بجماعات قروية بإقليم تارودانت.. مشروع إحداث منجم للنحاس يثير تخوفات السكان والفعاليات المحلية

لا أحد ينكر أهمية استضافة المغرب ، ولأيام بمراكش، لمؤتمر عالمي من أجل مواجهة التغيرات المناخية ومحاربة التلوث والدفاع عن البيئة من ويلات الغازات السامة المنبعثة من المصانه الضخمة، تلك التي لا تخضع للمعايير الدولية، «مؤتمر كوب 22»، الذي أسفر عن توصيات قوية صادقت عليها جميع الدول المشاركة ضمنها المغرب البلد المضيف…
لكن أحيانا تحاول بعض الجهات الالتفاف على القوانين والقرارات والتوصيات من أجل تحقيق مصالحها الخاصة ، كما هو حال بعض الشركات العملاقة التي تسعى لجني الملايير ، ولو على حساب الإضرار بالبشر والشجر والحجر و الحيوانات الكبيرة والصغيرة المطمئنة في جحورها.
ولأضع النقط على الحروف، أشير إلى بعض صرخات التنبيه بالمواقع التواصلية الافتراضية التي يتحاور فيها أبناء عدة جماعات منتمية إلى دائرة إيغرم إقليم تارودانت، بخصوص معمل لتصفية النحاس، الذي تستعد إحدى الشركات لتشييده قرب العديد من القرى التابعة لجماعة النحيت وجماعة والقاضي وجماعة امي نتيرت وجارتها جماعة أضار … في أفق تصفية حوالي 535 مليون طن من النحاس الذي سيستخرج قرب قرية تيزيرت التابعة لجماعة امي نتيرت ، وتم وضع سجل لتسجيل ملاحظات ساكنة الجماعات الثلاث المشار إليها.وتبعا لاستضافة ذوي الاختصاص إضافة إلى زيارة المناجم المماثلة بل والأصغر منها ومعامل التصفية في مناجم أخرى بهذه الجهة وتلك قضت أكاسيدها وما يستعمل من سوائل سامة على الفرشة المائية وعلى الشجر والحجر والبشر لمسافات شاسعة خاصة عندما تهب الرياح والأمطار ، وبالتالي لا أحد يستفيد من هذا المنجم وذاك إلا من يحصد الملايير دون أن تترك أثرا إيجابيا ما حيث هي، مما يستوجب تخصيص نسبة مائوية للساكنة التي ستضرر لا محالة.
نعم، وضعوا السجل في جماعة والقاضي ليدلي السكان بآرائهم وملاحظاتهم مع العلم أن حوالي90% من ساكنة العالم القروي في هذه المنطقة، يعانون من الأمية، أكثر من هذا المسؤولون يدركون أن هذا النوع من المعامل يهلك الحرث والنسل ما لم تحترم المعايير الدولية الخاصة بالمحافظة على البيئة وساكنتها، ويدركون أن البقية الباقية من السكان قد تغادر هذه المنطقة خوفا على صحتهم وصحة أبنائهم وماشيتهم…
للتذكير في الماضي القريب والحاضر كان حظ هؤلاء السكان قطعانا من الخنزير البري لسنوات حالت بينهم وبين الحرث والحصاد والدرس وكان هذا سببا في هجرة نسبة مهمة من الأسر إلى هذه المدينة وتلك، في الوقت الذي تشيد فيه المستشفيات والكليات بعد التعليم الإعدادي والثانوي ودور الطالب والكماليات بعد الضروريات في جهات أخرى، وتهمل هذه الجهة. وكانت الساكنة تكتفي بالهواء النقي وبتمار اللوز وزيت أركان وبصبر أيوب إلى أن أتى هذا «الوافد» الذي تطرح بشأن تداعياته المحتملة العديد من التساؤلات؟
والسؤال الذي يفرض نفسه هو: ألم يسمع السادة البرلمانيون الذين انتخبتهم الساكنة في دائرة إيغرم إقليم تارودانت، استغاثة السكان واستغاثة أشجار أركان واللوز والطبيعة غير الملوثة والتي كانت متفوقة على الحواضر بهوائها النقي؟
إذا كان الجواب بالنفي؛ فرحمة لله على المسؤولية، وإذا تجاهلوا ما سمعوه وما قرؤوه في المواقع التواصلية فالواجب الوطني والإنساني يفرض عليهم أن يقوموا بزيارة للمنطقة ويعقدوا جلسات مع المنتخبين ومع جمعيات المجتمع المدني، للوقوف على حقيقة الوضع وإيصالها للجهات المسؤولة مركزيا من أجل اتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية السكان والمكان والحيوان . جل أجل
أكثر من هذا؛ ألا تستحق هذه المنطقة زيارة اللجنة البرلمانية المكلفة بالدفاع عن البيئة ؟ وما مصير الجمعيات المدافعة عن حقوق الإنسان وحقوق البيئة النظيفة؟
وبما أن المنطقة حيث المنجم وحيث المعمل لا تتوفر على الفرشة المائية فالشركة المعنية تستعد بدراستها وبإمكانياتها المادية للإتيان بماء الصرف الصحي أو بلغة أوضح الإتيان بماء واد الحار التابع لبلدية اولاد التايمة والمدن المجاورة لها والتابعة خاصة لإقليم تارودانت، مسافة حوالي 140 كلم فأكثر، إلى المعمل المشار إليه لتصفية معدن النحاس بمياه الوادي الحار، وبالتالي احتمال إضافة أمراض الوادي الحار إلى الأكاسيد المسمومة للتصفية في حرب ضد البيئة المسالمة وضد السكان العزل ؟
باسم ساكنة المناطق المعنية نوجه نداء إلى الإعلام السمعي البصري والمكتوب ؛ وفي إطار رسالته النبيلة، من أجل القيام بالزيارة لموقع المنجم وموقع معمل التصفية أو قل معمل تلويث البيئة غير الملوثة ما لم تتدخل الجهات المسؤولة وطنيا للسهر على تطبيق الاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية البيئة والإنسان والتي صادق عليها المغرب، والمطالب باحترام بنودها بالتدخل والمراقبة حماية للإنسان والبيئة مع العمل في شتى الحالات على أن تستفيد المنطقة من خيراتها التي رعاها الآباء والأجداد منذ قرون خلت، بدل أن يكون نصيبهم ما تمت الإشارة إليه أعلاه.


الكاتب : محمد مستاوي

  

بتاريخ : 12/06/2017

أخبار مرتبطة

  بالنسبة لقارئ غير دروب بالمسافات التي قطعها الشعر المغربي الحديث، فإنّه سيتجشم بعض العناء في تلقّي متن القصائد الّتي

« القصة القصيرة الجيدة تنتزعني من نفسي ثم تعيدني إليها بصعوبة ، لأن مقياسي قد تغير ، ولم أعد مرتاحا

أكد على أن تعامل الحكومة مع القطاع ومهنييه يساهم في اتساع دائرة الغموض والقلق   أكد ائتلاف يضم عشر جمعيات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *