الفنانة حياة الإدريسي : أغاني اليوم لم تفرمل مسيرة الرواد، بل أظهرت ارتباكها أمام إنتاج العباقرة

بعيدا عن لغة الخشب، فضفضت صاحبة الصوت الجبار لجريدة ” الاتحاد الإشتراكي ” بأحاسيس جياشة وصادقة. توقفنا معها بين زمنين عاشتهما الأغنية المغربية. لم تخف حسرتها لما آل إليه الفن المغربي في ظل ” التهميش والإقصاء ” لرواده، عن هذه النقاط وغيرها كان الحوار التالي :

 

ما السبب وراء غيابك عن الساحة الفنية؟

غياب الفنان ليس راجعا للفنان نفسه، والسبب الرئيسي إلى جانب ندرة شركات الإنتاج، هو خلق سوق افتراضي، سوق المواقع الاجتماعية ونسبة المشاهدة التي أصبحت تهم البعض، ممن ابتلى بهم المشهد الفني المغربي.

لماذا لا نجدك إلإ نادرا في الإعلام، و خصوصا المرئي؟

رغم أنني استطعت أن أمزح بين ممارسة فني وبين فرض احترام الجمهور لي وللفن الذي أمارسه، إلا أنني مجرد نموذج قرر له الاختفاء عن الظهور في المهرجانات والحفلات داخل الوطن، وأمام هذا الفتور في التعامل معي من قبل الجهات المعنية في هذا الصدد، إلا أن “سيدنا الله ينصرو” استقبلني ووشحني كالأبطال مرتين، وهي شهادة اعتراف بمشوار رائدة لم يتوقف، وستظل على عاتقي دائما.

هل الأغنية المغربية الحديثة فرملت مسيرة الرواد؟

أغاني اليوم لم تفرمل مسيرة الرواد، بل أظهرت ارتباكها أمام إنتاجات العباقرة التي بقيت صامدة إلى حد الساعة.

ما ردكم على أنكم كرواد لم تهيأوا الخلف لمواصلة إنتاج الفن الجميل ؟

أين هو الخلف؟ لم يطرق أحد باب منزلي قصد استشارة أو حتى إلقاء التحية، عدا الفنانة دنيا بطمة و الفنان سعد المجرد، مضى ذلك الزمن الذي كانت فيه استشارة من لهم دراية بميدان الموسيقى ” بركة ” .

أين تحددين مكانك الآن على الساحة الفنية المغربية؟

مكاني في بيتي، لأن ما يجهله الكثيرون، أنني لجأت لجهات مختلفة في الميدان، من أجل تسليط الضوء على أغنيتي الوطنية ” أفريكا موروكو ” مباشرة فور عودة المغرب للإتحاد الإفريقي، إلا أنني قوبلت بالرفض. و بالمناسبة ” أفريكا موروكو ” من كلمات و ألحان المبدع زكرياء بيقشان و توزيع حمزة الغازي.

ما ميزة مشاركتك في برنامج ” كوك استوديو” إذا لم تغن أغنية من ريبيرتوارك الشخصي؟

أديت أغنية ” ساعة سعيدة ” للكبير محمود الإدريسي و بحضوره، و كنت راضية عنها، و هذا ما يهمني.

انطلاقا من تجربتك الطويلة، ما تقييمك للفنانة ابتسام تسكت؟

قابلتها لأول مرة في البرنامج، و وجدتها خلوقة و احترمتني، و المهم جدا أنها ستتطور من نفسها بالتجربة والاحتكاك والاجتهاد.

هل غياب النقد الفني و الموضوعي و كثرة المجاملات، ساهم في تفاقم وضع الأغنية المغربية حاليا؟

أحترم الجميع، لكني لست مجبرة أن أقول ” تبارك الله ” على أي منتوج غنائي، و رأيي دائما يكون صادقا و موزونا.

الفنانة الإمارتية “أحلام” في تعليق لها مؤخرا وصفت صوتك ب ” الجبار” هل أسعدتك هذه الشهادة؟

أسعدتني جدا،” وكنبغي أحلام ” لأنها تحب المغرب و تلبس القفطان المغربي، وعشاقها كثيرون، وأنا أعشقها وأحترمها جدا، وهي حقا ملكة بأخلاقها وبفنها الراقي.

الساحة الفنية المغربية تعج بكتاب وملحنين وموزعين شباب، على من وقع منهم الاختيار للعمل على مشاريعك الجديدة؟

اخترت التعامل مع الكاتب والملحن زكرياء بيقشا، لأنه يحترم الهوية المغربية في أي عمل يقدمه، كما أن ذوقه رفيع ومبدع ومتجدد، إلى جانب الموزع الرائع حمزة الغازي، وسترى أعمالي النور قريبا جدا.

نحن على مشارف 2018، هل ستسعين لتحقيق ما تطلعت له ولم يتحقق في 2017؟

ككل سنة نسأل ولا أمل لنا في الجواب، متى سيعيش الفنان بكرامته وبقيمته الفنية داخل وطنه؟ متى ستستغلنا بلادنا قبل أن تستغلنا بلاد أخرى؟
نسعى إلى المساهمة في إنتاج فن جميل، ثم السعي إلى خدمة هذا الوطن الغالي من خلال ما نقدمه.


الكاتب : أجرت الحوار: نادية عشى

  

بتاريخ : 21/11/2017