بجهة بني ملال – خنيفرة .. العدالة الضريبية و حراك التجار .. أبرز نقط دورة يناير لغرفة التجارة والصناعة

عقدت غرفة التجارة و الصناعة و الخدمات لجهة بني ملال – خنيفرة، بمقر الغرفة يوم 29/01/2019 ، الدورة العادية لشهر يناير 2019 ، و التي حضر أشغالها 38 عضوا من أصل 64 ، و تضمن جدول أعمالها 06 نقط بعد المصادقة على إضافة نقطتين للتداول .
وقد انطلقت الأشغال بتلاوة الرئيس لمضامين محضر الدورة السابقة و المرتبطة بأنشطة الغرفة، و الذي تمت المصادقة عليه بإجماع كافة الأعضاء. وبالموازاة مع حراك التجار على الصعيد الوطني و ما خلفته احتجاجاتهم ضد المادة 145 من قانون المالية، فقد أثير ما اعتبره بعض الحاضرين بمثابة «شطط ضريبي في حق التجار» ، مطالبين بعدالة اجتماعية، منددين في نفس الوقت ب»المتملصين و بطغيان القطاع غير المهيكل وتأثيره على حجم المبيعات «، و هو النقاش الذي جاء بعد تقديم تقرير حول لقاء وزير الصناعة و الاستثمار و التجارة و الاقتصاد الرقمي و رؤساء الغرف و الجمعيات في شأن تطبيق المادة 145 من مدونة الضرائب ، بعد أن تم طرح أسئلة مركزية حول «أسباب تغييب الغرف في المشاورات و الاقتراحات في إطار مقاربة تشاركية»، و»استحضار الظروف الاقتصادية إن على الصعيد الوطني آو الإقليمي في ظل أزمة اقتصادية عالمية ، و التراجع المهول في حجم المبيعات بنسبة مخيفة تصل إلى %70 بعد ما كانت تشكل سنة 2006 %96 ، و بلغت هذه السنة %32 ، ناهيك عن تمركز محلات تجارية شبه عصرية أجنبية غزت كل أحياء المدن و حتى بعض القرى ، و تحظى بامتيازات ضريبية كبرى ، وهو ما أدى إلى و ضع كارثي للتجار الصغار و المتوسطين المحاصرين بكل أنواع الضرائب». كما طالب العديد من الأعضاء «بضرورة إسماع صوت التاجر من جهة من اجل التخفيف عنه من أعباء الرسومات و الضرائب أمام ركود تجاري مقلق ، وكذا المطالبة بتوفير ضمانات اجتماعية كالاستفادة من المعاش و التغطية الصحية» .
وفي هذا الصدد دعا أعضاء الغرفة إلى «ضرورة عقد لقاء مع المدير الجهوي للضرائب» في حين التمس آخرون «عقد يوم دراسي يحضره خبراء في الميدان ، وكذا جمعيات المجتمع المدني و المنتسبين ، وهي مناسبة للتحضير و الإعداد للمناظرة الوطنية التي خرج بها المشاركون في لقائهم الأخير مع الوزير الوصي على القطاع ، و الذي سبق و أن أكد أهمية دور الغرف في تأطير و حماية المنتسبين و الدفاع عن كافة حقوقهم» ، مبديا «أسفه عن تغييب التشاور و اشراك الغرف في كل ماهو مرتبط بقضايا التاجر و بشكل مباشر «, و هي «مناسبة كذلك لجعل الغرف قوة اقتراحية إقليمية فاعلة و مشاركة في صنع القرار و تأطير الحقل التجاري للمنتسبين ، فضلا عن إشراكهم في تنزيل القوانين التنظيمية المرتبطة بالمراسيم و القوانين التي تمت المصادقة عليها من طرف الحكومة و البرلمان «.
مناقشة النقطة المتعلقة بالدراسة والمصادقة على الحساب الإداري لميزانية الغرفة عن سنة 2018 ، لم تخل من توتر ، خاصة قضية السفريات إلى تركيا و التي استأثرت بنقاش حول مصاريف الرحلة و الهدف منها ، حيث اعتبر البعض «صرف المال دون رسم أهداف محددة و ذات قيمة مضافة ، هدرا للمال العام و استغلاله لأغراض لا يسمح بها القانون «. و بالمقابل تم «التنوية بزيارة عمل إلى دولة ماليزيا و التي أثمرت اطلاع الوفد على تجارب و خبرات و ما راكمته غرفة التجارة و الصناعة و الخدمات بماليزيا ، و توجت زيارة العمل بعقد اتفاقية شراكة تشمل عدة ميادين و ستفتح آفاق تعاون أرحب و أكثر مردودية بين الطرفين» .
و أثناء مناقشة قضية تنزيل التوصيات سواء الصادرة عن الدورات أو اللجن تأسف بعض المتدخلين كون اغلبها يظل حبرا على ورق أو بالرفوف .
وفي هذا الصدد أكد بعض الأعضاء في إطار مناقشتهم للملف الضريبي و تداعيات المادة 145 ، على رفع توصية للمناظرة الوطنية تروم تأكيد الغرفة و المنتسبين على اعتماد مقاربة تطوير القوانين شريطة ملامستها لواقع التاجر الصغير و المتوسط ، و طبيعة الرواج التجاري و خصوصيات كل منطقة على حدة « ، مع الدعوة إلى» استحضار عمق اهتمامات و انتظارات التجار و عدم خلطها بما هو تجاذبات سياسية ، مع توحيد الرؤية في معالجة كل قضايا التجار ، وإيصال صوتهم بشكل مباشر «، واعتبروا هذه التوصية «مدخلا أساسيا لتحويل الغرف إلى قوة اقتراحية و مبادرة و مندمجة تحقق الالتقائية الفعالة مع باقي الأطراف ، وهو ما يستدعى كذلك إعداد صيغة واضحة للتعامل أو إلغاء المادة 145 من القانون المالية ، و كذا رفع الظلم الجبائي عن التاجر» .
وفي كلمته أشار رئيس الغرفة إلى» إرهاق التاجر برسومات و ضرائب موازية ، و الضريبة على الدخل و تأدية التاجر لها نيابة عن الشركات المصنعة ، و التي قد تشكل كلها نسبة تصل إلى 40% من الدخل العام ، مما يستوجب على الجميع تعميق النقاش و التوجه نحو المستقبل بالمزيد من التفاؤل و الوحدة و الانسجام».
وفي سياق متصل تمت الدعوة « إلى توظيف مالية الغرفة في مشاريع مهيكلة و منتجة ، وصرف النظر عن بعض الأمور التي لا جدوى من صرف اعتماداتها ، مقابل القيام بإصلاحات و توفير العتاد المكتبي للغرف و الملحقات بكل مناطق الجهة بعد التقسيم الترابي الجهوي الجديد ، و كذلك توفير شروط العمل للموظفين و حماية حرمتهم و هبة المرفق العمومي «.
وفي ختام أشغال الدورة تمت المصادقة على كل نقط جدول الأعمال ، وكذا تغيير المادة 20 من القانون الداخلي .


الكاتب : حسن المرتادي

  

بتاريخ : 05/02/2019

أخبار مرتبطة

عرفت جهة الرباط سلا القنيطرة، حادثة سير خطيرة، يوم الاثنين 22 أبريل الجاري، على مستوى طريق ”الولجة” الرابطة بين مدينتي الرباط

20 تنظيما حقوقيا يدعو رئيس الحكومة للاستجابة لمطالب ساكنة فجيج     يواصل سكان فجيج احتجاجاتهم ضد ما يعتبرونه سعيا

شكلت نتائج محطة انتخابات 2021 على مستوى جماعة كرامة بإقليم ميدلت، لحظة مفصلية للقطع مع زمن حضرت فيه الانتكاسات المتعددة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *