بعد توقف الأشغال : ورش بناء يتحول إلى «بركة آسنة» بقلب المعاريف!

 

تحولت بعض أجزاء مدينة الدارالبيضاء إلى «قرية»، ترييفها اتخذ عدة صور ومظاهر، غزت الأحياء الشعبية كما الراقية على حدّ سواء، حتى باتت الفوضى قاسما مشتركا، وما شجّع على تنامي عدد من المشاهد الشائنة، غضّ الطرف من قبل هذه الجهة أو تلك، أو التعامل بنوع من التهاون واللامبالاة، التي تتخذ بدورها أشكالا مختلفة.
منطقة المعاريف، إحدى المناطق البيضاوية التي كان يُنظر لها باعتبارها راقية قبل سنوات خلت، لكن تلك الصورة تغيّرت بحكم واقع الأشياء التي فرضت ممارسات متعددة، تحولت معها مناطق سكنية إلى أحياء حرفية، غزتها محلاّت النجارة وصباغة وميكانيك السيارات، مساهمة في ديمومة الإزعاج وانتظامية الضجيج على مدار الساعة، وانتشر عبر طرقاتها الباعة، الذين تحولوا من عابرين إلى مستقرّين، فتطاولوا على أرصفة وشوارع على حدّ سواء، ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ، بل إن حتى أوراشا للبناء بوشرت خطواتها التعميرية الأولى من خلال الحصول على رخص الهدم، ثم رخص البناء في مرحلة لاحقة، باتت هي الأخرى مصدر ليس إزعاج وقلق وإنما عنوانا على الضرر الصحي والبيئي، كما هو الحال بالنسبة لورش على مستوى تقاطع زنقة منصور العبيدي وزنقة إبراهيم النخعي، الذي توقفت أشغال البناء به، وأضحى عبارة عن مستنقع بكل ماتحمل الكلمة من معنى، تصدر عنه الروائح النتنة، وبات مركزا لتجمع الحشرات الضارة المختلفة بفعل مياه البركة الآسنة، التي تصدّر فيروساتها المتنقلة، طائرة أو زاحفة، صوب مواطني المنطقة، الذين «تقتحم» مساكنهم، مع احتمالية نقل مختلف أنواع الأمراض من خلال لسعات بعوض حارقة أو غيرها.
وضع خلّف سخطا عارما في صفوف الساكنة، التي تناشد المصالح المختصة، سواء تعلّق الأمر بسلطة محلية أو مجلس منتخب، خاصة بالنسبة لمصلحة حفظ الصحة قصد القيام بمبادرات وقائية، وكذا على مستوى قسم التعمير، حتى لايظل الوضع التعميري لهذا الورش كما هو عليه، سيّما وأن درجات الحرارة هي ترتفع يوما عن يوم، الأمر الذي سيسهّل من عملية تكاثر الحشرات ونقل الفيروسات، والإضرار بالصحة الخاصة والعامة على حدّ سواء، وهو مايمكن تفاديه إذا ماتحمّلت كل جهة مسؤوليتها، وتدخلت لتقويم هذا الاختلال وفقا لانتظارات الساكنة المتضررة، المترقّبة لتدخل ناجع من هذا القبيل.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 19/04/2018

أخبار مرتبطة

أكد على أن تعامل الحكومة مع القطاع ومهنييه يساهم في اتساع دائرة الغموض والقلق   أكد ائتلاف يضم عشر جمعيات

  أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس أنفوفاك المغرب، أن عدم ظهور بؤر وبائية تتعلق بمرض الحصبة في تراب جهة

لماذا لا يشمل حتى تلاميذ التعليم الخصوصي   في إطار مواصلة تنزيلها لورش التعميم التدريجي لتدريس اللغة الأمازيعية بسلك التعليم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *