تزداد الخطورة مع ارتفاع درجات الحرارة : الرضع والمسنون عرضة للاجتفاف لعدم شربهم المياه بشكل كافٍ

للماء أهمية كبرى على مدار السنة وخلال فصل الصيف على الخصوص، فهل ترون بأن المواطنين هم على وعي بهذه الأهمية؟

تعرف درجات الحرارة خلال فصل الصيف ارتفاعا وتباينا من منطقة إلى أخرى، وخلال هاته الفترة من السنة يفقد الإنسان الماء من خلال تحركاته ومجهوداته، عبر التعرق وكذا حين التبول، وبالتالي يكون مطالبا بتعويض الماء الذي يفرزه جسمه.
ويكون للحرارة تأثيرها البالغ على شريحتين عمريتين، الأولى تتعلق بالرضع والأطفال، والثانية تهمّ الشيوخ، على اعتبار أن الشخص الذي يكون في متوسط العمر لايعاني من مشكل الاجتفاف من الماء، لأنه في الغالب الأعمّ يبادر إلى شرب المياه ومختلف السوائل الأخرى خلافا للصغار الذين لايطالبون بالماء لعدم إدراكهم بأهميته، بل أنه حتى لو طالب به البعض فكثير من الأسر تغفل عن الإجابة عن هذا الاحتياج وتتهاون في منح المياه لصغارها، وخاصة الرضع في أشهرهم الأولى الذين لايستطيعون التعبير عن هذه الحاجة، وينضاف إليهم المسنون الذين مع التقدم في السن يفقدون هاته «الحاسّة» المتمثلة في الحاجة إلى الماء، وهنا أفتح قوسا لأبين على أن دراسة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية على مجموعة من الأطباء المتقدمين في السن، فتبين رغم كونهم على وعي بالغ بأهمية شرب الماء إلا أنهم بدورهم كانوا يغفلون الإقدام على هاته الخطوة، لهذا وجب أن نمنح لآبائنا وأجدادنا ولأطفالنا الماء بين الفينة والأخرى دون انتظار القيام بذلك تنفيذا لرغبة منهم.

ماهي العملية التي تفقد الجسم ماء أكثر؟

كما أشرت إلى ذلك فإن الماء يغادر جسم الإنسان إما عن طريق التبول أو الغائط، لكن هناك كمية هي ليست بالهيّنة والتي تقدر بحوالي لتر ونصف من المياه التي يفقدها الجسم عن طريق المسام حين التعرّق دون الإحساس بذلك، لهذا وجب على الأقل تعويض الماء الذي يتسرب من هاته المسام، لأن عملية التبول قد تقلّ وتنخفض وتيرتها لكن العرق لايتوقف، وذلك بشرب معدل لتر ونصف من الماء في الحدّ الأدنى بشكل يومي لتجنب الاجتفاف، فجسم الإنسان خلق من تراب وإليه سيعود، ونعلم على أن ثلاثة أرباع التراب/الأرض هي عبارة عن مياه والربع الأخير هو يابسة، ونفس الأمر بالنسبة لجسم الإنسان الذي تشكل المياه نسبة 75 في المئة منه، لهذا وجب شرب الماء بشكل متكرر دون الإحساس بالعطش، والاعتياد على ذلك وعدم انتظار وقت الوجبات الغذائية، وما الآية الكريمة التي وردت القرءان الكريم التي يقول فيها الباري عزّ وجلّ «وجعلنا من الماء كل شيء حي» لخير دليل على أهمية وضرورة الماء في الحياة بشكل عام.

ماهي مضاعفات عدم شرب الماء؟

إن عدم شرب المياه يعرض الشخص للاجتفاف وإلى فقدان الوعي والغيبوبة، بالنسبة للأطفال الصغار كما للمسنين، الذين يعودون للوعي متى منحهم الماء، لذلك وجب العمل على المساهمة في توعية جماعية بأهمية هذا المكون في حياتنا.

ماهي الخطوات الغذائية التي يمكن اتباعها خلال هذه الفترة من السنة؟

إضافة إلى شرب المياه بشكل متكرر يوصى بتناول الفواكه التي تكون غنية بالماء هي الأخرى ونعلم أن هناك فواكه مائية تشكل المياه فيها نسبة 70 في المئة، إضافة إلى تناول الخضراوات، وتفادي العجائن بمختلف أنواعها بما في ذلك الخبز، والإقبال على المواد الغنية بالألياف، إضافة إلى تفادي المملّحات تفاديا للاجتفاف.
وبشكل عام يتعين الحرص على أن تكون التغذية متوازنة، يتم خلالها تناول مشتقات الحليب، والبيض واللحوم بنسب معقولة.

هل هناك من توصيات أخرى؟

هناك توصية أخيرة تتعلق بفئة الشباب الذين يمارسون الرياضة سواء من خلال المشي أو الجري أو غيرها من أنواع الرياضات، الذين يتعين عليهم شرب الماء قبل إقدامهم على تمارينهم الرياضية وأثناءها فهم يكونون عرضة لفقدان ما بين 2.5 و3 لترات من الماء التي وجب تعويضها بالشرب في معدل يقدر بكل 10 دقائق.
أمين مال الجمعية المغربية للتواصل الصحي وعضو عدد من الجمعيات المهنية في المجال الصحي.

طبيب عام، اختصاصي في التغذية والحمية الطبية


الكاتب : الدكتور ادريس رشد

  

بتاريخ : 10/07/2017

أخبار مرتبطة

أكد على أن تعامل الحكومة مع القطاع ومهنييه يساهم في اتساع دائرة الغموض والقلق   أكد ائتلاف يضم عشر جمعيات

  أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس أنفوفاك المغرب، أن عدم ظهور بؤر وبائية تتعلق بمرض الحصبة في تراب جهة

خبراء يسلّطون الضوء في الأسبوع العالمي للتلقيح على أهمية اللقاحات في مواجهة الأمراض الفتّاكة   أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *