تبلغ من العمر عامين ونصفا : مستشفيان يعجزان عن توفير سرير لطفلة بعد شربها لجرعات من مبيد سام لمحاربة الطفيليات

عانت أسرة طفلة تبلغ من العمر عامين ونصف، أول أمس الأحد، الأمرّين، من أجل إيجاد سرير لها بمستشفى عمومي، لإنقاذ حياتها خوفا من مضاعفات صحية وخيمة قد تتعرض لها نتيجة لشربها جرعات من مبيد للطفيليات، ينعت بكونه خطيرا ويجب الحذر في التعامل معه.
الطفلة التي كانت تتواجد رفقة أسرتها بإحدى المناطق بضواحي بنسليمان، غافلت المحيطين بها في لحظة حديث هادئ في ما بينهم وتناولت قنينة تستعمل في محاربة النباتات الطفيلية معتقدة أن الأمر يتعلق بحليب فوضعتها في فمها لشرب ما بداخلها، قبل أن تلفظه خارجا بعد تذوقها لطعمه الذي لم يكن معتادا، وهي اللحظة التي انتبه فيها شقيقها وأخبر والدته، فهبّ الوالد والجدّة وسارعا على عجل لنقلها إلى المستشفى الإقليمي ببنسليمان من أجل إسعافها، لكن خيبتهما كانت عظيمة، حين تم ربط ذراعها بمادة “الصيروم” وطلب من جدتها حمل الكيس، ومن والدها نقلها إلى المستشفى الجامعي ابن سينا، بعد التعرف على اسم المبيد والبحث عن طبيعة المضاعفات التي قد تترتب عنه، على متن سيارته الخاصة لكون سيارة الإسعاف كانت في مهمة، وفقا لتصريح أحد أفراد الأسرة لـ “الاتحاد الاشتراكي”، الذي أوضح أن الأب اضطر للامتثال لكنه وأثناء توجهه إلى المستشفى قرر تغيير الوجهة صوب مستعجلات مستشفى الهاروشي بالدارالبيضاء، خاصة وأنه يقطن بالعاصمة الاقتصادية.
قطع الوالد الكيلومترات مسرعا صوب مستشفى الهاروشي، وهناك تم فحص الطفلة، لكن لم يتم الاحتفاظ بها تحت الملاحظة الطبية بدعوى كون الأسرّة مملوءة عن آخرها، وطُلب من أسرة المريضة الاحتفاظ بها خارجا، والانتباه إلى أية مضاعفات قد تلم بها كارتفاع درجات الحرارة وغيرها، مع عدم تقديم الأكل لها، وفقا لتصريح عمّ الطفلة لـ “الاتحاد الاشتراكي”، الأمر الذي دفع الأسرة إلى نقلها صوب مصحة خاصة بالدارالبيضاء، وهناك طٌلب منهم تسديد مبلغ مالي أولي، مقابل تشخيص حالة الطفلة والقيام بغسيل أمعاء لها، ووضعها في غرفة الإنعاش وغيرها من التدخلات، في انتظار ما قد تسفر عنه الفحوصات، وهو ما يعني ارتفاع حجم الفاتورة التي بيّنت كل المؤشرات أنها ستكون ثقيلة وليست في متناول الأب، وهو ما دفعه إلى العودة بها إلى المنزل في انتظار ما قد تأتي به الساعات المقبلة.
من جهته أكد مصدر مسؤول بالمستشفى الجامعي ابن رشد، أن الطفلة تم جلبها إلى مستشفى الهاروشي حيث جرى فحصها بمصلحة المستعجلات وتم توجيهها إلى مصلحة طب الأطفال، وبتنسيق مع مركز محاربة التسممات واليقظة الدوائية تم التأكد من طبيعة المبيد وما يترتب عنه، مشيرا إلى أنه لا يتسم بالخطورة الشديدة. وأوضح المصدر نفسه في تصريح لـ “الاتحاد الاشتراكي” أنه طُلب من الوالد ترك الطفلة تحت المراقبة الطبية حيث تم توجيههما إلى قاعة “الديشوكاج” بمصلحة المستعجلات، في انتظار إيجاد سرير للطفلة، لكنه ودون إشعار غادر المستشفى في اتجاه وجهة أخرى. وشدّد المتحدث على أنه رغم ذلك تم ربط الاتصال بالأب بعد مرور الوقت والتمكن من توفير سرير لفائدة الطفلة بغية استقدامها، فتم فحصها مرة أخرى والتأكد من أن وضعها طبيعي، ومع ذلك تم النصح بالاحتفاظ بها تحت المراقبة الطبية، إلا أن أسرتها رفضت ذلك ووقعت على إقرار يفيد برغبتها في اصطحاب الطفلة إلى المنزل.
معطيات أوضح عم الطفلة الذي وقّع على الإقرار، وهو محام بهيئة الدارالبيضاء، أن قرار العودة بها إلى المنزل تم اتخاذه بعد أن تم وضعها في سرير متهالك وعلى مقربة من قنينات الأوكسجين الكبيرة كي تقضي الليلة هناك، ببهو يفتقد للمواصفات العلاجية بل ومفتوح على إمكانية الإصابة بمرض آخر، مما جعل الأسرة تفضل إعادتها في انتظار عناية إلهية عوض مكوثها بالمستشفى الذي قد يكون مفتوحا على احتمالات أخرى غير منتظرة!


الكاتب : وحيد. م

  

بتاريخ : 12/02/2019

أخبار مرتبطة

      الكاتب الاول للحزب إدريس لشكر : الحكومة لها خلط مابين اهداف الحوار الاجتماعي والمقايضة بملفات اجتماعية مصيرية

السفير الفلسطيني: ندعو إلى دعم السلطة الفلسطينية وإلى مزيد من التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يقاوم بصمود منقطع النظير نعيمة

إن ما تحفل به هذه القاعدة الحاشدة من حضور شبابي تتمتع ملامحه بالثقة والأمل في مستقبل زاهر للبلاد والعباد، وتفرز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *