق  شديدين  جراء الانتشار السريع والمهول لهذا المرض وسط  قطعان  الماشية، ومنها الأبقار على الخصوص، وكشف بهلول أن مهنيي القطاع سجلوا التراجع الكبير في مستوى استهلاك  اللحوم الحمراء،  لاسيما  بعد إغلاق مجموعة من الأسواق  والمجازر، الشيء الذي أثر وسيؤثر  على مدخول الكساب المغربي، ومن خلاله على الاقتصاد الوطني، وتساءل  بهلول عن التدابير والإجراءات المتخذة من طرف وزارة الفلاحة والصيد البحري لاحتواء هذا المرض والحد من تداعياته وطمأنة الفلاحين والمواطنين،  على حد سواء،  دون الخوض في أسبابه وتحديد المسؤوليات، وأكد رشيد بهلول أن المطلوب، وبشكل آني،  اليقظة اللازمة والتعبئة  الشاملة لكافة المتدخلين في التوعية  والتحسيس وتتبع حملة التلقيح، هذه  الأخيرة، يرى عضو الفريق الاشتراكي أنه بالرغم من المجهودات  التي يقوم بها المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، إلا أنها تبقى محتشمة وتسير ببطء شديد وتنقصها  الحكامة كما تعتريها بعض الاختلالات، فضلا عن قلة الأطباء  البياطرة  المشرفين عليها، وهو ماترك استياء  كبيرا وسط الفلاحين في بعض  المناطق.
الوزير المعني سلط  الضوء على ماتم  القيام به، حيث كشف أن هناك  23 بؤرة عرفت هذا المرض، موضحا   أنه تم لحد الساعة تلقيح مليون و400 ألف رأس، كما تم القضاء على هذه  البؤر من خلال إتلاف ودفن الحيوانات  المتواجدة في الضيعات المعنية بهذا  الداء وتلقيح المواشي بالضيعات المجاورة، وكشف المسؤول الحكومي أن هناك تعويضا للكسابة سيتوصلون به قبل نهاية الشهر  الجاري، وأكد أيضا أنه تم التعاقد مع الأطباء البيطريين في القطاع الخاص،  ولولا التدابير المتخذة، يضيف، لانتشر المرض بطريقة لا تتصور في كل أنحاء المملكة  .


الكاتب : جلال كندالي 

  

بتاريخ : 13/02/2019