جدل حول فيلم «ولولة الروح» بمهرجان خربيكة السينمائي

 

عبر المخرج السينمائي المغربي عبد الإله الجوهري، في تدوينة له عبر موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك»، على هامش انعقاد الدورة 21 لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، عن امتعاضه وتذمره من إقصاء فيلمه السينمائي الطويل»ولولة الروح»، الذي كتب له السيناريو الكاتب عثمان أشقر، من المشاركة في المهرجان، حيث قال بالمناسبة أنه»من الأهداف السامية المسطرة من أجل تنظيم مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية، التعريف بالمدينة وإمكانياتها الطبيعية والثقافية وطاقاتها الفنية والفكرية، وجعلها مدينة تستقطب تصوير الأفلام الوطنية والدولية، مع إعطاء أبناء المدينة ورموزها الفكرية والإبداعية، فرص الحضور والظهور والإحتكاك، بل والمساهمة في وجود وخلود تاريخ المدينة وتظاهرتها السينمائية الأصيلة، من خلال تسليط الضوء على عطاءات النادي السينمائي للمدينة (..) لكن، وللأسف، يضيف الجوهري، طلعت الشعارات والأهداف المرجوة للمهرجان، مجرد بالونات هوائية مليئة بالقليل من الحقائق الحية، والكثير من الأكاذيب الضاجة بالإدعاءات (..)
مناسبة القول، يقول المخرج الجوهري أن»عثمان آشقرا ابن المدينة ورمز من رموزها الثقافية، بل وكاتب كتب فكرية وراوايات إبداعية وسيناريوهات فيلمية عديدة، لعل من أهمها سيناريو فيلم»ولولة الروح»، الذي تدور أحداثه بمدينة خريبكة، فيلم يستمد عناصره من تاريخ وتراث الحاضرة الفوسفاطية،… فيلم صور بالكامل بين أزقة ودروب هذا الفضاء الغني بالدلالات، مثل ما عرف مشاركة وجوه خريبكية مختلفة..، كل هذا لم يشفع له، لكي يكون حاضرا معززا ومكرما، مثلما لم يشفع للفيلم أن يعرض ولو على هامش التظاهرة، حتى يتمكن أبناء المدينة وروادها، معانقة تجربة سينمائية حاولت أن تؤرخ للظاهرة السينمائية بالمدينة، وتظهر امكانياتها التراثية، ومواقف أناسها النضالية، بمعنى أن تكون في مستوى اللحظات البهية للسينما الافريقية، وتستجيب، في نفس الآن، لأفق انتظار الساكنة المتعطشة لمعانقة تجارب أبنائها، تجارب، ويا للمفارقة، عرضت داخل وخارج المغرب، وحصدت الجوائز، لكنها، وللأسف، لم تعرض في مدينتها الأصلية(..)»
بدوره عبر السيناريست عثمان أشقرا ، في تدوينة له عبر» الفيسبوك»عن استغرابه ل»تغييب» «ولولة الروح» من البرمجة السينمائية في الدورة الحالية: قائلا «اتصل بي بعض الاصدقاء من خريبكة مستغربين عدم عرض فيلم»ولولة الروح» لا ضمن المسابقة ولا على هامشها. كما أن الصديق عبد الإله الجوهري(مخرج الفيلم) نشر مقالا أتفق مع جل ما جاء فيه، لكن لابد من تقديم التوضيح التالي: اتصلت تلفونيا مع السيد رئيس المهرجان وأحد مسيريه النافذين وبعد الحديث تفهمت عدم إمكانية عرض الفيلم ضمن المسابقة، لأن ثمة حرصا على عرض أفلام مغربية تدخل نطاق المسابقة لأول مرة (وهذا حال الفيلمين المغربيين المعروضين..)، لكن تم اقتراح عرض الفيلم خارج المسابقة. وفي هذا الإطار حضرت أنا و مخرج الفيلم إلى مدينة خريبكة للقاء المسؤولين المحليين ومناقشة شروط العرض. لكن المفاجأة كانت قوية: مرات عديدة حاولت الاتصال باثنين من هؤلاء المسؤولين (هناك شهود على ذلك) لكن التلفون يرن ولا رد.(..).
وفي اتصال ل»الاتحاد الاشتراكي» بالإدارة المنظمة للمهرجان لاستبيان ردود فعلها حول»الخرجة» الفيسبوكبة لكل الجوهري وعثمان أشقرا و إقصاء فيلمهما «ولولة الروح» من البرمجة السينمائية بالمهرجان، قالت مصادر من الإدارة، طلبت عدم الكشف عن اسمها، إن شروط المسابقة الرسمية للمهرجان، انطلاقا من توصيات لجنة الدعم، تمنع برمجة أي فيلم مغربي سبق له المشاركة في مهرجانات وطنية ودولية .. بالرغم – تضيف المصادر- أن الفيلم يستحق أن يكون في المسابقة، وليس في فقرة البانوراما، باعتبار أنه سيتم « تذويبه» في خضم البرمجة السينمائية الكثيفة للدورة، وبالتالي ترى المصادر أن»ولولة الروح» يستحق أكثر من عرض بمدينة خريبكة من خلال أنشطتها السينمائية المحلية، وسيكون ذلك باتفاق مع المخرج والسيناريست، من خلال سياقات ثقافية تستحق مكانته الرمزية الكبيرة..


الكاتب : جمال الملحاني

  

بتاريخ : 18/12/2018

أخبار مرتبطة

  يستمر المهرجان الدولي للسينما المستقلة في مساره بخطى تابثة و مطمئنة، حيث شهد المركب الثقافي محمد زفزاف بالدارالبيضاء، ليلة

في الذكرى 22 لرحيل صاحب العديد من الأغاني الخالدة   حلت يوم الأربعاء 24أبريل 2024 الذكرى 22 لرحيل الفنان والمطرب

  “بعد توقيف برنامج “طريق المواطنة”، على قناة “تمازيغت” (الثامنة)، يبقى لنا الفخر بالتميز على مدى 13 سنة (…)، برنامج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *