انطباعات أولية.. حول فيلم « غزية « لنبيل عيوش

انطلقت يوم الأربعاء، الرابع عشر من شهر فبراير الجاري ، ببعض القاعات السينمائية الوطنية ، العروض التجارية لفيلم نبيل عيوش الجديد « غزية « (2017) . وهذا الفيلم ، الذي تستغرق مدة عرضه ساعتين تقريبا ، يتميز بتصويره الجميل لفضاءات طبيعية متنوعة بنواحي ورزازات ومناطق أطلسية أمازيغية جبلية ، بالإضافة إلى فضاءات الدار البيضاء المختلفة التي تجري فيها أغلب الأحداث ، وبالمقاطع الموسيقية المصاحبة لبعض مشاهده . كما يتميز بالأداء المقنع لأغلبية الممثلين المشاركين في تشخيص أدواره ، خصوصا يونس بواب والشابتين مها البخاري و دنيا بينبين وأمين الناجي في دور المعلم والسعدية لاديب … وحسب تصريح لمخرجه فهو يقدم من خلاله نظرته للمجتمع المغربي من زوايا متعددة (واقع التعليم بالعالم القروي ، الفوارق الطبقية ، أحداث الدار البيضاء ، الحريات الفردية ، معاناة يهود مغاربة كبار في السن …) عبر خمس قصص أو مصائر متشابكة .
ومرة أخرى يبرهن نبيل عيوش في هذا الفيلم الجديد ، كما في أفلامه السابقة ، على أنه قادر على إنجاز أفلام بالمواصفات التقنية المتعارف عليها دوليا . وهذا ليس غريبا على مخرج ومنتج ومنفذ إنتاج يحسن العثور على مدعمين ومشاركين في الإنتاج من داخل المغرب وخارجه ، ويشتغل مع تقنيين أجانب متمرسين في إدارة التصوير وهندسة الصوت والمونطاج وغيرها من التخصصات .
ما يثير الانتباه في فيلم « غزية « هو تركيز مخرجه أكثر على جسد زوجته الحالية مريم التوزاني ، بطلة الفيلم والمشاركة معه في كتابة سيناريوه ،  من جوانبه المختلفة وعلى رأسها وجهها ، الذي صوره على امتداد زمن الفيلم في لقطات مكبرة كثيرة ، وبطنها المنتفخ نسبيا ، الذي كشفت عنه عاريا في نهاية الفيلم ، وهي حامل في شهرها الثالث أو الرابع بابنهما « نوهام « ، الذي يبلغ عمره حاليا ستة أشهر حسب تصريحها لأحد المنابر الإعلامية ، وكأنني به يحتفي بها وبجسدها أكثر من غيرها من الممثلات ، خصوصا في أول ظهور لها على شاشة السينما كممثلة بعد أن مارست الصحافة وكتبت وأخرجت أفلاما قصيرة متميزة نال بعضها جوائز هنا وهناك .
أما الخيوط السردية الرابطة بين القصص المتعددة في الفيلم وشخصياتها ، فيبدو للوهلة الأولى أنها ليست بالمتانة والوضوح الكافيين ، الشيء الذي يظهر نوعا من الضبابية في الرؤية والهشاشة في البناء الدرامي للفيلم مع غياب التماسك المحكم بين أحداثه ، كما أن بعض مشاهده تحضر فيها المباشرة أحيانا ويغلب على حواره خليط من اللغات (الأمازيغية والعربية الدارجة والفصيحة والعبرية) مع طغيان ملحوظ للفرنسية .
ولعل تضمن الفيلم  لبعض المشاهد « الساخنة « ذات المنحى البورنوغرافي هو الذي دفع لجنة المشاهدة التابعة للمركز السينمائي المغربي إلى تصنيفه في خانة الأفلام الممنوعة مشاهدتها على الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن ستة عشر سنة .
من بين الممثلين المشاركين في الفيلم هناك البلجيكي أرييه وورتالتر (Arieh Worthalter) وعبد الله ديدان ، وفي أدوار صغيرة كل من الحسين التيجيتي وحميد الزوغي وبنعيسى الجيراري وأمال صقر وغيرهم .
على أية حال يمكن اعتبار فيلم « غزية « إضافة عددية للفيلموغرافيا السينمائية المغربية ، لكنها ليست بالضرورة إضافة نوعية .


الكاتب : أحمد سيجلماسي

  

بتاريخ : 17/02/2018