بعد عمر السيد، الفنان محمد الدرهم يستضاف كعريس المهرجان الغيواني التراثي خلال دورته الثانية

تحت شعار «هويتنا نغم»، وبتنظيم من جمعية «مسناوة ميلود للحكامة» وشراكة جهة الدارالبيضاء – سطات، تم الإعلان عن انطلاق فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الغيواني التراثي، التي ستمتد من 13 إلى 19 يوليوز الجاري، وذلك من خلال لقاء صحفي احتضنته إحدى قاعات مقر الجهة يوم الاثنين الماضي.

وأثناء حوار خص به الفنان محمد الدرهم طاقم جريدة «الاتحاد الاشتراكي» قبيل انطلاق اللقاء، عبر عن سعادته لكون هذه الدورة تحمل اسمه، ولو أنه يعتبر أن هذا التكريم موجه للحركة الغيوانية، بصفة عامة، إيمانا منه بقوة العمل الجماعي، واستطرد الدرهم موضحا بأنه يصر على تسمية «الحركة الغيوانية» بدل «الظاهرة الغيوانية»، لأن هاته الأخيرة تنسب لشيء نبع فجأة ولاجذور له، عكس المجموعات الغيوانية التي أتت لإعادة إحياء هذا التراث الغنائي الذي كان متواجدا أصلا غير أن جميع أشكاله عرفت سكونا، ولمدة طويلة، وذلك بسبب استراتيجية الحماية الفرنسية التي كانت تسعى لطمس معالم الشخصية المغربية.
لإبراز ملامح هذا المهرجان الذي خطا خطوته التالية نحو الاستمرارية، تم تقديم، خلال نفس اللقاء، ورقة تعريفية تمت الإشارة فيها لكون المهرجان ينفتح، هاته السنة، على مختلف التعبيرات الشعبية المغربية التراثية، وهو ما جعل البرنامج الفني لهاته الدورة، عكس التي سبقتها، يستضيف مجموعة من التجارب الشعبية، وذلك للتركيز، بشكل أكبر، على كون المهرجان «غيوانيا تراثيا».
من جهة أخرى ستمتد أنشطة هاته الدورة إلى مدن عديدة تابعة لجهة الدارالبيضاء – سطات، وستتوزع على مواقع مختلفة في كل من الدارالبيضاء وأزمور وبرشيد ومديونة وابن سليمان، وعلى هذا الأساس فقد راعى برنامجها خصوصيات كل منطقة عن طريق الاستعانة ببعض التجارب الفنية المحلية التي تم إغناؤها بتجارب غنائية أخرى معروفة على الصعيد الوطني.
من جانبه لم يفت ميلود الوحداني، باسم الجمعية المنظمة للتظاهرة ، تقديم الشكر، في بداية مداخلته، لمصطفى الباكوري، رئيس جهة الدارالبيضاء- سطات، وكذا إلى من نعته بـ «حامل هموم الثقافة» ،عبد الحميد جماهري، نائب رئيس الجهة المكلف بالشؤون الثقافية ، على دعمهما للمهرجان وعلى الثقة التي وضعاها في «جمعية مسناوة ميلود للحكامة الفنية «، لتنظيم هذا المهرجان الثاني بعد نجاح الدورة الأولى التي كانت باسم «عمر السيد». واسترسل ميلود قائلا بأن هذا المهرجان ليس غريبا عن المجلس الذي يتشكل من أعضاء يعشقون الفن والفنانين والثقافة والمثقفين، قبل أن يشكر الصحافيين الحاضرين على دعمهم بحضور هاته الندوة. وأردف الوحداني معلنا بأنه تقرر تكريم محمد الدرهم تكريسا لثقافة الاعتراف، قبل أن يصرح بأنه خلال البرمجة حاولت اللجنة استحضار جل الألوان التراثية والفنية من فن أمازيغي وعيطة ومرساوي ومجموعات، وبالتالي توزعت الأنشطة على الشكل التالي:
يوم السبت 13 يوليوز، سيكون افتتاح المهرجان بـ»ساحة ماريشال» بمدينة الدارالبيضاء في الساعة الثامنة والنصف مساء، وذلك بكرنفال فلكلوري متكون من مجموعة «شباب سوس» ومجموعة «كناوة لوبانة» ومجموعة «قرع الطبول»، ستلي ذلك السهرة الفنية التي ستتضمن لوحات فنية لكل من مجموعة «جيل جيلالة» والفنان محمد الدرهم الذي سيرافقه مجموعة من شباب المعهد الموسيقي ومدرسة الفنون الجميلة ثم عبد العزيز الستاتي. وسيتخلل السهرة حفل تكريم ضيف هاته الدورة الفنان «محمد الدرهم».
الأحد 14 يوليوز سيكون الافتتاح بمدينة أزمور في الساعة الثامنة والنصف مساء بمجموعات محلية في كرنفال فولكلوري، ستليه السهرة الفنية التي ستتضمن «بنات الغيوان» و»مجموعة مسناوة» ميلود» ومجموعة «زهرة الفرح» في أغاني العيطة والمرساوي ومجموعة الزموريات.
الثلاثاء 16 يوليوز سيتواصل المهرجان بمدينة برشيد حيث سيفتتح بسيمفونية « وتار ولاد حريز»، سيلي ذلك السهرة الفنية مع مجموعة «مصطفى الميلس» ومجموعة «ليمالة ولاد حريز» والمجموعة الأمازيغية «إسلام» .
الخميس 18 يوليوز، سيفتتح المهرجان بمدينة مديونة بكرنفال فولكلوري بمشاركة مجموعات محلية وستليه السهرة الفنية مع عبد الرحيم عسكوري ثم مجموعة «لمشاهب ميوزيك» فضلا عن لوحات فنية لكل من مجموعة «بنات النغم» و»رجاء الصنهاجية».
وسيكون، يوم الجمعة 19 يوليوز، هو اليوم الأخير في البرنامج وسيتمركز بابن سليمان، وبالضبط بساحة «الشلالات»، إذ سيتم الافتتاح، كما العادة، في الساعة الثامنة والنصف مساء، وسيعرف الموقع لوحات فنية مكونة من سيمفونية «عبيدات الرمى» بمشاركة 5 فرق من مختلف جهات المنطقة وبرئاسة الشرقي، ثم عروض أخرى لكل من مجموعة «مسناوة ميلود» و «عبد الله الداودي» ومجموعة محلية باسم «فرسان ابن سليمان».
وكان اللقاء مناسبة لخلق نقاش حول المهرجان الذي مازال يخطو خطواته الأولى لكنه يجمع حوله العديد من المهتمين والعاشقين لهذا الفن والغيورين عليه، على حد قول العديد من المتدخلين، كما سنحت الفرصة للإدلاء ببعض الاقتراحات، من بينها تلك التي جاءت على لسان محمد الدرهم، من قبيل خلق جمعية قصد تتبع عمل هذا المهرجان ومواكبته ودعمه وإغنائه بأفكار جديدة وجيدة، وهي التظاهرة التي يشجعها هو شخصيا باعتبارها ستكون حقلا لتنمية وإعادة إحياء التراث المغربي الذي يعتبره كنزا ثمينا.
ومن المتدخلين أيضا من عبر عن متمنياته بأن تراعي الدورات المقبلة برمجة ندوات، تناقش خلالها زوايا تتعلق بالتراث المغربي وسبل استمراريته في ظل انتشار أنماط غنائية قد تمحو هُويتنا المغربية بين أوساط الشباب خاصة، فضلا عن ذلك وجه اقتراح الفنانة نجوم الزوهرة، إحدى أعضاء مسرح «الكاف»، أنظار المنظمين نحو الانفتاح على العالمية والتفكير في توسيع أنشطة المهرجان لكي يصبح دوليا، مؤكدة بأن هويته، كتراثي وغيواني، ستساعد وتغري على ذلك.


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 13/07/2019