بمنطقة الوادي الفارغ بإقليم الجديدة : فلاحو الأراضي السقوية تحت وطأة «العقاب الجماعي»؟

 

يعيش فلاح الأراضي السقوية بمنطقة الوادي الفارغ بإقليم الجديدة حالة غير طبيعية تزيد من تكريس « الجفاف المصطنع « للعديد من الأراضي السقوية ، خصوصا مع تنامي ظاهرة « سرقة « المياه من قبل بعض أصحاب الأراضي الزراعية بذات المنطقة لسقي أراضيهم دون انتظار دورهم في دورة المياه القانونية ، وهو ما تتصدى له طواقم الإدارة المكلفة بتدبير وتوزيع ومراقبة مياه السقي ، وتحرر في شأنه محاضر مخالفات زجرية ، إلا أن « تجريم « لصوص مياه السقي لا يعني بأي حال من الأحوال « معاقبة « فلاحين آخرين دون أي ذنب اقترفوه بحرمانهم « الكلي « من مياه السقي ، حيث إن تحرير محضر المخالفة يكون بالاسم والتوقيت والتاريخ ورقم وموقع البقعة التي تم سقيها بالمياه المسروقة ، وهذا يعني أن « المخالفين « يتم تحديدهم وتوصيفهم وتثبيت هوياتهم ، وأنهم هم وحدهم دون سواهم من يتحملون عقوبات المخالفة وليس بقية الفلاحين الذين يقتسمون معهم الأرض الفلاحية كبقع مجزأة على الشياع تحت مسمى عرف « قسمة الحرث « أو بحكم ما يصطلح عليه لدى إدارة المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة بـضرورة وجود « النائب « وبقية من ينوب عنهم على مجمل البقع الأرضية وفق الرسوم العقارية مهما كان عددها قليلا أو كثيرا ، وهي الحالة التي يجد فيها بقية أصحاب البقع الفلاحية المجزأة وفق « قسمة الحرث « تحت طائل « العقاب الجماعي « الذي يحرمهم هم أيضا من مياه السقي ويعرض محاصيلهم الزراعية للتلف وبهائمهم وماشيتهم للتعطيش ، وهو أسلوب يشجع « لصوص « مياه السقي بطريقة مباشرة على التمادي في جريمتهم ما دام السارق « واحدا « والعقاب « جماعيا « ..
فهل تتدارك إدارة المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة هذا الاختلال التدبيري لملف مياه السقي ، والذي من شأنه صب الزيت على النار والزيادة في حدة الاحتقان وإحساس الفلاحين بالغبن ، في أفق القطع النهائي مع أساليب « العقاب الجماعي « الذي يزيد من حالات الهشاشة والتفقير والذي تتوفر الجريدة على نماذج لحالات منه .


الكاتب : عبد الكريم جبراوي

  

بتاريخ : 24/05/2018

أخبار مرتبطة

  دواء حيوي آخر يختفي من الصيدليات ويتسبب في حيرة للمرضى وفي تعميق آلامهم على بعد أيام قليلة من تناول

تستمر معاناة العديد من الأمهات والآباء وأولياء التلاميذ هذا الموسم، خاصة أولئك الذين لهم أبناء وبنات بالسنة الأولى والثانية بكالوريا،

  في الوقت الذي تشهد فيه عدد من المدن المغربية حركة رياضية دؤوبة، وفي الوقت الذي تحقق فيه منتخبات مغربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *