انفلات تنظيمي يهدد العديد من تجار «سوق القريعة» بالإفلاس

رغم تعدد مراسلات المتضررين من تكريسه ، و تطرق مقالات صحفية لعواقبه الوخيمة ، ظل «الانفلات التنظيمي» سمة بارزة بسوق القريعة بالدارالبيضاء، حيث لم تفلح مراسلات المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين في تحريك السلطات المسؤولة بالمنطقة ، الأمر الذي زاد من حجم التذمر والاحتجاج ، خاصة بعد استفحال الوضع « لدرجة التضييق على أصحاب المحلات التجارية الذين يؤدون جميع واجباتهم، من طرف لوبي احتلال الممرات والمساحات الفارغة ومداخل السوق»، يقول بعض التجار المشتكين ، مضيفين «أن جناح الملابس الجاهزة يعد عنوانا لطغيان العشوائية التي غطت على واجهات المحلات التجارية دون مراعاة أرزاق أصحابها بعد أن استولت (طاولات ) الملابس المستعملة وعربات الباعة الجائلين الذين يعرضون كل شيء للبيع (مأكولات خفيفة ، عصير الفواكه ) ، بالإضافة إلى الذين يعرضون بضائع محمولة مجهولة المصدر». و»لم يستثن من هذا التطاول والاحتلال بعض أماكن وقوف السيارات حيث تحولت أمام أنظار السلطات المعنية إلى معارض عشوائية للبضائع والسلع.» يتابع مشتكون.
هذا و»لم تقف الأضرار والمضايقات عند أصحاب المحلات التجارية للألبسة الجاهزة أو الأثاث المنزلية وغيرها، بل طالت أيضا الزائرين والمتسوقين والزبناء وكل من وطأت قدماه هذا المرفق الاقتصادي الحيوي، فقد يؤجل أغلبهم عملية التبضع، أو تغيير الوجهة إلى مرفق تجاري آخر، وذلك خوفا من السرقة وسط أكوام من الباعة الجائلين والغرباء عن السوق، والنشالين المحترفين، حيث تسلب أغراض المتسوقين بشكل يومي وسط هذا الوضع غير العادي».
وتساءل بعض المهتمين بالشأن العام بالمنطقة عن «أسباب غياب الصرامة من قبل السلطات المحلية، ومسؤولي عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، تجاه الوضع الشاذ للسوق، وعدم الحسم في القضاء على مسببات الانفلات التنظيمي الذي يكبد التجار أصحاب المحلات التجارية خسائر كبيرة لدرجة أضحوا معها مهددين بالإفلاس».
وفي هذا الصدد سبق لعضو من المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين، والكاتب الإقليمي بالفداء مرس السلطان، أن دق ناقوس الخطر بشأن» الوضع السائد داخل سوق القريعة « ، مشيرا إلى أنه «أصبح من الصعب الرقي بهذا السوق المعروف على الصعيد الوطني وتحسين الولوج إليه عبر إصلاح الممرات والمسالك. فبنيته التحتية أصبحت لا تلبي تطلعاتنا كتجار ومهنيين ، بالإضافة إلى الانفلات التنظيمي الذي صار لا يبشر بضمان استقرار اقتصادي للمهنيين» . وطالب الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين بالفداء مرس السلطان» السلطات المحلية والأمنية بتحمل كامل مسؤولياتها تجاه ما آلت إليه أوضاع هذا السوق، وذلك في ظل أزمات متتالية جعلت مستقبل العديد من التجار مفتوحا على المجهول».


الكاتب : محمد تامر

  

بتاريخ : 06/02/2019