الكتابة والتموضع الاستراتيجي في كتاب «في صحبة السلطان» لغابرييل فير

موضوع هذه المداخلة “صورة المغربي في الرحلات الأوروبية” وتحديدا رحلة المهندس الفرنسي غابريال فير من خلال كتابه- رحلته” في صحبة السلطان”، والواقع أن اختيار هذا الموضوع يمليه اعتباران:
– يتعلق الاعتبار الأول بصورة المغربي في الكتابات الرحلية الاستشراقية والكولونيالية الأولى بعيد استعمار المغرب، إذ لا يخفى على القارئ والمتخصص، تلك الرؤية التاريخية المغرضة المندسة في ثنايا الكتابات الرحلية الاستشراقية وما قدمته، وتقدمه، من تصورات وأفكار تجاه كل ما هو عربي وإسلامي، ومن ثم يتحول الاستشراق والاستعمار إلى وجهين لعملة واحدة. فالرحالة الأوروبيون الأوائل كانت لهم، بصيغة مباشرة أو غير مباشرة، اليد الطولى في توفير المعلومات الجغرافية للإمبريالية الفرنسية، وكذا المعرفة الانتروبولوجية والاثنولوجية والسياسية والدينية حول كل ما يتعلق بالعقلية المغربية، ونسقها السياسي والقبلي. ليس غريبا أن تنتشر الأطروحة الانقسامية segmentariste في الكتابات الاستشراقية حول المغرب ، والتي ستؤدي إلى ابتداع أطروحة بلاد السيبة التي تحولت إلى مبرر لاستعمار المغرب.ضمن هذا السياق تأتي قراءتنا لرحلة “في ضيافة السلطان”.
– الاعتبار الثاني تمليه دواع موضوعية ترتبط بسؤال السلطة والمعرفة في الكتابة الرحلية لدى عموم الرحالة الأوروبيين إلى المغرب، إذ لا يمكن عزل رحلة غابريال فير عن أطروحة الاستشراق التي نظر لها إدوارد سعيد في كتابه الذائع الصيت “الاستشراق”. فرحلة فيير هي أولا وقبل كل شيء ترتبط بما يمكن تسميته مع إدوارد سعيد بالتموضع الاستراتيجيlocalisation stratégique وهي طريقة لوصف وضعية وموقف مؤلف النص تجاه المادة التي يكتب عنها ، مما يعني أن فيير وهو يكتب عن المغرب كان يكتب انطلاقا من معرفة قبلية أو سابق معرفي يجعل المغرب كفضاء يتحول إلى -جغرافية تخييلية على الأفراد أن يلعبوا الدور الذي يتوجب عليهم أن يلعبوه، ومن ثم يستثمر الأفراد –المغاربة- كأشكال بمعرفة قبلية، تتجسد في الأطروحات السياسية والتاريخية والاقتصادية التي كرستها الأدبيات السياسية الاستعمارية الفرنسية والمتمثلة في تقسيم المغرب إلى “بلاد المخزن” و”بلاد السيبة”. أضف إلى ذلك أن الكتابة الرحلية الغربية كانت بصيغة أو أخرى تكتب لقارئ غربي، وبالتالي كرست أدبيات الرحلة في مخيال القارئ الغربي تلك الرؤية الدونية تجاه حضارة المغاربة باعتبارهم شعبا قبليا تعمه الفوضى والسيبة، تقتضي الضرورة التاريخية استعماره لتحويله من البداوة إلى التحضر وهو ما سنقف عليه في دراستنا لكتاب فيير.

1 – بنية المحكي- بنية الرحلة

ضمن هذا المنظور، وبناء على معطيات النقد المابعد الكولونيالي في المغرب ، سنسعى إلى قراءة رحلة فيير باعتبارها نصا رحليا يكتبه مرسل ينتمي إلى سياق ثقافي فرنسي إمبريالي. وبما أن كل نص يقتضي مرسلا ومرسلا إليه، فإن السؤال الذي يطرح نفسه وفي إطار نظرية التلقي من يكون متلقي /المرسل إليه لكتاب”في ضيافة السلطان”؟ .
الأكيد، وعلى الرغم من نوايا فيير “الحسنة” التي يصدر عنها أحيانا في خطابه بحكم أنه جاء ليعلم السلطان مولاي عبد العزيز فن التصوير واستخدام تكنولوجيا الغرب، سواء تعلق الأمر بالسيارة أو الدراجة النارية أو الهوائية أو الكهرباء.. فإن قارئ فيير لن يكون سوى المتلقي الأوروبي. ومن ثم فإن خطابه السردي يحفل بشفرات يكفي أن نزيح الستار عنها لتتضح وبشكل جلي ما يسميه ادوارد سعيد تلك المعرفة المسبقة أو السابق معرفي لدهاقنة الاستشراق الإمبريالي، والذين لا يتوقفون عن الهمس في أذن فيير أن المغربي هو هذه الصورة -الممثل التي يجب عليه أن يلعب الدور الذي يتعين عليه أن يلعبه في الخطاب الذي صاغه عنه، وهذا لن يتأتى فهمه إلا برصد الأدوار العاملية التي خلقتها المعرفة الاستشراقية عن المغربي.

1-2 – شفرة المعرفة
والتموضع الاستراتيجي

يشكل كتاب”في ضيافة السلطان” وكما سلف الذكر نصا رحليا، والرحلة تقتضي التنقل من فضاء إلى فضاء، وبطبيعة الحال فالتنقل يقتضي تنقل “البطل” من فضاء له قيمه إلى فضاء آخر له قيمه هو الآخر، كما أن التنقل Déplacement محكوم سيميائيا بتحقيق شيء ما وإثبات كفاءة البطل- الرحالة.
السؤال الذي يطرح نفسه ما هي الغاية من تنقل البطل، والذي ليس سوى فيير في هذه الحالة، إلى فضاء آخر(المغرب)؟. الجواب يتنقل فيير إلى المغرب (مغرب ماقبل الحماية) ليعلم السلطان(مولاي عبدالعزيز) كيفية استخدام فن تسيير الآلة.هناك إذن بطل يمتلك كفاءة معرفية Compétence cognitive تؤهله لتلقين المعرفة وبالتالي يتحول السلطان إلى تلميذ يتعلم من الأستاذ معرفة تنقله من حالة اللامعرفة إلى حالة المعرفة، أي من عالم الجهل بمنجزات فرنسا العلمية إلى مبتكرات أوروبا الصناعية. يقول كابريال فيير:”اتفق لي أن كنت أستجم على ساحل الرون، متخففا من عناء أسفاري الكثيرة في الأصقاع النائية، فتناهى إلى مسمعي أن البلاط المغربي يطلب رجلا يكون مهندسا، وقادرا ،في المقام الأول، على تعليم سلطان المغرب فن التصوير الفوتوغرافي، الذي كان به كلفا شغوفا، ثم يطلعه، عند الحاجة على أحدث الكشوفات العصرية،بما فيها آخر الابتكارات والاختراعات في عالم الكهرباء، والهاتف والبرق مجتمعة، والتصوير السينمائي والتصوير الفوتوغرافي، ويعلمه ركوب الدراجة، وحتى ركوب السيارة،إن رغب فيها.” (في صحبة السلطان، ص.13.)
ما أن يتقدم القارئ خطوة إلى الأمام حتى تتضح الغاية من استقدام “المعلم” للتلميذ، ذلك أن “الشغل الشاغل للبلاط المغربي، في تلك الأوقات الهنية، هو تسلية السلطان، مهما كلف الثمن. وكان هذا الأمر مقدما على ماعداه، وتقتصر عليه كل سياسة وزير الحربية المتسلط سي المهدي المنبهي، الذي خلا له الجو بوفاة الصدر الأعظم العجوز باحماد، ليتحكم في مولاي عبد العزيز ويكون له عليه مطلق السلطة والنفوذ.” (في صحبة السلطان، ص.14.) هكذا سيقتصر دور المعلم في تعليم التلميذ مبادئ استعمال الآلة. لكن ما أن يتوغل القارئ في حكاية-رحلة غابريال فيير حتى يبدأ ذلك الحس الاستشراقي الممزوج بطعم الدونية تجاه المغربي يتجلى في ثنايا خطابه، إن المغربي هو التلميذ الذي يتعين عليه أن يتعلم من أستاذه الفرنسي أصول التقنية والحكم، لا يخضع فقط لسلطة فرنسا الاقتصادية بل وحتى سلطتها المعرفية. إنه في حاجة إلى المراجعة من رأس الهرم السلطوي إلى أسفل القاعدة. بدءا من حميميته إلى صيغ تفكيره السياسي والانتربولوجي. وفي حالة رفض هذه المعرفة فإنه سيتعرض إلى الدمار. فرنسا قوية عسكريا واقتصاديا،كما سيقول فيير مخاطبا السلطان مولاي عبد العزيز والمهدي المنبهي، ومن هنا جاءت رحلة فيير في عمقها الحكائي الانتروبولوجي، وصفا لتصور الاستشراق الفرنسي للمجتمع المغربي، سواء تعلق الأمر بأحوال القصر في عهد مولاي عبد العزيز أو أحوال الشعب المغربي.
يتضمن كتاب كابريال فيير معلومات مهمة عن النسق السياسي للدولة المغربية، وكيف كان المخزن يدير الأمور السياسية، بدءا من موت مولاي الحسن وكيفية تنصيب مولاي عبد العزيز على رأس الدولة المغربية، وكيف كان وجوده السياسي والتاريخي وجودا شكليا، ومن ثم وعلى الرغم من الإعجاب والتقدير الذي يكنه كابريال فيير تجاه السلطان مولاي عبد العزيز والصدر الأعظم المهدي المنبهي، فان مصير المغرب أصبح محصورا بين “يدي رجلين عديمي الخبرة،هما الاثنان السلطان مولاي عبد العزيز ونديمه وصفيه المنبهي.وكان على الاثنين معا أن يبدآ في تعلم مهنتيهما بالممارسة.لكن وزير الحربية الجديد الذي أمسك بين يديه بزمام الأمور،لم يلبث أن ارتكب خطأ جسيما:لقد واصل الشطط الخطير الذي كان ينتهجه باحماد من قبله، وأبقى مولاي عبد العزيز على الهامش من شؤون البلاد،وتركه في غفلة عن شؤون الحكومة…” (في صحبة السلطان، ص.43.)
واضح إذن أن كابريال فيير كان وهو يكتب رحلته، يفكر من داخل وضع تاريخي اتسم بخلل سياسي يعتور البنية السياسية لسلطة المخزن في عهد السلطان مولاي عبد العزيز، ذلك أن الفوضى السياسية التي كانت تعم الجغرافية السياسية المغربية، الناجمة عن تمرد القبائل المغربية عن السلطة المركزية المغربية، كان مبعثها وسببها غياب سلطة مركزية حقيقية قادرة على تسيير الشأن السياسي والاقتصادي المغربي، وصياغة خطاب سياسي يخلق دولة الحداثة على أنقاض الدولة السلطانية والاستبدادية القديمة ويذيب الفكر القبلي في بنية دولة ترتكز على دولة الحق والقانون والاعتراف بدور الإنسان في صناعة التاريخ.
لا يتواني كابريال فيير بوصف السلطان مولاي عبد العزيز بأوصاف تكشف عن هذه المعرفة السياسية القبلية التي تربط النتيجة بالسبب، تلك النتيجة التي بررت تدخل فرنسا في المغرب باعتباره بلد السيبة (في صحبة السلطان، ص.60.) ومن ثم فالسلطان مولاي عبد العزيز، ضعيف أمام وزرائه (في صحبة السلطان، ص.60.) و”أغلب الظن أنه كان جاهلا بالأمور التي تعتمل خلف ظهره بين أفراد السلطة وحاشيته السياسية، فقد كان “يغلق عليه قصره، فلا يعرف من ضجيج الخارج إلا من خلال ما يحكى له من حكايات.” (في صحبة السلطان، ص.63.)
وعلى العموم جاءت معرفة كابريال فيير حول السلطان لتكشف عن اختلال يكمن إن في طبيعة النظام السياسي (المخرني) المغربي المنغلق حول نفسه، كما في طبيعة بنية المجتمع المغربي والذي يرفض الحداثة السياسية، تحت تأثير النخب الثقافية التقليدية بتحالف مع النخب السياسية وأثرياء المغرب في عهد مولاي عبد العزيز، ملمح المقاومة هذا ظهر جليا، عندما يقول كابريال فيير: “لقد تحتم علينا أن نضع حدا لخلاف طال به الأمد، وكان يسعى إلى إقحام المسكين مولاي عبد العزيز فيه. فقد زعم البعض، وكتبوا ونشروا في جميع الأنحاء أن رعايا السلطان، المتشبثين بعقيدتهم، يشعرون باستياء عميق لرؤيته وهو يعيش في حياته الخاصة رفقة الأوروبيين، ويعتنق عاداتهم، ويجاريهم في مبتكراتهم الشيطانية، وأن في هذا الأمر وحده تكمن أسباب التوترات التي تنشب في المغرب”. (في صحبة السلطان، ص.95.)
رفض المغاربة للمعرفة التي يلقنها كابريل فيير للسلطان مولاي عبد العزيز، يقابله رفض آخر للثقافة القانونية التي حاول السيد هاريسHarris، صديق القائد السير هاري ماكلين، مراسل صحيفة Times تلقينها للسلطان مولاي عبد العزيز، إذ اقترح عليه إصلاحات تتعلق بالضريبة” أو على الأصح،وضع ضريبة قانونية على الطريقة الأوروبية، أو بالأحرى على الطريقة الانجليزية، والسبب أن هاريس عانى من”التجاوزات التعسفية التي كانت تنجم عن النظام الاستبدادي المعمول به يومذاك في جباية الضرائب بأيدي القياد. لكن هذه المعرفة القانونية تصبح”وهما”، ذلك أن مولاي عبد العزيز أعجب أيما إعجاب بهذا الوهم، وفي سنة 1901 أمر بتطبيق مجموعة من الإجراءات والتدابير التي أعدها صديقه الجديد(في صحبة السلطان، ص.80.) وكما قوبل تعلم واستعمال مبتكرات أوروبا الصناعية جوبهت أيضا بالرفض نفسه معرفة وتطبيق معرفة الآخر القانونية حول العدالة الاجتماعية، إذ أن السلطان مولاي عبدالعزيز ترك تنفيذ هذا”المخطط الفريد” للقياد، إذ “أن السلطان لم يكن يتصل إلا من بعيد، برعاياه، حتى أشدهم وفاء له.فقد كان يقوم بينه وبينهم القياد، وهم المستفيدون المباشرون حقا،من بقاء الحال على ما هو عليه. وكان هؤلاء الوسطاء المريبون يقومون بتأويل القرارات السلطانية بما يخدم مصالحهم،ويطبقونها على نحو أمكنهم به أن يؤلبوا البلاد قاطبة على الضريبة التي جاء بها هاريس.” (في صحبة السلطان، ص.81.)
لكن غابريال فيير وهو يكتب عن فشل تطبيق المعرفة العلمية والقانونية في مجتمع مغلق، يكتب عن نظام سياسي تقليدي يعيش لحظة الانهيار السياسي والاقتصادي لأسباب يطول الحديث عنها في هذا المقام، لكنه نظام سياسي يمر تقييمه التاريخي عبر أطروحة الاستبداد الشرقي، ذلك أن علاقة السلطان بالشعب علاقة تطبعها القداسة المبنية على مفهوم البيعة.
لا يمكن إلى حد ما قبول الرأي الذي يصدر عن كابريال فيير عندما يقول أن “كل خرجة من خرجات السلطان، وكل تنقلاته، كخروجه من قصر الصيف إلى قصر الشتاء، وحتى –ولاسيما-إذا خرج بمفرده، تكون سببا في عرقلة عظيمة في الأحياء التي يمر بها، وإزعاج شديد لساكنة هذه الأحياء.” (في صحبة السلطان، (ص.6) لكن إعادة قراءة خطاب فيير يكشف أن الأمور تتجاوز فيير والسلطان مولاي عبد العزيز، ذلك أن خرجات السلطان كانت تحمل بين طياتها خرقا لشفرة قداسة الواحد (السلطان السياسية)، في علاقته بمكونات المخزن خاصة الحاشية السلطانية، ومن ثم لا يمكن تفسير رفض خرجات السلطان دون استحضار التصور المخزني القائم على قداسة السلطان وحاشيته التي هي في مرتبة عليا عن الشعب. وها هنا تتكلم سلطة المعرفة التي يعقد من خلالها غابريال فيير المقارنة بين حضارة النحن (الأوروبيين) وحضارة الهم (المغاربة). ذلك أنه من “الطبيعي أن يكون القادة الدينيون، والمحافظون الأشداء على التقاليد وعن العقيدة، وحتى أفراد المخزن، وسائر من يستفيدون من بقاء وضعية البلاد على حالها، ينظرون باستياء إلى الميولات التي كانت للسلطان الشاب مولاي عبد العزيز نحو حضارتنا. ومن الطبيعي، كذلك، أن يقوم العلماء بتحريض المؤمنين، وأن يجيئوا، في ما بعد، إلى السلطان، وتنبيهه إلى الحركة التي أطلقوها هم أنفسهم”.(في صحبة السلطان، ص.97.)
كلام غاببريال فيير يحتمل تأويلين، من جهة هناك من يستفيد من الوضع القائمstatu quo، لكنه قول يضمر بين ثناياه معارضته للنخبة الوطنية المثقفة للإمبريالية الفرنسية التي بدأت تتكالب على المغرب تمهيدا لفرض الحماية عليه سنة 1912، لكن فيير الذي يعلم علم اليقين أن الاستعمار الفرنسي للمغرب واقع لاريب فيه، يرى في خرجات مولاي عبد العزيز ضربا للتقاليد السلطانية وشفرة قداسته التاريخية والسياسية القائمة على تعالي شخصه في الزمان والمكان، ليتحول المغرب إلى هذا الفضاء المخالف لفضاء النحن، ذلك أن “القاعدة في هذا البلد تقوم على”أن يحتجب السلطان عن الأنظار، ولا يظهر إلا في المناسبات النادرة، لكي يحفظ لنفسه التقديس الذي يحيط به رعاياه، وأكاد أجزن أن السلطان لا يظهر في غير الأعياد والحفلات الدينية السنوية، التي يحاط فيه فيها من الإجلال والتعظيم”. (في صحبة السلطان، ص.96.)
إن السلطان، في منظور غابرييل فيير، هو هذا الآخر الذي يملأ الزمان والمكان، كائن مطلق الحضور، و”إذا غامر، يضيق فيير، بالخروج، فإن النظر إليه يكون من قبيل التعدي على حرمته، ذلك بأن شخصه مقدس، فلا يقترب منه أحد إلا وهو حافي القدمين. وهذا تصور خرافي يحاط به السلطان! وإذا حدث أن خرج للتنزه بمعية حاشيته، في حدائق أكدال الفسيح من القصر الملكي، تحتم على كل من يعمل بالبستنة أن يختفي أو أن يدير ظهره لسيدنا كلما مر بالقرب منهم، بل إنه إذا برز السلطان “يفرون كفرق الطيور، ولا يعودون إلى أعمالهم إلا بعد أن يختفي عن الأنظار. (في صحبة السلطان، ص.97.) حاول مولاي عبد العزيز في فاس أن يلغي هذا الاهتمام المبالغ لشخصه، ويضيف فيير قائلا “فلما وصلنا على فاس، بادر بالأمر أنه إذا ظهر، في مقبل الأيام، لا ينبغي لأخ أن ينقطع عن أشغاله، أو يهتم لوجوده، أو يتكلف مجرد السلام عليه.” (في صحبة السلطان، ص.97.) وبطبيعة الحال كان الرفض هو النتيجة الحتمية لهذا الإصلاح تجاه تقليد مخزني لأنه إصلاح سينسف من الداخل بنية النسق السياسي للمخزن إذ كان، هذا الأمر”مثارا لاعتراض العلماء وشيوخ المسلمين عليه، وحيث إنه كان قد شغف كثيرا بقيادة السيارة بضعة أشهر، فهذا زاد من وثيرة خروجه عما كان في الماضي. فكان يتلقى اللوم الشديد عن ظهوره، وعدم اهتمام بدور المعبود الذي يراد له يلعبه. وسيظل قدر الإمبراطور المسكين، على الدوام، أن يرى مزاجه الطيب، وبساطته في تعارض مع واجبات بالية لم يكن يسمح له بإهمالها أو التفريط فيها.” (في صحبة السلطان، ص.97.)

2 – 2 – المعرفة والسلطة

نصل الآن إلى جوهر الموضوع، في عملية التموضع الاستراتيجي في خطاب غابريال فير، والتي تكشف عن هذه الدونية التي يكنها الاستشراق تجاه كل ما هو مغربي، ففي رحلة غابريال فير نعثر على هذا التعالق العميق القائم والمباشر بين أطروحات الاستشراق وما يصفه ويحكيه، وإذا ما نحن وظفنا لغة ادوار سعيد المنهجية، أمكننا القول إن غابريال فير وهو يكتب عن المغرب يموضع نفسه بإزاء المغرب وبالنسبة إليه، وعندما يترجم هذا التموضع داخل النص فإنه يشمل نمط القول السردي الذي يتبناه.نمط البنية التي يتبناها،نمط الصور، والموضوعات، والموتيفات التي تدور في نصه. ، ومن ثم فتموضع غابريال فير الاستراتيجي في رحلته تجاه المادة (المغرب) التي يكتب عنها، يفترض معرفة مسبقة بموضوع الوصف، ذلك أن كل “كاتب عن الشرق (ويصدق هذا حتى على هوميروس )يفترض سابق شرقي له، معرفة ما مسبقة بالشرق، يشير إليهما وعليهما يعتمد”( -الاستشراق .ص53). الاستشراق قائم على مقدمة أساسية هي “الخارجية” L’extériorité أي على حقيقة أن المستشرق، شاعرا أو كاتبا أو سياسيا، يجعل الشرق يتحدث ويصف الشرق ويجعل أسراره ومهماته واضحة للغرب ومن أجله.
لكن أين تتجلى السلطة المعرفية التي يمارسها فيير تجاه المادة (المغرب) التي يكتب عنها؟ بما أن مفهوم التمثيلReprésentation مفهوم مسرحي، فإن المغرب، أو بالأحرى فضاء المغرب يتحول، وعلى غرار الكتابات الاستشراقية، إلى “مسرح يحصر عليه الشرق،وعلى هذا المسرح ستظهر شخصيات دورها أن تمثل الكل الأوسع الذي تنبع منه.” (في صحبة السلطان، ص.120.) هكذا يحضر المغرب بكائناته وحضارته في خطاب فيير كآخر مخالف لحضارة النحن (الغرب)، وعلى هذا الفضاء تَتَمَسْرح كائنات تنتج ما يسميه ادوارد سعيد “الجغرافية التخييلية”، القائمة على “شرقنة الشرق”.
والواقع أن خطاب كابريال فير لا يمكن عزله عن هذه السلطة التي سعى الاستشراق بمختلف فروعه المعرفية لأن يمارسها على الشرق كموضوع معرفة، ذلك أن الاستشراق وهو ينتج معرفة متخيلة (أو تخييلية) عن الشرق بشكل عام والعرب بشكل خاص، يكون قد كشف ظاهرة عجيبة تتمثل في تكريس الغربي نفسه لدراسة “الشرق”، وهي ظاهرة يعلق عليها الدكتور كمال أبويب وهو يقدم لكتاب الاستشراق، “لم ينشأ لها معادل معروف عبر تاريخ الثقافة، كظاهرة تخص الغرب والشرق” لماذا؟ لأن الغرب بوصفه ردة فعل مشروطة بمعطيات تاريخية ودينية وفكرية واقتصادية للشرق، خلق تصورات ومناهج تجسد تيارات فكرية وعلمية أساسية في الغرب نفسه لا في الشرق، أما موضوع دراسة الاستشراق فهو الاستشراق باعتباره “الجوهر السرمدي الموحد المتناغم، الكلي، الذي لا يسمح بنشوء ملامح فردية أو حركات تاريخية فيه.” (في صحبة السلطان، ص.6.) لقد عوين الشرق كصفات والصفة ثبات، وهكذا تنشأ بين المُعَاين والمُعاين علاقة الإسقاط، فالاستشراق، يضيف كمال أبويب، “لايكشف فاعلية المعاين والمعاين… بل إنه يكشف كذلك فاعلية المُعَاين في المعاين، إذ يجلو أن عملية الفاعلية ثنائية الاتجاه.. بمعنى إن الموضوع المعاين يبدأ بصياغة المعاين صورته في المعاين التي تتمثلها ويقوم بتمثيلها المعاين. هكذا يصبح الاستشراق (البنية الفكرية الغربية) ممتلكا للخصائص التي عاينها في الشرق (البنية الفكرية اللاغربية)، لتكرس السلطة الثقافية للاستشراق نفسها مجالا للحقيقة.
إن الشرق هو كيان مشكل ومكون لا حقيقة من حقائق الطبيعة، وعلاقة المستشرق بموضوع معرفته (الشرق) علاقة تجسد”علاقة القوة وممارسة السيطرة في مفهوم المعجبة والاستعراض. حيث يكون موضوع القوة (الأدنى –المستضعف) وهو هنا الشرق والشرقي- مادة استعراضية صامتة على مسرح مادة ما: تمثل استعراضيتها، في الوقت نفسه، نمطا من العقوبة التأديبية التي يمارسها المستعرض (الأعلى، الأقوى) بحيث تصبح العقوبة التجسيد الأسمى لقوة السيد وسيادته. وهكذا ترتبط القوة في أعلى صورتها بامتلاك القدرة والطاقة على تقديم معجبة فرجة مثيرة مغرضة.” (في صحبة السلطان، ص.6.) فالاستشراق، ويصدق هذا القول على كتاب كابريال فير، تصور الشرق تصورا استعماريا عرقيا فوقيا متجذرا في القوة.
هكذا يتحول المغرب في خطاب كابريال فير إلى هذه الجغرافية المتخيلة، الفضاء-الآخر الذي يخالف فضاء- النحن (الأوروبيين)، ففي فصل “عادات وتقاليد مغربية” يحضر المغربي ككائن مخالف لثقافة النحن، ويتجلى مخاطب كابريال فير بشكل جلي، إنه هذا المتلقي الأوروبي الجمعي الذي يكتب له فير قائلا: “أود قبل التطرق إلى الشأن السياسي، أن أطلعكم على بعض الزوايا من الحياة المغربية، لا تزال برغم كل شيء غامضة ملغزة على الأوروبيين. فلا يمكنهم أن يروا من هذا الأمر، في مدينة طنجة إلا سطحه.” (في صحبة السلطان، ص.173.) ليتحول فضاء-المغرب إلى هذا المسرح العياني والمرئي الذي يلعب فيه المغاربة الأدوار التي يتوجب عليهم أن يلعبوها في الخطاب الذي يصوغه الرائي تجاه المرئي، ويتحول المغاربة إلى أشكال تستثمر بقيم ترتبط بالمعاين تجاه المعاين، فالمغربي كائن يستوطن الخوف سيكولوجيته العميقة، لأنه إنسان على “غير حظ كبير من شجاعة. ولست أدري بأي صورة سوف يظهر في ذلك “الجهاد” المزعوم، الذي يتوعدنا به المغاربة، ذلك بأنها حرب ليست ببعيدة الوقوع، لو نلنا هؤلاء المغاربة بأي نوع من أنواع الاستفزاز.” (في صحبة السلطان، ص.174.)، والنتيجة أن المغربي بشكل عام غير مؤهل عسكريا لخوض الحرب ضد فرنسا ، لأنه “لا يعرف التسديد .ولو اتفق أن أعطيت الواحد منهم بندقية، فإن أول ما يفعل أن يزيل عنها مرفاع التصويب، كأنها فضلة زائدة، لا نفع فيها. فهو لا يعرف أن يستعملها.” (في صحبة السلطان، ص.174.)
هل هناك من مبرر لوسم المغاربة بالخوف والميول إلى الانسحاب؟ (في صحبة السلطان، ص.175.) الشيء الأكيد أن كابريال فير كان يفكر كفرنسي انطلاقا مما هي مقدمة عليه فرنسا الاستعمارية، فهي كما يقول مخاطبا السلطان مولاي عبد العزيز،”لن تتراجع أو تتوقف إلا بعد أن تبسط نفوذها على بلادك كلها، وتقتل أنت في الخرب، على رأس جنودك، أو تنفى”. (في صحبة السلطان، ص.218.) ذلك أن الأوروبيين بما لهم من مصالح كثيرة وعظيمة في المغرب، لا يمكنهم أن يظلوا مكتوفي الأيدي، وهم يرون البلاد تغرق، كما هو حالها (يومذاك)، في الفوضى، وتظل تقوم من عصيان إلى اضطراب، فريسة للحروب المشتعلة”. (في صحبة السلطان، ص.219.)
هكذا يقدم المغاربة، وتحت تأثير النخب الدينية والسياسية التقليدية، على أنهم يرفضون الإصلاحات التي يسعى الأوروبيون بشكل عام وفرنسا بشكل خاص إدخالها إلى المغرب، لأن المغربي “لا يحب الأوروبيين.ذلك أمر مؤكد، لا شك فيه.” (في صحبة السلطان، ص.177.) ومن ثم يضحى المغربي كائنا يحتاج إلى مراجعة لكينونته وشفرته الوجودية code existentiel أي ما يشكل هويته ويتدخل في تشكيلها. ومن ثم يتحول المغاربة إلى”كائنات بهيمية، كل همها إشباع رغبات، هي في عمومها، حارة عنيفة، فيما يعجزون عن بذل المشاعر الرقيقة.” (في صحبة السلطان، ص.195.)، والمغربي كائن “شهواني شبق (في صحبة السلطان، ص.189.)، لا يتوقف عن الحديث عن الجنس، إنه ينتمي إلى الشرق الإسلامي، شرق الحريم حيث يهيمن الذكر على الأنثى، وهذه الشبقية ناجمة عن كون أمور الغرام تتبوأ المكانة الهامة في مخيال المغربي “فأنت تسمع الرجال، ما أن يفرغوا من أحاديثهم المقتضبة في الموضوعات التافهة، وينتهوا من الشائعات التي طرقت أسماعهم في المسجد، وينتهوا من أحداث يومهم، أو يفرغوا مما قد يتفق لهم أن يطرقوا من شؤون السياسة، حتى يعودوا في عجلة، إلى حديث الجنس، لا يكادون يملون الثرثرة فيه.” (في صحبة السلطان، ص.189.)
وعندما تطرح مسألة المغربي وطرائق تصوره للفضاء، يصبح فضاء المغاربة في صيغ هندسته مخالفا لفضاء الشعوب المتحضرة، «فالحمامات تقوم من حياة المغربي المتأنق مقام الكنيسة أو المتجر الكبير الكبير، و”أماكن التبضع” عامة، عند بعض من تعرفون عند الشعوب المتحضرة.” (في صحبة السلطان، ص.188.)، وفي وصفه للفضاء تفيض أحكام القيمة التي تقذف بكرامة المرأة المغربية في مستنقع الرذيلة إذ تتحول هذه الأخيرة، وعلى غرار الرجل، إلى كائن شهواني يبحث عن اللذة لأنها “ولوعة بالمغامرات (الغراميات)، شديدة الفضول، لا يدفعها إلى تلك المغامرات غير ذلك الفضول.فما أقل النساء اللائي يتاجرن بجمالهن. زيادة على أن البلاد التي يكون بيمين الرجل فيها دزينة من الخليلات في أقل تقدير، لا تترك لمعظم النساء، داخل البيت، من سبيل إلى إشباع شهواتهن،غير التافه منها.ولذلك يتركن البيت بحثا عما ينقصهن من متع.” (في صحبة السلطان، ص.188.)
ولا تتوقف أوصاف غابريال فير لشفرة المغربي الوجودية عند هذا الحد بل تتجاوزها نحو إدماج هذه الصفات ضمن إطار عرقي كلي، يشبه المغاربة “بإخوانهم الشرقيين.” (في صحبة السلطان، ص.182.) فالمغاربة “مولوعون بالعطور شأن إخوتهم الشرقيين.فإذا فرغوا من غسل أيديهم، اعتنوا بغسل أفواههم، وأسنانهم بالصابون أيضا، وحيث إنهم لم يكن لهم بالطست، فقد كان الخادم يصب الماء للضيف في راحة كفه.” (في صحبة السلطان، ص.182.)، ومن بؤرة التعالي والسخرية من ثقافة الآخرين يصبح كل ما هو مخالف لثقافة النحن عرضة للازدراء والتحقير، فطعام المغاربة وموسيقاهم يثيران الدهشة والاشمئزاز في الآن نفسه، وهكذا فطبق الدجاج الذي يقدم إلى كابريال فيير في منزل وزير الحربية المنبهي، يثير اشمئزازه،وكما يقول”كان طبق دجاج، وكنا خمسة. فقدمت لكل واحد منا دجاجة محشوة كسكسا.كانت الدجاجات محمرة، والكسكس محلى. فما كان أفظعه من خليط! لم أكد أتذوق ذلك الطبق حتى زهدت فيه. وأما الضيوف الآخرون، من المولعين بالحلويات،فقد بدا عليهم أنهم استمرأوا الأكل كثيرا”. لكن ما انفض الجمع حتى هرع إلى منزله ليصيب هناك غذاء حقيقيا. (في صحبة السلطان، ص.181.) أضف إلى ذلك القرف الذي تسرب إلى نفسية فيير تجاه الطعام، فالأطباق والمغارف والملاعق والشوكات، كل هذه الأدوات كانت متسخة كلها، وأغلب الظن أنها لم تستعمل، منذ وقت طويل، فلم نجرؤ على لمسها.” (في صحبة السلطان، ص.180.)
هكذا يمتد الزيف والكذب حتى إلى طعام المغاربة وثقافة طعامهم، وتصبح موسيقى المغاربة عبارة عن ضجيج، موسيقى جهنمية، إذ يستحيل “على المرء أن يتصور عزفا يفوق ما سمعنا، يومئذ، ضوضاء وصخبا.” (في صحبة السلطان، ص.179.) هكذا يغدو الشرق، والمغرب ينتمي إلى هذا المجال الجغرافي المسمى الشرق، في خطاب المستشرق “كما لو أن ثمة برميلا اسمه الشرق تطرح دون تفكير جميع آراء الغرب السلطوية، اللامستوية، والتقليدية حول الشرق”. ومن ثم فالشرق وكل ما فيه بحاجة إلى دراسة تصحيحية من قبل الغرب. .

على سبيل التركيب

هل من خلاصة يمكن استنباطها من هذه القراءة لكتاب”في صحبة السلطان”؟
الجواب: إنها قراءة تسعى إلى الكشف عن التموضع الاستراتيجي للمستشرق تجاه المغرب كموضوع معرفة للكتابة. وكتاب غابريال فيير يكشف عن التموضع الاستراتيجي لكاتب-رحالة فرنسي لا يمكن التفكير فيه دون موضعته هذه الوضعية الاستراتيجية في إطار ثلاث مكونات ساهمت، كما يرى سعيد بنسعيد العلوي في رسم الملامح البارزة لصورة المغربي في الوعي الثقافي الفرنسي المعاصر بواسطة عمل الاستشراق، وعملت على تعميق تلك الصورة وإكسابها طبيعة المقولات الثابتة والعادات الذهنية القارة، وكما يرى سعيد بنسعيد العلوي إن صورة المغرب في المخيال الجماعي الفرنسي خاصة، تجد جذورها العميقة في هذه الأسطورة من حيث التطابق التام في الذهن بين المشرقي وبين المغربي. فالمغرب “جزء من”الشرق”، بكل ما يشتمل عليه الشرق من سخر وغرابة وغموض وهو بعض من “أرض الإسلام”، بكل ما يحمله النعت، في ذلك الوعي الثقافي، من معاني تحمل على النفور والانزواء والرفض آنا والإعجاب والدهشة آنا آخر.ثم إن ما كتبه الرحالة وسجلوه من ملاحظات أو أصدروه من أحكام،ينضاف إلى الصورة السابقة ليصبح جزءا من مكوناتها. وأخيرا فإن الأطماع الاستعمارية الفرنسية، وما سخر لخدمتها من وسائل “علمية” هائلة ومن تجند لتنفيذها، عفوا أو قصدا، من العلماء والباحثين تأتي لإكساب تلك الصورة ما تكون في حاجة إليه من وسائل الدعم والمساندة وتمكينها من القوة الكافية.

مراجع
1- غابريال فير، في صحبة السلطان- المغرب- (1901- 1905)، ترجمة عبدالرحيم حزل، إفريقيا الشرق، 2009.
2 – إدوارد سعيد، تعقيبات على الاستشراق، ترجمة وتحرير صبحي حديدي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر،ط. 1، 1996، ص.105.
2 – يراجع في هذا الإطار الكتاب الجماعي الانتربولوجيا والتاريخ حالة المغرب العربي، ترجمة عبد الإله السبتي وعبد اللطيف الفلق، دار توبقال للنشر، ط. 1،1988.
4 -Edward W.Said ,L’orientalisme,L’orient crée par l’Occident,traduit de l’américain par Catherine Malmoud,Seuil,2003.p33.
ادوارد سعيد، الاستشراق، المعرفة السلطة، الإنشاء، ترجمة وتقديم كمال أبوديب، ط. 2، 1984، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ص.125.
5- المرجع نفسه،ص 56.
-Abdallah Laroui,Les origines sociales et culturelles du nationalisme Marocain-1830-1912.Centre culturel arabe.3 edit ,2009.p178.
– أستعيد في هذا الإطار دراستنا حول”الاستشراق في رواية أرض السواد” لعبد الرحمان منيف ضمن كتابنا”حفريات في الرواية العربية”،دار الورزازي للنشر،2005،ص67 وما بعدها.
– إدوارد سعيد،الاستشراق…، الترجمة العربية،ص
– هذا ما يقول كابريال فير مخاطبا السلطان مولاي عبد العزيز” أجل لكن ليس عندك بنادق ولا مدافع ولا بارود ولا كرا ت مدفعية”(217).
– إدوارد سعيد ..نفس المرجع.ت.ع ،ص 71.
– ادوارد سعيد ،المرجع نفسه ،ص125.
– سعيد بنسعيد العلوي،»صورة المغرب في الاستشراق الفرنسي المعاصر»، بحث قدم في ندوة المغرب في الدراسات الاستشراقية، وقائع الندوة السادسة للجنة القيم الروحية والفكرية، مراكش (شوال 1413 هـ / أبريل 1993)، الرباط، أكاديمية المملكة المغربية، 1995، ص.99 -100.


الكاتب : محمد الدوهو

  

بتاريخ : 13/04/2018

أخبار مرتبطة

  بالنسبة لقارئ غير دروب بالمسافات التي قطعها الشعر المغربي الحديث، فإنّه سيتجشم بعض العناء في تلقّي متن القصائد الّتي

« القصة القصيرة الجيدة تنتزعني من نفسي ثم تعيدني إليها بصعوبة ، لأن مقياسي قد تغير ، ولم أعد مرتاحا

«هَل أنا ابْنُكَ يا أبي؟» مجموعة قصصية جديدة   «هَل أنا ابْنُكَ يا أبي؟»هي المجموعة القصصية الثالثة لمحمد برادة، بعد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *