المكتبة الشاطئية في دورتها الرابعة تكرم الجويطي والعطري بالجديدة وتحتفي بالشعر والتشكيل

تحت شعار «القراءة سفر واكتشاف» تنظم المكتبة الوسائطية إدريس التاشفيني بالجديدة وجمعية أصدقائها وجمعية صفحات جديدة الدورة الرابعة للمكتبة الشاطئية التي تمتد ما بين 10 غشت إلى غاية 28 منه، حيث كرمت خلال اليوم الافتتاحي كلا من الكاتب الروائي عبد الكريم الجويطي والباحث السوسيولوجي عبد الرحيم العطري بمناسبة فوزهما بجائزة المغرب للكتاب، إضافة إلى تكريم فعاليات ثقافية وطنية أخرى كعبد الرحيم العلام رئيس اتحاد كتاب المغرب، ومراد القادري رئيس بيت الشعر إضافة إلى عزيزة يحضيه العمر رئيسة رابطة كاتبات المغرب.

ولقد عرف حفل الافتتاح بعض الأنشطة الموازية انطلاقاً من زيارة أروقة معرض مصغر تقيمه مكتبة باريس بالجديدة، ومعرض للفن التشكيلي، وورشة للفن التشكيلي لفائدة الأطفال المعاقين، ثم انتهاء بعرض كلمات كل من محافظ المكتبة الوسائطية التاشفيني عبد الله سليماني، ورئيس جمعية أصدقاء المكتبة حسن حصاري. وقبل أن يتدخل المحتفى بهم كل على حدة لتقديم ارتساماتهم حول التكريم وحول هذه المبادرة الثقافية المتميزة، كان موعد الحضور مع نشيد حول موضوع القراءة وأهميتها بالنسبة للإنسان من تقديم أطفال قادمين من اولاد تايمة استحسنها الجمهور والحضور.
بعد هذه الأنشطة الموازية المتعددة، انتقل الجمهور والضيوف إلى فندق بيلمان Pulman لحضور لقاء مفتوح مع الكاتبين المحتفى بهما عبد الرحيم العطري وعبد الكريم الجويطي للحديث عن كتابيهما المتوجين بالجائزة وعن تجربتيهما في ميدان الكتابة حيث سير اللقاء الكاتب والناقد الحبيب الدايم ربي. في حديثه عن تجربته في الكتابة، وخاصة في روايته الأخيرة «المغاربة» عبّر عبد الكريم الجويطي عن إرهاصات الكتابة وعن معاناته المختلفة في عمله الإداري والجمعوي وعن رؤيته للمجتمع والسلطة في المغرب، حيث كانت هذه القضايا من أهم ما عالجه في الرواية. فالمغاربة اليوم مدعوون، حسب الكاتب، إلى إعادة النظر في تاريخهم والتصالح معه من جديد، لأنه تاريخ حافل بالخيبات والبؤس والتضحيات والمعاناة، وإن لم يستيقظوا من نومهم ومن خضوعهم لسلطة الخوف والتجاهل فإنهم لن يبرحوا مكانهم أبداً، وقد يجدوا أنفسهم في المستقبل القريب في وضع أكثر كارثية. أما الدكتور الباحث عبد الرحيم العطري فيتقاطع مع الروائي في كل ما قاله، ويضيف إليه أن المغاربة الآن يحتاجون إلى خلخلة في الوعي والفكر، بل إلى وقفة حقيقية لمراجعة ذواتهم والانطلاق من جديد، وعليهم أن يختاروا بين أساليب أربعة (ذكرها الصحفي المصري فهمي هويدي) وهي: إما أن يختاروا أسلوب أصحاب المباخر، أو أصحاب الأقراص الفوارة، أو إقامة جسر بينهم وبين الطوفان الذي قد يأتي على الأخضر اليابس، أو يستعملوا مركباً للعبور نحو بر الأمان. وأضاف العطري أن على المغاربة جميعهم دون استثناء أن يعيدوا النظر في مفهوم السلطة والأعيان ومحاولة القطع مع هذه الثقافة وذلك من خلال إعادة توزيع الأرض أي الثروة العقارية التي تعتبر العنصر الأساسي في تنمية المجتمع وتقدمه وتطوره.
كما كان لعشاق التشكيل يوم السبت 12 غشت 2017، موعد خاص مع فنان من طراز مختلف وتشكيلي مثقف ومتواضع عهد فيه الجميع تواضع الكبار ألا وهو الفنان التشكيلي العالمي عبد الكريم الأزهر الذي قدمه الفنان والناقد التشكيلي إبراهيم الحيسن، حيث استطاع من خلال كلمته وشريطه المصور الذي قدمه للحضور من إعطاء نبذة عن الفنان الأزهر وعن تجربته الفنية الرائدة في المغرب والعالم العربي وفي العالم أيضاً. فالفنان عبد الكريم الأزهر يعتبر من الفنانين المغاربة الذين راكموا تجربة فنية تشكيلية كبيرة وأثروا بها في العديد من تلامذتهم والفنانين الشباب الذين أتوا من بعدهم.
إن الأزهر ومن خلال ما قدمه الحيسن وما يعرفه عنه الكثيرون من النقاد الفنيين والمتتبعين لتجربته قد استطاع أن يؤسس لنفسه تجربة مختلفة في الفن التشكيلي، إن لم نقل إنه صاحب مدرسة تشكيلية خاصة به. ولعل مساهمته الكبيرة والدائمة في الملتقيات الفنية الوطنية والعربية والعالمية أكبر دليل على ذلك، بل إن دعمه المتواصل للمبدعين من خلال إهدائهم للوحاته الفنية لتأثيث أغلفة كتب مبدعين مغاربة وعرب أفضل دليل على تقديره للأدب وأهله وتفاعله معه بأسلوبه الخاص وبطريقته المعهودة فيه.
في الأمسية الأخرى التي تم تنظيمها يوم 13 غشت 2017، ودائماً في إطار أنشطة المكتبة الشاطئية، والتي كانت مخصصة للشعر وأهله، شارك فيها كل من الشعراء حسنة عدي، محمود حمود، وعز العرب إدريسي أزمي وتقديم الشاعرة مليكة فهيم. الجلسة عرفت تقديم وتوقيع الدواوين التالية: «فيك عرفت مولدي» لحسنة عدي، و»هواجس قرصان» لمحمد حمود، و»رسالة من تحت الضباب» لعز العرب إدريسي أزمي، كما عرفت تقديم كل شاعر على حدة لتجربته في كتابة الشعر وعلاقته به موقفه من بعض القضايا الشعرية المثارة في الساحة الأدبية والنقدية العربية والعالمية، مثل قضية التناص والإيقاع والحداثة الشعرية… ولتكتمل الجلسة الشعرية الجميلة كان لابد من مساهمة الشاعر المتميز سعيد التاشفيني بقصيدة من قصائده الجميلة التي لقيت استحسانا من الجمهور وتفاعل معها بطريقته الخاصة كعادته…


الكاتب : بقلم: عزيز العرباوي

  

بتاريخ : 17/08/2017