الفنان يوسف فنينو، ذاك الشبل من ذاك الأسد

لاحظ زوار المعرض الدولي للنشر والكتاب الذي أطفأ شمعته ال25 خلال الفترة الممتدة ما بين 8 و17 فبراير الجاري، تواجد لوحات فنية معروضة على إحدى جوانب الممرات، تعكس صورا لمدينة الدار البيضاء قديما وللمغاربة بلباس تقليدي، ويتوسط هاته اللوحات شاب ذو ملامح هادئة وابتسامة عريضة وإلى جانبه مجموعة من الفتيات والفتيان خطاطات وخطاطون متراصون على طاولات يرسمون بأناملهم، وتحت الطلب، أسماء الزوار على قطع من ورق المقوى.
بالنسبة للوحات المعروضة فهي للفنان يوسف فنينو، الذي خص الجريدة بحوار قصير، ويعرف يوسف نفسه بكونه فنانا تجريديا من مواليد سنة 1993 بالمدينة القديمة بالدار البيضاء، لم يدرس بأي معهد للفن التشكيلي، لكن تعلم في إطار الدورات التكوينية و الورشات التابعة لوزارة الشبيبة والرياضة، بالإضافة إلى كونه تتلمذ على يد والده عبد الله فنينو الذي مارس الفن لمدة خمسين سنة والذي يعتبر ملهمه في العديد من لوحاته.
يقول يوسف فنينو بأنه يعكس في إبداعاته صور مدينة الدار البيضاء، خلال الفترة الممتدة ما بين 1920 و1945، ويسلط الضوء خاصة على المآثر التي تم هدمها و من بينها الأسواق مثلا. وكذا صورا للأدوات والوسائل التي يستعملها المغاربة كالسيارات وغيرها، فضلا عن كون رسوماته تتطرق في جل موضوعاتها لمعاملة السكان مع المعمر آنذاك.
يضيف الفنان الشاب بأن مشاركته في الدورة الـ 25 لمعرض النشر والكتاب تعد الرابعة بعد أن تمت دعوته كفنان تشكيلي، وأردف مفسرا بأنه في المرة الأولى لم يساهم كفنان يعرض لوحاته و لكن كتشكيلي موضوع كتاب للفنانة والكاتبة الراحلة فاطمة الزهراء الزيراوي.
أوضح يوسف فنينو خلال حديثنا، بأنه في الأصل بحار، يشتغل في التجارة البحرية في أعالي البحار التابعة لوزارة الصيد البحري والملاحة، ولكنه فنان في داخله ومنذ طفولته الأولى.
ويظهر جليا من خلال تصريحات الفنان الشاب بأنه مهووس بكل ما هو تاريخي، فهو يعتبر بأن تلك الوسائل التي كان يستعملها السكان قديما، هي التي تمكن من معرفة التاريخ المغربي . وفي هذا الإطار فقد تمت دعوته مرارا كفنان تشكيلي و مصمم لبعض الملابس والوسائل التقليدية في العديد من المهرجانات الوطنية والدولية وفي المحافل التي تعرض التحف والنقود القديمة، حيث شارك في معارض نظمها بريد المغرب مثلا، فضلا عن معارض مع جمعيات تهتم بالتراث المغربي، هذا على الصعيد الوطني أما على الصعيد الدولي فقد تم تكريمه في السعودية في إحدى الملتقيات.
في ختام لقائنا، و جوابا عن سؤالنا حول مشاريعه المستقبلية، عبر يوسف عن طموحه في أن يكون له فضاء خاص به، وفي ملكيته، عبارة عن « دار للثقافة «، على حد قوله، يستطيع أن يعرض فيها لوحاته علاوة على مجموعة من الإبداعات والتحف التي يتوفر عليها وهي لكل من أحمد الشرقاوي والجيلالي الغرباوي وفاطمة الكوري، وأن تكون له بشكل قانوني وليس عشوائيا كما يلاحظ أحيانا في بعض الجمعيات، يضيف مفسرا.


بتاريخ : 19/02/2019

أخبار مرتبطة

  يستمر المهرجان الدولي للسينما المستقلة في مساره بخطى تابثة و مطمئنة، حيث شهد المركب الثقافي محمد زفزاف بالدارالبيضاء، ليلة

في الذكرى 22 لرحيل صاحب العديد من الأغاني الخالدة   حلت يوم الأربعاء 24أبريل 2024 الذكرى 22 لرحيل الفنان والمطرب

  “بعد توقيف برنامج “طريق المواطنة”، على قناة “تمازيغت” (الثامنة)، يبقى لنا الفخر بالتميز على مدى 13 سنة (…)، برنامج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *